صحيفة المثقف

مسىتوحى من عزازيل للكاتب يوسف زيدان / كريمة ورجاني بنزينة

أسمع ضحكاتك الطفولية

على صفحة النيل

قبل أن تئدها خناجر الغدر

و هي تمزق أباك

باسم المسيح

...

أوكتافيا تمشط شعرها البني الثائر

و هي تغني لحنا

يمجد بوسايدون الجبار

شكرا على هديته:

هيبا القادم من عمق المتوسط

و الحالم بمجد الإسكندرية الخادع

...

و بعد قليل،

ارتدت هيباتيا ثوبها المطرز

لتنثر جواهر الحكمة

حول مريدي الكلام المرصع

بأنوار الحضارة

...

و فجأة ناح غراب البين

معلنا اغتيال الحكمة و الجمال

آه كم شقيت هيبا

بعينيها و صوتها المستجيرين:

" يا أخي أنجدني"

و شظايا جسدها المرمري

تتساقط و تتحول بقاياها إلى رماد...

هل كان رمادها هي حقا

أم رماد روحك البائسة

و هي تودع آخر خيط

يشدك إلى بلادك الأولى

لتتجرع كأس المرارة

و يكويك الحنين إلى أول الحب

...

لم تكن وحدك و أنت تصرخ صامتا

و لم تقاتل أنت حتى

تحكي لنا قصص القداسة و الدم المحروق

تحت مذبح الكنيسة

لم تكن جبانا إذن

فلا تجزع فهيباتيا تفهمك

...

أوكتافيا افتدتك

فكانت روحها

آخر دليل عشق أهدتك

...

كنت لعبة للريح

فلم تنفعك الصلوات

فلا مأوى لك

غير منفاك داخلك

...

مارتا ألقت شالها المزين بعقيق الغواية

ليرتد أعمى  قلبك  على

فلا يبصر سوى

سيوف اسكندرانية تهوي

على المارقين

عن صكوك الغفران المزيفة

...

سقتك نبيذ العشق

فلا ارتوى قلبك الجاف

و لا أيقظتك شهوة الجسد

من وهم القداسة الكاذبة

...

قتلت امرأتين لا ذنب لهما

سوى تسليمهما بقدر

عشق رجل سكن الحزن

و افترش الأسى

في ظلمة ركنه الصغير

في وحشة الدير السرمدي

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2213   الثلاثاء  28/ 08 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم