صحيفة المثقف

هل ينجح الانقلاب العسكري؟ / جمعة عبد الله

امكانية نجاح عمل عسكري مثل انقلاب عسكري بتعاون اطراف سياسية وعسكرية وباشكال مختلفة في احداث تغيير سياسي، يغيير الخارطة السياسية ويسقط النظام السياسي الحالي . وتعود البلاد مجددا الى احضان البعث المنحل، وعودة الدكتاتورية بقناع جديد واسلوب حكم جديد في التحكم في صنع القرار السياسي .

ونعلم ان فلول البعث المنهارة دأبت منذ رماها الشعب في مزبلة النفايات ما انفكت تعمل في الخفاء والعلن الى تحقيق حلمهم المنشود في رجوعهم الى السلطة مجددا . وكانت نشاطاتهم في الحاق افدح الاضرار من التخريب والدمار او القيام باعمال اجرامية ضد السكان الابرياء او القيام بمناورات سياسية او صفقات سياسية تسمح برجوعهم من الشباك بعدما انهزموا من الباب، وان رجوعهم تحت غطاء النشاط السياسي واللعب على الحبال والمراوغات السياسية التي يتفننون بها ويبدعون في اخفاء هدفهم المنشود باستغلال التناحر السياسي لمنافعهم السياسية وتقريبهم من هدفهم المعلن، وكما اشيع مؤخرا عن نية تشكيل ما يسمى ب (الجيش العراقي الحر) على غرار التجربة السورية بالجيش الحر السوري وما يحدث من صراع دموي وتدمير هائل للمدن السورية . ويدور الحديث عن هناك مساعي جدية باتفاق على تشكيل هذا الجيش المزعوم بين الاطراف فلول البعث المنحل ومجموعة من شيوخ الانبار وبدعم واسناد من زمر القاعدة الارهابية . ان هذا التطور الخطير في مسار الصراع الجاري في العراق، وكل المؤشرات تشير الى صعوبة القيام بهذا العمل العسكري ونجاحه لكنه ليس مستحيل التحقيق في ظل التوازنات السياسية المعقدة القائمة الان التي تسود فيها الازمة السياسية الخانقة كنتيجة من ثمار اختيار الطائفية والمحاصصة السياسية كاسلوب لنظام الحكم، وغياب برنامج الاصلاح في ظل اشتداد الازمات الطاحنة التي تلعب في المواطن وتحول حياته الى جحيم، وفي ظل الاعمال التخريبة والجرائم الوحشية التي تحصد ارواح المواطنين الابرياء من قبل فلول البعث وزمر القاعدة الاجرامية بهدف تخريب العملية السياسية والاخذ بها الى مصير مجهول او الى منحدر خطير . ان هؤلاء الاعداء في يديهم اربعة عوامل تساعدهم في احداث شرخ خطير في الكيان العراقي وتساعدهم في اقتراب من حلمهم المنشود .. العامل الاول هو بعض اطراف من القائمة العراقية والتي تجمع اعداد لايستهان بها من ايتام البعث والتي تجمعت وتصدرت زعامة القائمة العراقية في تجمع خليط غير متجانس في

الرؤية السياسية والتخبط في البرنامج والاهداف المعلنة . فقد استخدموا بشكل بارع الخداع والنفاق السياسي من خلال طرحهم برنامج سياسي واصلاحي واقعي من شأنه ان ينقل العراق الى نقلة نوعية من واقعه المرير . ولهذا السبب

حصلت على المرتبة الاولى في الانتخابات الاخيرة، لكن تطور الاحداث وتسارعها بخطى متسارعة باتت من المستحيل سد الفراغ والتحكم بالاحداث المتغيرة، فظهر العجز الواضح في تصوراتها السياسية فظلت خلف الاحداث ولم تستطع

ان تلبي حاجات المرحلة فباتت شبه منهارة فاصابها الافلاس السياسي والفكري والشعبي، فتخلت عن مشروعها الوطني الذي خدعت الشعب به، وانكشفت هويتها السياسية، فصارت كتلة سياسية ينخرها المصالح الشخصية والمنافع الذاتية

وتباين في الرؤية السياسية والتخبط الواضح في عملها ونشاطها وهذا ما يفسر تشرذمها الى كتل سياسية متنافرة لا يجمعها جامع ... العامل الثاني ان فلول البعث يملكون قدرات مالية هائلة ورثوها ونهبوها ابان سقوط نظامهم المقبور، ولم

تجرد او تنتزع او تسترجع هذه الاموال المنهوبة من هذه الفلول الذين فلتوا من العقاب والمحاسبة . والان تستخدم هذه الاموال لاغراض التخريب والقيام بجرائم متنوعة، مثل شراء الذمم ورشوة بعض رجال الاجهزة الامنية وحتى شراء مواقف

سياسية من بعض اعضاء البرلمان ... العامل الثالث هو حين اوشك النظام المقبور ظهرت ظاهرة الحواسم في النهب والسلب وحرق وتخريب ممتلكات الدولة، مما شكل عامل سلبي حاد ومضر في اغلاق الكثير من المصانع والمعامل مما

سبب في ارتفاع حاد في نسبة البطالة وخاصة في صفوف الشباب ولم تعالج هذه المعضلة رغم طوال الوقت بشكل سليم يخفف من هول ازمة البطالة ... والعامل الرابع هو الدعم المتواصل من قبل دول الجوار التي تحاول الانتقام من العهد

الجديد وفي احداث ازمة سياسية تفتت اطراف العملية السياسية وافراغها من مضمونها السياسي وتعطيل قدرتها في اتخاذ قرار سياسي مستقل، وتاجيج الصراع الطائفي والقومي واشعال الحرائق بالفتن والفرقة وتخريب النسيج الاجتماعي وابراز

ثقافة العنف والارهاب والحقد الشوفيني والانزلاق الى الهاوية اذا لم تتدارك اطراف العملية السياسية الموقف الخطير والمتازم، واذا لم تسرع الى اطفاء الحرائق بما يخدم مصلحة الشعب والوطن، ان مفاتيح الحل والخروج من الازمة السياسية

وانقاذ العراق وشعبه والسير به الى طريق السلامة والامان اذا استخدمت اطراف العملية السياسية العقل والحكمة والتواضع السياسي او انتظار الطوفان القادم


جمعه عبدالله

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2215 الخميس 30/ 08 / 2012)


في المثقف اليوم

في نصوص اليوم