صحيفة المثقف

حوار مع الشاعر العراقي فلاح حسن الشابندر / عزيزة رحموني

"فلاح الشابندر يكسِّر أنظمة اللغة وأنساقها المعهودة حتى ليوحي للقارىء للوهلة الأولى أنه يجهل اللغة

غير أنه ماهر في التحايل عليها سيما والعربية ذات مطاطية ومطاوعة كالطين الإصطناعي لمن هو عارف بأسراره.


فتحت معه حوارا على الشبكة فجاءت الردود زخات...لنتابع:

في البد ء ما يقول فلاح اشبندر؟

إنه لمن دواعي غبطتي أن  أستقبل حوارك الأدبي بأسئلته العميقة .. وأرجو أن أكون موفقا في إجاباتي عليها على طريق الأدب الرصين ..

 

  1. 1)ما الذي تبوح به لنا حدائقك ؟

- ليس من الغرابة أن يكون البوح بالماء

فعل الماء فى الاشياء .. فعل الماء فى الحرث  والحرف   تتجلى سنابل خبز ونبوغ  ازهار ..... قطرة الماء  المنسابه على مجرد الورقة البيضاء  اكتبها تكتبنى   للفرار  من اسر   الفراغ

اكتبها ذخرا لطفولتى القادمه  .......  حلم اليقضه

يشرق فى النفس.... واذا ما تسللت عسعسة    حينها اتوسل   اللهب    اللهب   القلق  بالريح   هوامش على الجدران  غائرة شرخا زاهقا

وما يتعلق بى   والورقة  والجدران   هى خربشات  اخر  الليل

هى تشريح النفس بقوة الشعر.

 

2) متى يكون للحقل مذابح ؟

- أما بلغك ما للحقول من مذابح ..

لكنه الذبح الذي يؤسس عليه .. تقدح بيضاء على جبين صاحبها نارفة..

ويصر إلا أن يتبجح بها .. دسها في جيبها  بيضاء للناظرين .

 

3) بين أزيز القلم ومفازات القبل ، كيف تكتب  نبضك؟

- بين أزيز القلم ومفازات القبل ثمة مسافة زمن تدونني حرف يتخارج  على مكنونات الأشياء لأكتب نفسي ..

أليس غير القبلة تعرف سر لذتها .. تباشر صلتها بعمق ونفاذ يتغلغل ..

أغالي بالتقبيل وهي تعرف هذا انتصاري وتدركها قوة لها ..

القبلة تمارس التحول للكشف عن الرغبة الدفينة والصاعدة بالنبض المتسارع بالخجل والحمى .. فكيف أن أكتب نبضا يتسارع حينها .

ما تقوله المريا ......؟

لا قيمة  للمرايا  مع نفى المقصد وفى احايين يكون المجرد   لهو.... المرايا

المرايا قد تثير سؤال  بفزع الضمير  مثلما حدث  مع صورة دوريان كراى  والتى انعكست بمسخ مثير

وبرايى  المرايا  تكون الآخر

السيدات  المرايا

كم من آت  مر  عليك

وكم من أنت ا من  أنت

 

5) بين نص مفتوح ينسكب فحم وطباشير .. الأستاذ فلاح هل تحكي لنا ظروف النص؟

- في خضم تضاعيف الأنا المستترة والظاهرة ..

أكتب من أنت .. كتبتك من أنا ..

نفس كتبت .. كتبت تتعذب بتشريح النفس بقوة الشعر وبالذات السر بين فحم وطباشير ..

هي الأنا طباشر والأنا فحم ينطلق منها ليعود إليها يتحدث عنها وبها ، ليكتشف التضاد المستتر والشك المستفز ..

كتبتك جوهرة ، كتبتك جمرة

 

6) بين الفراغ والمكتبة قد ينبث  الصمت ، وقد تنبت الأفكار .. نعرف أن المبدع العربي منتج مجتهد ولكن في المقابل نسبة القراءة متدنية جدا في العالم العربي ..

كيف نفك المعادلة ؟.

- هذه الجدلية المتناقضة سببتها عوامل كثيرة تلخصها الأنا والأنا الأخرى بين الذات والموضوع  .. بين المنتج والمستهلك . فثمة كم هائل من التحبير ينشف وما من عين تشربه قبل أن يطويه الزمن .

لقد خلف الزمن العربي الرديء هالة كبيرة  من التردي والتخلف ساهمت به أنظمتنا الوراثية بالكم والنوع بحيث أصبحت الأمية الثقافية سمة مميزة لعصر تاريخ مقهور  ومجبول على التقليد والتبعية والتمظهر بالتزام الزيف والركض وراء العمى في النهج والإيمان  الصنمي .

بلى هناك مثقف ومتثاقف ومثقف وجاهل والفرق واضح بين ما يشي به هذا المعنى .. والطامة الكبيرة حين يعبر أعلام الوراثة عن تقدم مزعوم كاذب في ظل عولمة خلفتنا وراء ظهر التاريخ تماما .

 

7) كيف نعرب الاستلاب في الساحة الثقافية العربية ؟

- هي ساحة أشبه ما تكون بمضمار الخيول وساحة سباق  ومراهنات .. وهناك سائس ظافر يسوسنا بامتياز إلى حيث يريد .

المسألة لا تبدو للوهلة الأول بأنها معضلة ما دام هناك قوة تحرك ظواهر الأشياء وفق تقديس الرمز .. هذا الرمز المصنوع بإرادة خارجية وجبة محلية تباركها فقهيا فلسفة ابتعدت كثيرا عن جوهر الهوية .

المواطن العربي يا سيدتي تعود الانجرار وراء السائس إما خوفا أو تخاوفا ليبقى الصنم يسود الظلام .. أما نحن مضحوك علينا بما يصدر لنا على أجنحة طائرات الغرب والناتو مفاهيم متناقضة كالثورة والتغيير والربيع والحلم؟

 

8) بين المتلقي في المشرق العربي والابداع في المغرب اىالعربي فجوة غير يسيرة .. كيف نتدارك هذا النقص في التواصل؟

- هنا تأتي أسباب كثيرة منها تاريخي ومنها حضاري .. وهذا هو نتاج خصخصة الاحتلال وسيادة ثقافة المحتل وهويته الثقافية  ..  وأعتقد هو مظهر من مظاهر العرض الفنتازي  لوجه صراع ثقافي خفي تمليه التبعية للمستعمر الوافد والمتحكم .. فالمغرب العربي خضع لنوع من الاستعمار ومعه مشروعه الثقافي المختلف عن هوية المستعمر للمشرق العربي .. هو مظهر من صراع الثقافات القديمة بين ثقافتين (الانكلو سكسونية والفرانكفونية)  أي سباق  تناحر بين  التفرنس والتجنلز خدمته ظروف طوبغرافية وسياسية بامتياز .. ويعرف الجميع أن الفرنسة في المغرب العرربي ضربت باطنابها وأصبحت اللغة العربية في المؤخرة ، بينما تخلف الشرق ثقافيا بسبب نظام الوراثة والإمامة  فحافظت العربية على نفسها وتراجعت اللغات الحية .

لكن الأمل معقود  بسبب تقدم التكنولوجيا وأنظمة الاتصال على تقريب  وشائج هذه الصلة بين المشرق والمغرب بعد أن يقصف الله أعمار ساستنا بعون الله .

 

اجرتِ الحوار : عزيزة رحموني /المغرب.

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2215 الخميس 30/ 08 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم