صحيفة المثقف

حوار مع ادريس الجرماطي / عزيزتي العزيزة عزيزة

يغوص في مائه ويعود الى سطح اليومي بِدُرر تشد أنفاس المتلقّي..دبجتُ اسئلتي ثم وضعتُها في بريده..لم يَطل انتظاري حتى عادت إلي أسئلتي  ملغمة بأجوبة المبدع ..تابعوا معنا:

 

سّي إدريس غنيّ عن التعريف. لكنّا نود الولوج إلى بعض عوالمه الخاصة إن سمح لنا بذلك، فبِمَ يبوح لنا في بدء هذا الحوار؟

- أبهرتني الأسئلة الجادة، وعلمت حينها أن السائل لا يَعرف أنّي عصامي حتى النخاع، ومع هذا سأحاول جادا أيضا أن أجيب.

 

ما الذي ورّطك في ارتكاب الادب؟

- الكتابة والأدب هي ملاحقة الطفل للفراشات، في البدء يكون العياء والاستمتاع ومع الأيام تخلق المتعة وينسى التعب ومع أيام أخرى ينمو الاستمتاع مع الألفة فلا مرد منها غير الموت إن لم يكن بدوره كتابة وما أروع ان يكون الموت كتابة كما الحياة كتابة إذ لم تعد تسمى ورطة لأنها أصبحت حياة...

 

الكتابة جنون أمْ المْ ؟

- نعم الكتابة جنون سبقه الألم، بعد أن انتهت فواتير الطبيب من ملاحقة الذات لنفسها حول ممارسة الكتابة بوجدانات غير مهيأة أصلا لان الكتابة طبع وليست صناعة، بعد كل هذا يرحل الألم ويبقى جوهر الحياة التي ما خلق الأديب إلا لهذا العذاب العذب...


ما موقع ورزازات في كتابات سّي الجرماطي؟

- ورزازات مدينتي الغالية فيها انغمس رفات أجدادي وبها يَمّ صغير يحوي عظامهم ويدك بهم الأسماك من حين الى حين وسؤالي، من اخذ بلدتي هل الماء ام المااااااااااااااااااااء الذي لا يرحم ....؟ لكن كتاباتي فيها تحتاج إلى مترجم لشخصي الذي ربما قد يخطئ دون أن يعلم على كل أرجو أن يسامحني وطني لأني أتيت بلا موسم وبفراشات كثيرة ....

 

بين الرواية والقصة يتصاعد النفَس او يتلاحق على شاكلة الموج، لماذا المزاوجة بين الأدبَين بدل الاقتصار على احدهما ؟

- كما أقول دائما، ليس لي سلطان على ما اكتب، اكتب مواليدي الجدد بطريقتهم الخاصة ولست انا من يحدد بل ظروف ما اكتب هي من يحدد ولا أظن أن هناك فرق بين الرواية والقصة فكلاهما ادب يحتاج الى نفس وصناعة بل وطباعة...

 

بياضات الورق وسواداته كيف تملأؤها بالمسخ والمستنسخ ؟

- أوراقي أملؤها بالقضايا العالقة في أعماقي أحيانا أرى الورود في الطرقات ولما أريد قطف واحدة لي ربما لأهديها لكم أجد أشياء أخرى تبعدني عما كنت أود كتابته، حينها اكتب أشياء أخرى في سياق آخر...لم أفكر كيف وضعت هذا العنوان المسخ المستنسخ ربما طبيعة النص هي من أحالته إلى واجهة القراء....


لماذا جعلتَ الجنازة ترقص ذات كتابة؟

- رقصة الجنازة هي رقصة تبكي فيها الفرحة والجنازة لا محل لها في النص بقدر ما هي للحياة ولكم جميعا مني فرحة الوجود التي هي رقصة جنازة نهاية الالم وولادة الحياة...

 

متى يسخر الخبز وممّنْ ؟

- نعم مولاتي قد يسخر منا الخبز أحيانا، حينما نلاحقه ويختبئ كالأطفال في ألاعيبهم، وتعني بذلك الحياة لعبة أخرى اسمها الشقاء ...

 

هل يرقص سّي إدريس في الظل ؟

- نعم لا رقص مع الذئاب ذلك كان العنوان، أتذكره جيدا، انه ربما ما يجري في أوطاننا الكونية ملاحقة الكبار للبسطاء وأحيانا نسيان الصغار لموقعهم وتهافت الكبار على أماكنهم كما يقال عن الأسماك في حوارات القمع والذل والعبودية..


خارج السّطر أي رشيم يترك السّي دريس ؟

- خارج السطر آو الوجه الآخر للقضية، إنها ألعوبة الزمن على شخصية تتوهم الأخرى في أعماقها كما يقع للحمقى ولي احيانا ....

ما معنى الحياة في عيون تدمع أمام شيطان الشمس إذا غاب ملاك النوم ؟

- ما معنى الحياة،عيون تدمع،شيطان الشمس،ملاك النوم :
انها قصص او نسخ من حياة وضعتها في نصوص الحياة ومعناها تعني فلسفة او الموضوع الكامل الذي حوله ترتكز المنظومة الإنسانية بمفاهيمها الغريبة كل حسب معناه وحسب ما يحتاجه منها ويصنعه فيها كأنها العجينة ولا ادري إن كانت الحياة هي العجينة...أتمنى ان يكون خبزها طيبا وباردا...

كيف يُقَيّم سّي إدريس علاقة الإعلام بالمبدع داخل الوطن ؟

- الإبداع والإعلام أية علاقة داخل الوطن ؟
قبل هذا السؤال، أريد أن اذكر أن ليس لي وطن لان كل الأوطان لي، سأمزق جوازات السفر لكن ليست بيدي حيلة ...
ألان أجيب: متى كان الإعلام في خدمة الثقافة الأدبية، وإذا أردتم التأكد وجهوا هذا السؤال إلى المطربين على أهواء البلاط والأسوار الهشة للواجهة التي اقصد في بعض نصوصي، ان الزمن اليوم يطبل للألم والعياء والرداءة، أما الرياديون في الفكر فلا محل لهم في ما يجري لأنهم غاووهم لا يقرؤون وربما لا يفهمون ..

 

أين  يتموقع المبدع المغربي في ساحة النضال وهل يجهر برأيه سياسيا ؟

- الإعلام في الأوطان العربية يصنع من الأقزام شيوخا، ويجعل من الرأي ذلا في أهله ...كما قال الكاتب المغربي الكبير محمد شكري عن النشر سأقول انا عن الإعلام لو عولت على الإعلام المغربي لمت جوعا
جهر المبدع بقضيته في الوطن العربي جهر غير مقبول لأنه مفضوح والكاتب أو المبدع بصفة عامة هو بكم في أعين الفضاء الوجودي للأحداث لأنه يقول غير ما يرضي، والمؤكد انه يسمع ما لا يفرح بطريقة الجهل يسمع ويسكت لأنه يراد به مجرد حجارة ....وعليه أن يناضل من اجل أن يصبح بركانا ...

كلمة أخيرة؟

- سيدتي مولاتي هل بقي شيء لم تسألني عنه، كنت نعم السائل ووجدتني بسيط المجيب، ولكم التوفيق في مساركم الأدبي والإنساني

"""""""""""""""

أجرتِ الحوار : عزيزة رحموني من المغرب

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2221 الاربعاء 19/ 09 / 2012)


في المثقف اليوم

في نصوص اليوم