صحيفة المثقف

أفكار في الحرية / عبد الفتاح المطلبي

والماءُ يرسِمُ لي صورةً

ترقصُ ترقصُ أراها على الماء    

فأغردُ  مبتهجاً

أعشقها مثل نرسيس

لكنني أتذكرُ وأدَ الأماني

وتلكَ الشِباك التي تصادرُ

ما بين أجنحتي و الفضاء

أغَرّدُ في الحينِ

ما تلمظَ من شجنٍ في فؤادي

الدياجيرُ موسمها حلّ

وهذي الشجونُ

تعرفُ كيفَ تحشرُها في الشغافِ

العصافيرُ واجفةٌ راجفه ْ

استللنَ الحناجرَ من بين اوتارها

فهي لا تصدح الآن

جللٌ يتوقعنَ والإنكشاريون

عادوا تباعاً

فقد سرقوا صوتها منذ قرنٍ مضى

الشموس التي غيبتها  المنافيّ يوما

ستطلع من مشرق الأرض

تلك النواميس لا تبدل عاداتها

هناك على الأفق الغربيّ غولٌ

يبتلع الشمسَ

يصبغها برشيش الرصاص

وما تيسر من رذاذ الحروب

لاشيء غرباً

سوى الموت ممتطيا صهوة الليل

يمنحنا حصةً من كلامْ

نخدرُ فيه أوجاعنا

بارعاً كانَ هذا الظلام

وهو يخفي الأفاعي التي تفحُّ

وفي رأس كل واحدةٍ

فريةٌ لكتابٍ قديم

بحروفٍ كألسنة ذات شطرين

خُطّتْ حروفُهْ

يمنحها حقَّ صيدِ العصافير

وهي تغرد آمالَها خارج السرب

يُحرضُها ذلك الكهفُ المتعفنُ

أقصدُ تلك الأفاعي

أنـّها بعد موت العصافير

وشيكاً سيبدأ موسمُها

تنتهك الياسمين، تبيضُ على الجلّنار

على الغصن حيث كنتُ أغني

وبين رفيف جناحي

ورفيف الوريقات

تفقس في عِشّيَ الأصلاتُ

ويذهبُ ريشي مع الريحِ

ينكسر الغصنُ

يرتجفُ الماءُ

قاب تغريدتين أرى صورتي

وقد مزقتها على الماء  رقطاء

ترسم فوق حراشفها الحمروالزرق

اثنتينِ وخمسين نجمة

 

خاص بالمثقف

.................................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (عدد خاص لمناسبة يوم الشعر العالمي اعتبارا من 24 / 9 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم