صحيفة المثقف

ولكن هنالك من يضع نقطة ضوء لامعة، او بصمة متميزة، او يقوم باقتراع شيء ما يخدم به الانسانية قاطبة، او يكتشف شيء لم تكتشفه عباقرة وعلماء قد سبقوه.

وهذا ما قام به العالم العراقي عبد العظيم السبتي الذي اكتشف كويكب يقع ما بين المريخ والمشتري ويسمى الكويكب هذا (الاسترويد) اذ يبعد 308 مليون كم عن الارض . وتكريماً لهذا العالم الجليل اطلق على هذا الكويكب اسم عبد العظيم، ليقترن بالسماء ويظل شامخاً الى ابد الآبدين، وهو - أي العالم - بذلك يرفع اسم العراق عالياً ولأول مرة في التاريخ، وهذا ليس كثيراً على العراق والعراقيين، فهم اصحاب اعظم حضارة في تاريخ الانسانية ( بابل – اور – اشور – اريدو ....) واهل اعظم مسلة قانونية، هي مسلة حمورابي والتي لا زالت الدراسات الحديثة تشيد بها .

العالم هذا هو من تولد مدينة الناصرية 1945، هذه المدينة التي انجبت المبدعين بكل الفنون، الشعر، الادب، الفكر، الغناء، انجبت داخل حسن صاحب الصوت الشجي الرخيم السماوي، وانجبت خضيرة ابو عزيز وناصر حكيم وانجبت زامل سعيد فتاح وطالب القرغولي، وانجبت الكثير من الذين لا يسمح المجال بذكر اسماؤهم، ومنهم العالم عبد العظيم الذي نحن بصدد الحديث عنه، وهو الآن زميل باحث في مرصد جامعة لندن .

الحكومة العراقية تستكثر الاتصال به وثم تهنئته وتكريمه كونه قد رفع اسم العراق، ولولا بعض وسائل الاعلام – مشكورة – حيث ذاعت الخبر هذا حتى وصل الينا، وفضائية واحدة فقط التي اتصلت به مباشرة ليحدثها على هذا النبأ العظيم .

للأسف الشديد، الفريق العراقي لكرة القدم يفوز مثلاً على قطر او على السعودية او على مصر، او على اي دولة اخرى، تقوم الدنيا ولم تقعد، ويحترق الجو بإطلاق عيارات نارية في الهواء، فتقتل عدداً من المواطنين وتجرح آخرين، ولدي إحصائية غير رسمية، ان اثر ذلك قد قتل وجرح اكثر من الفين مواطن على مدار العقدين من الزمن جرّاء احتفال البطرانين بحفل ينتهي في لحظته وفي اليوم التالي يصبح في خبر كان ولا يذكر في اي محفل من المحافل .

ما لكم كيف تحكمون، وعالم عراقي يقترن اسمه في الفضاء، ويشار اليه بالبنان لا نحتفل به ولا نطلق عيارات نارية ولا راجمات وصواريخ كاتيوشا، بل نطلق هذه الصواريخ احياناً على المنطقة الخضراء فتقتل عددا من الموظفين البسطاء، ويفلت منها السياسي المستهدف، كون حظه (كاعد) فتسقط على رأس (ابن الخايبة) .

نصف سياسي في البرلمان وحاصل على عدة اصوات لا تؤهله لدخول البرلمان، لكنه يصعد بفضل الكتلة، وحينما يصرّح بتصريح لا يتعدى الاربع اسطر تنقل التصريح هذا اكثر من خمسين وسيلة اعلام . ومكتشف كويكب في العالم 2012 لم يكتشفه علماء سبقوه تنقل خبره ثلاثة وسائل اعلام فحسب ! صح النوم يا ساسة الى متى انتم نائمون ؟ .

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2225 الثلاثاء 25/ 09 / 2012)