صحيفة المثقف
الضّحيّة والجلاّد / محمد الصالح الغريسي
إنّ شجيرات الورد الّتي زرعتها بالحديقة
لم تبرعم بعد،
وقطّتي الصّغيرة الّتي أطعمها بيدي
لا تعرف أحدا سواي...
ارفع سيفك عن رقبتي
فأنا ما زلت أبحث عن شاهدة
لقبر أخي الّذي أسقطه القنّاص...
ارفع سوطك عن جسدي ..
لم يعد فيه مكان
لجلدة من سياطك...
دعني أسألك قبل أن تدحرج رقبتي:
ما عساك تقول لوالدتك
عندما ترى يديك ملطّختين بدمي؟...
ستقول لها حتما:
اليوم خلّصت البلد من مجرم سفّاح ..!
ما عساك تقول لابنتك الصّغيرة
عندما تقدّم لها قطعة الحلوى..
ملطّخة بدمي؟
ستقول لها حتما ..:
ثمّة أناس أشرار، إذا لم نقتلهم، قتلونا...!
ما عساك تقول لزوجتك، عندما تسألك
عن دمائي العالقة بثيابك؟
ستقول لها حتما ..:
إنّ قلبك يذوب حزنا على ضحيّتك..
وأنّ الأوامر هي الأوامر...!
لكنّك لن تستطيع الإجابة عن أسئلة ضميرك..
ببساطة.. لأنّهم أعدموه..
ستعرف وقتها، أنّك كنت الجلاّد ..
وأنّك كنت الضّحيّة
01/06/2012
تقديم :
وأنا أتصفّح الأنترنات لفت انتباهي نصّ باللغة الفرنسيّة لتلميذ في الرّابعة عشرة من عمره، يتناول ظاهرة الدّيكتاتوريّة بطريقة جعلتني أقبل على ترجمته، لا لقيمته الفنيّة وإنّما لعمق الأحاسيس الّتي يتوفّر عليها، وما فيها من تداخل بين الواقع والخيال. ورأيت أن يكون اختيار نصّ شعريّ لطفل له مثل هذه الإنسانيّة العالية أمرا طريفا ويستحقّ الاهتمام رغم كونه يحمل اسما مستعارا.
جمهوريّة النّجوم
تعريب : محمد الصالح الغريسي
حزب المطرقة والمنجل المتقاطعين،
وعدنا بعالم آمن..
وعدنا بالحريّة..
وذي الديكتاتوريّة قد أتت!
لقد ضحكوا على أذقاننا
جعلوا منّا مجانين بالجملة
ومن أجل حفنة من المال
لا عجب أن نقتل في المستقبل أحدا منّا
لقد أوقفني بوليس الرّأي
وحكم عليّ
فقط، لأنّني عبّرت عن رأيي
لقد دمّروا روحي
يبدوأنّ في عروقي دما غير نقيّ
وعليّ أن أصطفّ ووجهي إلى الحائط
لتضع طلقة بندقيّة بائسة
نهاية لحياتي الضّائعة
يا جمهوريّة النّجوم!
ها أنا ذا أخيرا أنزع عنك البرقع القاتم
كنت تسبحين في الفضاء،
بانتظاري ..أنا الّذي كنت على السّطح!
ولكي أعثر عليك، كان عليّ أن أموت!
أبدا، لم أكن أتوقّع هذه المفارقة!
من كان يظنّ أنّ الموت يجعلني سعيدا كما أنا الآن
المهمّ، أن لا نكون جبناء؟
هنا، حيث الأحلام تتحوّل إلى واقع!
ليس ثمّة أحد ليحكمنا!
هؤلاء السكّان، ومعظمهم كان من المجانين
لم يكن لهم من سيّد سوى الحريّة!
وسط النّجوم السيّارة
ثمّة ظلال راقصة
ألسنة لهب حارقة
وزهور فوّاحة
الجنّة تختلط بالجحيم
فلنكسر الأغلال!
فليس ثمّة إلاّ مصير واحد
هوالموت!
لا وجود للجحيم ولا للجنّة
هوفقط عالم ما بعد الحياة
عالم من الأحلام
ولا هدنة!
بالأمس كانت الدّيكتاتوريّة
واليوم حلّ زمن النعيم ..!
لقد وجدت باب الخروج مفتوحا
نحوحياة جديدة!
ها أنا أخيرا حرّ!
باستطاعتي أن أحيى من جديد!
من كان منكم يحبّني، فليتبعني
نحوالضفّة الأخرى!
jugband-blues
République des ?toiles
La parti des marteaux croisés
Nous avait promis un monde sûr
Nous avait promis la liberté
Et voici qu'arrive la dictature!
Ils se sont joués de nous
Ils nous ont tous rendus fous
Désormais pour quelque sous
Nous pourrions tuer l'un d'entre nous
La police de la pensée
M'a arrêté, m'a condamné
Car j'ai exprimé mes idées
Mon esprit ils ont brisé
Je n'ai apparemment pas le sang pur
Je dois être aligné contre le mur
Pour qu'un misérable coup de fusil
Mette fin à ma vagabonde vie
Me voici, République des ?toiles!
Enfin, j'ai levé ton sombre voile!
Tu te trouvais dans l'espace
Tu m'attendais à la surface!
Pour te trouver il a fallu que je sois mort!
Je n'aurais jamais imaginé tel oxymore!
Qui aurait cru que la mort me rendrait heureux ?
Le principal, c'est de ne pas être peureux...
Ici, où les rêves deviennent réalité!
Il n'y a personne pour nous commander!
Ces habitants, pour la plupart cinglés
Ont pour unique Maître la liberté!
Au milieu des étoiles filantes
Des ombres dansantes
Des flammes brûlantes
Des fleurs odorantes
Le Paradis en Enfer!
Brisons les fers!
Il n'y a pas plusieurs sorts
Juste la mort!
Pas d'Enfer ni de Paradis
Juste ce qu'il y a après la vie!
Un monde de rêves
Et sans trêve!
Hier c'était la dictature
Aujourd'hui la luxure!
J'ai trouvé la porte de sortie
Vers une nouvelle vie!
Je suis enfin libre!
Je peux à nouveau vivre!
Qui m'aime me suive
Vers l'autre rive!
Poème publié le 14/12/2011 à 14h29.
خاص بالمثقف
.................................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (عدد خاص لمناسبة يوم الشعر العالمي اعتبارا من 24 / 9 / 2012)