صحيفة المثقف

غيمة في رأسي / وديع شامخ

 

يومها كان النهار طويلا جدا

تأخر الليل على غير عادته..

لذا أطلّنا الطواف حول الشمس، حملنا قرابين الندم، وَتقدمات السلامة .. لوليدنا الغائب الليل ..

أطالت الشمس رقصتها على جراحنا الفاغرة .. نشرت دمائنا على خيوط شعاعها ...

لم يأتي ظلال ارواحنا لتسكتين ..

تأخر كثيرا على موعدنا  اليوم

.............

طال نهارنا حتى عاد بلا طعم ولا رائحة

والشمس تتلوى بين ضلوعنا كأفعى الحواة ..

ورؤسنا تطلّ ببلاهة على الضوء الذي كان فوق الحاجة، وأكثر من الطاقة .. وأقل درجة من السر

...................

الاسرار التي نروم دفنها في جبة صاحبنا الليل  كادت أن تفسد ..

الاسرار رطبة ومؤبوة ولا حاجة لها لشمس طويلة الشعر.

ونحن رهائن بين شمس الفضائح وأسرار القبو

...................

كان يومنا قبوا نمارس خلاعتنا الباذخة على جدرانه .. نرسم أوهامنا على أرضه الرخوة ..

لكنها الشمس أبنة النهار وملكة التعري والفضائح، أطاحت بناموس السكون ..

صاخبة وحارقة عيون الشمس وهي تجلس على صدر النهار ..

النهار: صاحب الوشايات ومرأة الكائن الوحشية .. النهار الذي يُقيم كرسي الملوك، ويدهن حيطان الشبهات بمرارة الارواح.

النهار الداعر، المراهق، ينتظر ليله .. ويتلوى أمام الشمس القائضة بيومها المديد..

لماذا يتمدد النهار على رابعة اسراري طويلا ..

............................

 

تأخر الليل .. خازن الاسرار ..  والعسس في صنابير المياه

تأخر الندم والشمس تركل قرابيننا السائحة ..

الشمس مكيدة تُشمّع جناحي حلمي ..

أنا الجالس على كرة الارض ..

.....................

جاء الليل من بئر سجنه .. يتوكأ على عصا  الريبة ..

يسأل عنّا بعينين معصوبتين ..

نحن رعايا البلّل والشبهات

نحن ركام الذي مضى برقا، ولم يمطر

نحن الرعد في ثنايا الصمت ..

جاء الليل ليحلم معنا .. في نهار ..

نهار يرتدي الشمس شوقا ..

ويضع على قلبه مظلة النجاة ....

..........................................

يومها كان رأسي مثقلا  بالغيوم

غيومممممممممممممممممممممممممم

غيوممممممممممم

لكنها غيوم في رأسي فقط

 

خاص بالمثقف

.................................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (عدد خاص لمناسبة يوم الشعر العالمي اعتبارا من 24 / 9 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم