صحيفة المثقف

مقبرة، سوف تعبر! / محمد عيد إبراهيم

وكانَ ابن زنا، لكنهُ في الفنّ لم

يبرح مطرحاً إلا وبانَ فيه

لونٌ وخطّ وأنشودةٌ وقوام امرأةٍ

من غموضٍ أريب.

 

في الظلّ أنشأَ، كعالِمٍ نَشِطٍ أعسرِ اليدِ

قمراً، "فما بالُ القمر؟"، غناءً يوحي

بالابتسامِ، طيوراً تهجم، فتأكل

طعام الناسِ، وموجاً للسماءِ، طويلاً

بشكل يمامٍ، كأن اللوحة ليست تعبيرية،

وتموت لحظة مرورها فيكَ.

 

كُنيتهُ العربيّ، من سُمرةِ وجهه، ربما

كانَ بذرة عربيّ، من أيام النهضةِ،

"لا تأثيرَ في الطبيعة، من غير باعثٍ"،

راح يرسم حِجالاً، نموراً، وتماسيحَ

غالبةً، يدوّن في الفنّ تجربةً، لا يعود في

حاجةٍ للحياةِ، كفعلٍ عارضٍ بالزمن.

 

فلا سلطانَ على المرء، غير

نفسه. مالَ، بمقصدهِ الساخر، يستنفد

الجنائز، بمجازٍ يغتذي اللحم النتن،

يرسمُ حيةً ذات رأسين فوق آلةٍ

كالقلبِ: مع موتِ غيركَ، استدع

الفرح، وتمنّ أن تحلم في سقوطكَ،

 

بعدالةٍ تُرديكَ.

بفئران تأكل القطط،

بحمير سارقة لا تفقد نبلها،

بطيور تحمل الطمي إلى المحارق،

بالحجر يصير رماداً،

بامرأةٍ في الماء المغلي.

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2228   الجمعة  28/ 09 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم