صحيفة المثقف

ماذا في جعبة الاطراف السياسية المتنفذة؟ / جمعة عبد الله

وتطاير شرارها في المناخ السياسي المأزوم، بان الرئيس غائب في رحلة العلاج

وان الاطراف السياسية المتنازعة تنتظر عودته بفارغ الصبر، وانها على اتم الاستعداد على خلق مناخ ملائم  يؤثر ويساهم في حلحلة الازمة . وان عودة الرئيس ستساهم بقسطها الكبير في السعي الى مرحلة الانفراج في طرح خطة عملية اومبادرة سياسية من شأنها ان تؤدي الى التهدئة وتبريد الوضع الساخن لتفادي تدهور العملية السياسية . وحجتهم بان الرئيس حامي الدستور وما يملك من حنكة وبراعة سياسية يستطيع ان يقرب وجهات النظر من اجل ايجاد ارضية مشتركة للحوار المرتقب حول طاولة الرئيس، والسعي الجاد الى تفاهم مشترك بما يخدم مصالح الوطن وتجنب الاخطار محدقة بالمسار السياسي واطفاء الحرائق السياسية التي تعج بنزعتها المتدفقة بالتطاحن والتنافس الخطير، والتي ادخلت البلاد في دوامة الصراع والتخبط والفوضى والتي عطلت مرافق البلاد الحيوية، وفي ظل الفساد المسترشي في مرافقها بعمليات التهريب والسلب وعمليات غسل الاموال، اضافة الى الوضع الامني المتدهور الذي اخذ منحى خطيرا وجديا بسبب الجرائم التي ترتكبها عصابات القتل والاجرام بين فترة واخرى . ان التشبث بعودة الرئيس من مرحلة العلاج يعطي بعض المصداقية  الذي تسترت به اطراف العملية السياسية المتنفذة في الحكم، والتي تشير بانها تعتزم بنية صادقة القيام بجهود يؤطرها الاخلاص والحرص على مصالح الوطن، ولكن بعد عودة الرئيس من رحلة العلاج باتم الصحة والنشاط،تفتت هذا الترقب والانتظار والامال المعلقة، فلم يعد الحديث لو همسا عن خطة عمل او مبادرة او حوار مرتقب  ولا عن طاولة حوار ولا اجتماع مشترك للاطراف المتنازعة ولاالحديث عن مؤتمر عام او خاص يجمع الاطراف المتصارعة عن عرش السلطان، ولا الحديث عن ورقة الاصلاح التي ظلت في طي الكتمان والسرية، هل هي موجدة فعلا ام انها لازالت افكار في عقول منتسبيها . وخفت الاضواء وغادر اصحاب الشأن المسرح  السياسي، وغاب اصحاب العقول السياسية وصبيانها القنوات الفضائية بعدما كانوا فرسانها الميامين، وختفت عصا الرئيس السحرية وتمزقت وصفته الطبية التي تجبر الاطراف المتخندقة ان تعلن السلام  ودخول في حوار مشترك يسهم في انقاذ وجه العملية السياسية من التمزق، وعودة جسور الثقة المفقودة بايجاد القواسم المشتركة التي تسهم في الحفاظ على ماء الوجه في حلحلة الازمة والدخول في عملية الانفراج في خيمة الرئيس التي ظلت فارغة يلفها الصمت المريب، رغم ان الامور تتجه الى سخونة اكثر حدة وخطرا من ضياع العملية السياسية نتيجة التباطئ وتماهل من حالة الركود والجمود، والوطن يستباح ويباع بسعر زهيد وحياة المواطن صارت على كف عفريت وفقد التحكم بالمشاكل والمعضلات بخناجرها القاتلة . ماذا تنتظرهذه الاطراف السياسية من حالة الركود والجمود وعدم طرق باب الرئيس؟

هل تنتظر ان تزداد الحالة السياسية اكثر تدهورا واكثر سوءا على كل الاصعدة؟ ام ان بعض الاطراف المتنفذة التي خدرها مورفين السلطة والنفوذ وبريق المال، اصابها الكبرياء والعظمة بانها قادرة وحدها دون مشاركة الاخرين على حل الازمة السياسية وفرض الامن والاستقرار؟ وهل في جعبتها شيءمخفي تريد ان تفاجئ الاخرين؟ وهل تريد ان تسلك طريق اخر او اختيار سياسي يتمثل في تعزيز القبضة الحديدية وفرض النظام بالقوة وتشرع الاجراءات التي خنق الحريات العامة وتسد منافذ الحياة المدنية والتي اخذت تتكشف معالمها بالهجوم على المعالم الثقافية والاجتماعية وفرض ثقافة العنف والارهاب التي تتعارض مع بنود الدستور . وهل تنوي مثل ما يتداول في السر والعلن بتجميد البرلمان والدستور واعطاء صلاحيات واسعة الى السلطة التنفيذية وتمزيق المسار الديموقراطي والاجهاز على العملية السياسية التي صارت في مهب الريح؟ ماذا تفكر هذه الاطراف وما تنوي وما في جعبتها من مفاجأت؟

ان الايام القادمة او الفترة القادمة ستعلن الخبر اليقين


جمعه عبدالله

 

خاص بالمثقف

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2235 الجمعة 05 / 10 / 2012)


في المثقف اليوم

في نصوص اليوم