صحيفة المثقف

تراتيل من سفر اللّيل والنّهار / محمد الصالح الغريسي

تعفّر وجه المساء بالسّواد...

والقمر السّابح في مملكة اللّيل،

يتنزّل خيوطا من ضياء

يتعلّق بأهداب القصيدة

يتعثّر بركام القوافي

فترتدّ الكلمات غبارا من صمت

***

أيّها اللّيلْ...

أنت ساعاتك دهر ..

وأنا سفر حكايا

وغدي فعل مضى وتراث من أنين

أنت فعل أزليّ

وأنا أضغاث شعر وبقايا من شظايا الذّكريات

أنت لحن سرمديّ

وأنا أنّات ناي وفتات من فتات

***

رهيب أنت يا أيّها اللّيل

كوطني الّذي ما عدت أعرفه..

كأحلامي الّتي أضحت تخاتلني...

غامض أنت..

كتراتيل كاهن في معبد قديم..

كأحجية عربيّة تاهت بين القبائل.

***

أنا بعض منك يا ليل..

وبعض اللّيل موّال حزين

قد بكى بعضي على بعضي ..

وغاب اللّيل في غسق الأنين

***

شوارع مدينتي لوحة سورياليّة للخراب

عناوين بلا معنى .. والأسماء سراب

وتاريخ أجدادي مكتوب بالحبر السريّ

على سنام بعير...

يا أمّة الضّاد .. يا جنينا

معلّقا في حبله السريّ

يكره النّور...

يعشق الظّلام ..

***

شفاه الصّبح تغريني

بعذب للّمى سكّر ْ

وصوت رائق يسكرْ

وخدّ ناعم مرمرْ

وقد فارع أسمرْ

وعود ليّن مثمرْ

بعرف المسك والعنبرْ

***

أنت يا ليل ضدّان، فيّ يصطرعان :

حلم جميل وحمل اسمه الألم

فيك تهيم نجوم السّماء

وفيك يخطر القمر

فتظلّ بحرا من ظلام غامر

وأظلّ فيك مغامرا

شاعرا متألّما

تنتابني الأشعار والسّهر 

***

ألا يا ليل ما الحلُّ

أنا أرجوحة حيرى

ظلام الليل يضنيها

ولون الصّبح يغريها

وعرفُ الوردِ، والطلُّ

فبعضي اليوم أشتاتٌ

وبعضي غلـَّهُ الغـِلّ

ولولا بعضُ إيماني

لضاع البعضُ والكلُّ

 

10/09/ 2012

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2236   السبت  6/ 10 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم