صحيفة المثقف

لهفة اللقاء / احمد فاضل

السيارة الصغيرة التي أقلتني وددت لو كانت بساط الريح كي تنتقل بي بسرعة البرق، لكنها مجرد أحلام بددتها عوادم الحافلات والسيارات الصغيرة التي اكتظت في يوم غائم من أيام تشرين وهي تهالك نفسها بالوصول الى مبتغاها لكن دون جدوى، فعلى الرغم من وجود رجال المرور الذين حاولوا تذليل وتسهيل مرورها لكنهم فشلوا بالسيطرة على زحف هذا الموج المتلاطم من الحديد المزمجر ما حداني أن أقول للسائق :

- أخبرني كم بقي لساحة الأندلس حتى نصلها ؟

- قد تكون قريبة خلف تلك البناية العالية ومع ذلك ...

هنا قطع السائق كلامه وفتح باب سيارته وكأنه عرف أني مغادرها لامحالة وراح بقامته الطويلة يستطلع المكان ثم دلف الى داخلها قائلا :

- أستاذ بقت " شمرة عصا " مثل ما يقولون ..

فودعته مترجلا وأنا أنظر الى مئات السيارات وقد اصطفت الواحدة بعد الأخرى بطابور طويل لايمكن أن ترى بدايته فكيف بنهايته وسمعت عربدة وتذمر سائقيها التي كانت تملئ المكان وسط هذه الفوضى العارمة، تركت كل ذلك ورائي مغذيا السير صوب ساحة الأندلس حيث تقع بناية الإتحاد العام لأدباء العراق التي وصلتها بعد مشقة وعناء، نظرت أثناء ذلك الى ساعتي فوجدتها تشير الى الساعة الواحدة إلا خمسة دقائق فحمدت الله أني وصلت في الموعد المحدد الذي ستعقد فيه أولى جلسات "ملتقى المثقف العراقي " الذي تأسس في 23 يونيو / حزيران من هذا العام وبمباركة ودعم من مؤسسة المثقف العربي في استراليا .

دلفت إلى قاعة الجواهري الكبير وأنا أنظر إلى الواقفين والجالسين عرفت بعضهم ولم أتعرف على الباقين بسبب أنهم اصبحوا أكبر من صورهم المنشورة ولا أدري لماذا لا يجددونها باستمرار ؟ أم أنهم يخشون أن يقال لهم أصبحتم عواجيز كما حالي ؟ وعلى الرغم من ذلك فقد وجدت فلاح الشابندر ينظر لي ويتلقاني بابتسامته المحببة ثم لاح لي زاحم جهاد مطر الذي كان مشغولا بمواد الاحتفال وما أن تقربت منه ودون أن أنطق بإسمي عرفني على الفور واحتضنني فتصافحت القلوب قبل الأيادي شعرت حينها أن أجمل اللقاء لقاء من تتمنى رؤيته، وهاهم الذين تمنيت لقاءهم د . سعد الصالحي، د . ناصر الأسدي، حمودي الكناني، صالح الطائي، عبد الفتاح المطلبي، ثم حميد الحريزي، علي مولود الطالبي، شموع المثقف الذين يذوبون رقة وإحساسا، أساتذة الفكر والشعر، أسياد القلم .

وبكل حميمية حقق لنا ملتقى المثقف العراقي هذا اللقاء في أول نشاط له ولتكريم عدد من الأدباء والشعراء الذين أسهموا ولسنوات طويلة منذ تاسيس " صحيفة المثقف " برفدها من إبداعات فكرهم الخلاق في مجال النقد والقصة والشعر وغيرها، ولا أنسى أديباتنا وشاعراتنا المتألقات اللاتي أضفين على الاحتفالية رونقا وبهاءا أخص منهن شاعرتنا المبدعة فرح دوسكي التي تألقت أخيرا بنصها الشعري الأخاذ " غادرتني الألوهية "، لكنها لم تغادر ابتسامتها طوال الاحتفال، كانت ذا وقع خاص على النفوس .. هي بيننا أبيات قصيدة قد تكتب للتو، وعذرا لباقي أديباتنا إذا لم أتذكر أسماؤهن .

الإحتفالية بدأت بعزف وغناء من التراث الغنائي العراقي الصميم ثم اعتلى المنصة شاعرنا المبدع د . ناصر الأسدي ليلقي في أسماعنا أبيات من قصيدة له كان وقعها مؤثرا على الحضور، بعدها تم توزيع جوائز " مؤسسة المثقف العربي " على نخبة رائعة من أديباتنا وأدبائنا غادرنا قاعة الجواهري بعدها على أمل أن نلتقي ثانية مع أسماء لم نلتقي بهم لحد الآن .

 

أحمد فاضل

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2239الثلاثاء 09 / 10 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم