صحيفة المثقف

لندعم السيد عمارالحكيم في دعوته لتشكيل حكومة اغلبية سياسية / علي جابر الفتلاوي

بعد ان وصلت الامور لطريق مسدود، بسبب تدخلات الدول الخارجية، وتأثير نفوذها على بعض السياسيين العراقيين المشاركين في الحكومة، دعا لتشكيل حكومة أغلبية سياسية بعيدا عن المحاصصة الطائفية والمذهبية والقومية، التي دمرت النسيج الاجتماعي للمجتمع العراقي المتآخي، وفي رأينا ورأي غالبية الشعب العراقي أنّ هذا هو الحل الامثل والأصلح للعراق، وكان يفترض اللجوء الى حكومة الأغلبية السياسية، قبل هذا الوقت بكثير، وكان يفترض على السياسيين العراقيين الوطنيين الحريصين على العراق وشعبه، أن يتبنوا هذا المشروع منذة مدة طويلة، سيما وأنّ معاناة الشعب العراقي اخذت تزداد يوما بعد آخر بسبب التقاطعات السياسية، المتولدة من التدخلات الخارجية التي يتبناها بعض السياسيين المرتبطين بهذه الاجندة الخارجية .

عاش الشعب العراقي منذ سقوط النظام ولغاية اليوم في مهزلة المحاصصة، وأكذوبة المشاركة التي لايؤمن بها هؤلاء المشاركون، لأن البعض منهم مشاركون في الحكومة، وفي نفس الوقت يعملون ضدها، وضد مسيرتها الديمقراطية، بسبب ارتباطاتهم الخارجية المعادية للعراق، مايسمى بالمشاركة او المحاصصة شرك نصبه اعداء العراق، لتمزيق وحدة الشعب العراقي المتآخي، خدمة لاعداء العراق حلفاء الصهيونية، والان توضحت النوايا السيئة لكل من يدعو للمحاصصة او المشاركة على اساس قومي او ديني او مذهبي، الشعب يريد المشاركة على أساس المواطنة والكفاءة بغض النظر عن الانتماء الديني او المذهبي او القومي، لأن حكومة المشاركة اليوم تحولت الى شراك سياسية، ومطبات لعرقلة المشروع السياسي الجديد في العراق .

أنّ الشعب العراقي مع دعوة السيد عمار الحكيم، لتشكيل حكومة أغلبية سياسية بعيدا عن الطائفية والقومية العنصرية، وطبيعي أنّ حكومة الأغلبية السياسية ستضم ألوان الطيف العراقي، ولكن المعيار والمشاركة في حكومة الأغلبية السياسية ليس الدين او المذهب او القومية، بل المواطنة الصحيحة، والكفاءة والاخلاص، وعدم الارتباط بالارادات الخارجية، أن حكومة المشاركة الحالية، القائمة على المحاصصة المذهبية والقومية والدينية، فشلت في خدمة الشعب العراقي وتلبية طموحاته، بسبب التقاطعات الكبيرة بين المشاركين في الحكومة، وبسبب ارتباط البعض من المشاركين في أجندات خارجية، وتلبيتهم لأرادات الدول التي تدعمهم، بحيث اصبح هؤلاء حجر عثرة في طريق تقدم العملية السياسية، وباتت تصريحاتهم اليومية تقريبا مقرفة ومؤلمة للشعب العراقي، مهما اضافوا عليها من تزويق كلامي، وتبريرات غير واقعية وغير مقبولة، أذ انكشفت أوراق هؤلاء الى الشعب العراقي، فوضعهم في خانة أعداء العراق، واصبح مكشوفا الدعم الخارجي المقدم لهؤلاء لأسقاط المشروع السياسي الجديد في العراق، أو تعويق تقدمه على أقل تقدير.

أن مشروع حكومة الأغلبية السياسية الذي دعى اليه السيد عمار الحكيم، وقبله دعى اليه السيد نوري المالكي رئيس وزراء العراق، وكذلك الرجال المخلصون للعراق ولمشروعه السياسي الجديد الذين يشاركون المالكي في الحكومة، هو الخلاص والعلاج للوضع السياسي المتردي الذي وصلت اليه العملية السياسية، ذلك لأنّ بعض المشاركين في الحكومة أصبحوا أعداء لها ، التخلص من هؤلاء المشاركين المعادين للعملية السياسية الجديدة اصبح ضرورة وطنية ومطلبا شعبيا، أبعادهم  يعني التخلص من تدخلات الدول الخارجية التي تدعم هؤلاء، أو على الأقل تحجيم دورهم، وعدم السماح لهم بعرقلة تشريع القوانين التي فيها خدمة للشعب، وعدم السماح لهم بتعويق البناء، وخير مثال على ذلك اليوم التدخل من قبل هؤلاء لتعويق تشريع القوانين الخدمية،ومنها قانون البنى التحتية الذي فيه خدمة كبيرة للشعب العراقي، بحجج واهية وضعيفة .

لقد اقتنع بعض السياسيين الوطنيين ولو أن قتاعتهم جاءت متأخرة، أن لا حل للأزمة القائمة ألا بحكومة أغلبية سياسية، وحكومة الاغلبية هو النتيجة الطبيعية للعملية الديمقراطية الحقيقية، فهي استحقاق أنتخابي، وثمرة حقيقة للممارسة الديمقراطية، وفي رأيي ورأي الكثيرين، اذا فشل مشروع حكومة ألأغلبية السياسية، لابد من اللجوء لحل البرلمان، وأجراء أنتخابات جديدة مبكرة، للتخلص من بعض السياسيين الذين اأنكشفت أوراقهم وأرتباطاتهم بالدوائر الخارجية، وانكشفت مشاريعم لتخريب العملية السياسية الجديدة في العراق، وبعض هؤلاء متهمون بدعم ألأرهاب، وتورط البعض منهم بشكل فعلي بسفك دماء الشعب العراقي، وقد سمعنا من خلال وسائل ألأعلام بصدور مذكرات القبض بحق ثلاثة عشر نائبا في البرلمان العراقي، متهمون بالأرهاب أو الفساد، ونحن كمواطنين ندعو لتفعيل مذكرات القبض هذه، ليحال هؤلاء الى القضاء، كي ينال المتورط منهم جزاءه، ويفرج عن المتهم البرئ، هؤلاء هم المشاركون في الحكومة، وربما يوجد غيرهم لازال لم يكشف أمره، فهل يعقل ان يسمح هؤلاء بتقدم عمل الحكومة لخدمة الشعب ؟

أن الشعب العراقي قد سئم من اللف والدوران من بعض السياسيين الذين يدّعون انهم يريدون حلا للأزمة، وهم في الواقع  يزيدونها تعقيدا، وبعضهم لا يخفي حقده على شخص المالكي الذي يقود التيار الوطني لبناء العراق، فهو لا يروق للسياسيين المرتبطين بالأجندات الخارجية، أو الذين يشعرون بالحسد والغيرة منه بسبب نجاحاته الكبيرة التي قربته اكثر من الشعب العراقي، وهذا ما اقلق البعض من السياسيين، وبعض هؤلاء السياسين ليس عداؤه للمالكي شخصيا، بل لكل من يتصدى لقيادة العملية السياسية الجديدة بعيدا عن التأثيرات الخارجية، سواء كان المالكي أو غيرة من القادة الوطنيين، لأن عداء هؤلاء للخط الوطني الذي يريد بناء العراق بعيدا عن النفوذ الخارجي، وهؤلاء من أخطر السياسيين المشاركين في الحكومة .

هؤلاء السياسيون المعارضون بمختلف صنوفهم، لا يمكنهم المشاركة في حكومة شراكة وطنية حقيقية، لأنّ ارادتهم مرهونة بأرادات خارجية، أو بأرادات شخصية مصلحية ضيقة، لذا فقد اصبحوا حجر عثرة في طريق تقدم العملية السياسية الى الامام، وباتوا يعرقلون أي قانون أو مشروع فيه خدمة للمواطنين، والشعب بات يعرف هذه الحقيقة، ولا سبيل لحل هذه ألأزمة الا باللجوء الى حكومة أغلبية سياسية  معيار المشاركة فيها المواطنة والكفاءة، وأصبح هذا المشروع مطلبا للشعب العراقي، وشئ جيد أنْ صرح بهذه الحقيقة السيد عمار الحكيم، وفي هذا الوقت بالذات، بعد أن وصلت وسائل الحل الى طريق مسدود، عليه فالشعب العراقي، وجميع السياسيين الوطنيين مع دعوة السيد عمار الحكيم، لتشكيل حكومة أغلبية سياسية .


    علي جابر الفتلاوي 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2243 السبت 13 / 10 / 2012)


في المثقف اليوم

في نصوص اليوم