صحيفة المثقف

يا جارة الوجع / محمد الصالح الغريسي

 

 

الزّمن ..طاحونة الأعاجيبْ..

آلة صمّاء ..لا ترحمْ...

المكان سجن رهيبْ...

يوزّع وجبات الموت على العابرينْ...

الأنا ..زنزانة تضجّ بالصّمتْ

تخنق الأنفاس...

أسأل عن قمر أوغل في الغيابْ ...

عن عاشق يناجي قمرا لا يأتي

أسأل عن شمس يحجبها الضّبابْ

كانت بالأمسِ

تستحمّ عارية في شواطئنا

ثمّ تنام خلف الهضاب ِ...

يا مواكب الموت ْ

ادّخري دموعك ..تدرّعي بالنّسيانْ،

فقاتلنا واحدُ ُ

وموتنا مرّتانْ

اسألي الطّيور المهاجرةْ:

لماذا تخلّفت عن موسمها هذا العامْ؟

لماذا النّوارس في شواطئنا

تنتحر بلا موعدْ؟…

يا جارة الوجع

تعالي نقتسم الأحزان بيننا بالتّساوي

عفوا..

نقسّمها بيننا

للذّكر مثل حظّ الأنثيين

أو فلتكن قسمة ضيزى:

لك الحزن ولي الأوجاع والكفنُ...

يا جارة الوجع ..

انسي حديث القسمةْ

فأنا مذ كنت صبيّا،

كنت صفرا في الحسابْ

أمّا غيرنا،

فبارع في الضّرب ..على الأيدي ..على الرّقاب

وفي الطّرح ..

طرح الأشرار والمناوئينْ

من قوائم الانتخاب ..

وفي طرح القضايا على مجلس القبيلة ..

أعني ..

على مجلس النوّاب

أمّا القسمة، فلأسيادهم:

لهم التّقسيم ولنا الانقسام ..

لهم الجزاءْ

ولنا العقاب ْ..

لهم الأرض والماء والسّماءْ..

ولنا الجنّات في يوم الحسابْ...

 

يا جارة الوجع ..

دعك من هذياني

وازرعي عند رأس كلّ شهيد شجرة زيزفونْ

وازرعي الورد في كلّ الميادين

علّمي الأطفال حروف ال....هجاءْ ..

علّميهم كيف تحترم الدّماء ..

أمّا أنا فلي حصّتي من الأحزان والأوجاعْ

سآخذها معي،

زادا في رحلتي القادمة.

 

03/06/2012

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2245   الاثنين  15/ 10 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم