صحيفة المثقف

ما أحوج مجتمعنا العربي للتعددية والحوار العقلاني والحضاري

التي تتفاعل في هذا المجتمع، ومناقشتها بموضوعية واتزان وهدوء أعصاب، وباسلوب علمي وعقلاني وحضاري ، بعيداً عن التشنج والتعصب والانغلاق والجمود الفكري والعقائدي والاستفادة منها. ولكن مشكلتنا في المجتمعات العربية تكمن في أننا لا نصغي ولا نتقبل الرأي الاخر ، وكل حزب أو فرد في الجماعة يعتبر نفسه مالكاً للحقيقة.

 

وفي ظل غياب الديمقراطية والحرية السياسية والمؤسسات المدنية وسيادة التيار الديني المتطرف، فأن المثقفين والمفكرين العرب يعانون قمعاً وارهاباً من السلطتين السياسية والدينية ، ولا يستطيعون المجاهرة بأفكارهم  وأرائهم المغايرة والمناهضة لما هو سائد في الحياة العربية وتوجيه الأنتقاد للفساد السياسي المستشري والكبت الذي تمارسه الأنظمة الحاكمة، واذا تجرأ أحد منهم التعرض للنظام الحاكم بالنقد فمصيره الملاحقة والمطاردة والمحاكمة والاعتقال والتعذيب والتهجير والابعاد عن الوطن. وكم من مثقف عربي دفع ثمن مواقفه الثورية وارائه التقدمية ومعتقداته الأيديولوجية واغتيل بسبب أفكاره التحررية الديمقراطية المتنورة.؟!

 

أن ما يحدث ويجري في مجتمعاتنا العربية هو تدمير بكل المقاييس لذاتنا الحضارية ولثقافتنا وفكرنا ومستقبلنا ، ومهمة المثقفين العرب تتحدد باختراق وتجاوز الخطوط الحمراء ومواجهة وتحدي القهر والقمع السلطوي والديني ، وتفعيل دورهم الحقيقي بالمشاركة في تأسيس العقل وتنمية الوعي الانساني في الوجدان الشعبي العربي . كما أن مجتمعاتنا العربية تحتاج للتعددية السياسية والفكرية والثقافية وليس للطائفية والعشائرية والحمائلية والقبلية والاقليمية ، وكذلك للأفكار التنويرية وللنقد الذاتي وحوار الحضارات وحرية التعبير عن الرأي والاجتهاد وحق التظاهر، والابتعاد عن التهميش والتشهير والتجريح والاساءة للاخرين والخصوم السياسيين وقتل الأفكار المعارضة . اضافة الى اغناء النقاشات الفكرية والثقافية السجالية ، التي تشارك فيها جميع الحركات والأحزاب والفعاليات الشعبية والشخصيات الفكرية والسياسية المنتجة والمبدعة.

 

وفي نهاية المطاف، فأن الديمقراطية هي فعل تنويري دائم في المجتمع ويجب أن يصاحبها ويرافقها باستمرار فعل تثقيفي واع ونشط .

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1207 السبت 24/10/2009)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم