صحيفة المثقف

ظواهر / عبد الدائم المصطفى

تباشير وطن يلوح في أفق الانتفاضة.

 

موانئ

في موانئ الضجيج المفتعل رحلت كل سفن الدخان ونفخت فيها  ريح الخواء أشرعة الشتائم والولائم والغنائم والأصنام ولم تخلف وراءها على الرصيف البائس غير بضع كلمات يرتقن ذاكرة المكان.

 

منافي

في المنافي بحثت عن مكان يقيني برد غربة قارس ينهشني. في بعض الأحيان كان يحالفني الحظ فأحط الرحال بمكان محترم مكتوب عليه بلغة أجنبية ( دار دفن الموتى..اتصل وقت حصول الأمر ).

 

ذئاب

ذئاب تشم الخطى وأخرى تعتمد لغة الهراوات وتعتقد في قوتها، وجشع الموت يدس الشجعان تحت إبط التاريخ. كأن فرحتنا انتهت حين لم يبق من الغبار ذيل،  وبرزت للبحر أنياب. ومن أخطاء الإملاء خرجت فراشة تحترق بالنظرة الأخيرة على  كأس الشاي المر.

 

تعريف

من قال أن الاحتلال نزوة غرقت في حفنة ماء اغتسل بها التاريخ من ظلمات العوالم السفلية..أهو الهدهد ملتمسا العذر لتخلفه أم هو فرار المساء بيت القصيد.؟

 

حقائق

لأبهر نفسي الأمارة بالسوء سلكت دوما الطريق الخطأ الذي يضع فاصلا كبيرا بين إدراك الحقائق كنتائج  لعمليات رياضية وللمنطق وبين إدراكها كمقدمات للأرق والألم وربما مآسي كبيرة.

 

مشرحة

في غرفة الموتى هو ممد الآن سعيد على محفة باردة في انتظار الخضوع للتشريح..هو يرفض الدفن ويصغي للخطوات وراء الباب.. هو لا يريد أن ينشر اسمه في صفحة الوفيات.. يريد موتا شريفا.. لا موتا بالمجان.

 

ميلاد

خرج الماء من بطن الأرض فرحا راح يبلل جذور سنوات عجاف ويروي عطش الجيل الجديد لأسرار الأسلاف  ويوقظ في  النفس غبطة إدراك أن الموت ليس كتاب فناء.

 

نداء

سأحتاج إلى الموت عندما ترميني القبيلة للوحل اكتب به رسائل ممهورة بالهزيع الأخير من روحي. لان الموت وحده يوحد كل العائدين من الحرب حول راية الفجر.

             

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2255   الخميس   25/ 10 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم