صحيفة المثقف

اعترافات / لطفي السنوسي

يعتريني الشّوق إليك

وتلفّني الأحزان...

يحضُرني عبقُ الياسمين

وجمال الصّنوبر والسّنديان

يقتلني عِشقك في اليوم مرّتين

يتيم أنا إذْ غادرتك

بل أنا واليُتم صنوان...

أوليس للأرض حقّ الوالدين

أدركت اليوم بأنّي ما لامست

ولا قبّلت يداك قبل اليوم

كلّ الماضي كان هذيان

كل الأحلام التي مارستها باللّيل والنهار هذيان

حتّى الشّعر الذي اقترفته هذيان

واللحن الذي عزفته هذيان

وكراس التاريخ وأوراقي ودفاتري هذيان

عندما رأيتُ دم الشهيد

ينزِف من الوَريد

ودمعَة أمّ في قصر الحاكم

تأبى أن تُهان

أدركت عِندها بأنّي انسان

سُورة من القرآن

ليس ذنبي أنّي عشقت الحرب

وكرهت السّلام

ففي قاموسي بنفس الأحرف يُكتبان

قال لي معلّمي ذات خريف

الأرض ظمأى يا ولدي

ولن يسقيها سوى عطشان

انتظرنا المَارد الجبّار

يأتينا من خلف الشّطآن

يحمِل سيف علي

يُزلزل الأرض تحت نعالهم

ويضع الميزان

طال علينا الأمدُ

فاخترنا النسيان

وطفِقنا نمسَح الدّمع

من عيون الثّكالى

كجبان...

غريب أنا في زاوية زمانكم

استقي مِنكم  قِيَم الجُبن والغدر والنّسيان

وأتلقى دروسا في سلام الشجعان

خطيئتي أني استسلمت لشططكم

ونسيت آلام من حملوا على أعناقهم

شرفَ الموت

وشرف الحبّ بلا عنوان !...

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2256   الجمعة   26/ 10 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم