صحيفة المثقف

شباب الأدباء العرب يجتمعون في أبوظبي / محمد الحمامصي

الذي تنظمه "الجائزة العالمية للرواية العربية"، وهي المناسبة السنوية التي تحشد في مكان واحد المواهب الصاعدة من العالم الأدبي العربي، والذين سبق وأن أثاروا انتباه محكّمي الجائزة. ويتيح برنامج "ندوة" لتلك المواهب فرصة شحذ مهاراتهم الكتابية بإشراف الكتّاب المتمرسين الذين سبق أن اُدرجوا على القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية.

 

وتحتل "الجائزة العالمية للرواية العربية" مركز الصدارة بين الجوائز المكرّسة للأدب العربي، والتي تدعمها وترعاها "هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة"، وتقوم على إدارتها "مؤسسة جائزة البوكر" في المملكة المتحدة". وتهدف الجائزة إلى الاحتفاء بأفضل ما تنتجه القرائح في فن الرواية العربية المعاصرة، إلى جانب تنمية جمهور عالمي قارئ للرواية العربية عن طريق الترجمة.

 

تُعقد الورشة –  التي يرعاها سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثّل الحاكم في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي– في منتجع صحراوي يتمتع بالخصوصية وتتواصل على امتداد أيام ثمانية. ويتعين على كل من الكتّاب السبعة المشاركين أن ينتج عملا قصصيا خلال تلك الفترة. كما تشجعهم الندوة برعاية مرشديهم من كتّاب القائمة القصيرة للجائزة أن ينتقدوا أعمال بعضهم، إلى جانب مناقشة بعض من القضايا الأدبية الأوسع، كاستخدام العامية لكتابة الحوار، على سبيل المثال. وتقوم "الجائزة" في وقت لاحق بترجمة النتاج الأدبي للورشة إلى الإنكليزية، ونشره في طبعة ثنائية اللغة.

 

تتراوح أعمار المواهب المشاركة في ورشة هذا العام بين 30 إلى 43 عاما، وهم ثلاث إناث وأربعة ذكور ينتمون إلى سبعة بلدان عربية، هي: لبنان، سوريا، مصر، اليمن، فلسطين، العراق، الإمارات العربية المتحدة. ومن بين الكتّاب السبعة يقطن اثنان في الإمارات العربية المتحدة، هما: سارة الجروان، ووليد عودة. ومن الجدير بالذكر أن سارة الجروان كانت أول امرأة إماراتية تكتب رواية، مسجلة بذلك حدثا تاريخيا حين نشرت في عام 1992 روايتها، "شجن بنت القدر الحزين"، والتي كانت كتبتها  قبل سنوات في 1984.

 

سيقوم كل من الروائية والصحافية العراقية، إنعام كجه كجي، والروائي السوداني، أمير تاج السر، بالإشراف على المشاركين. وكانت إنعام كجه كجي قد صعدت إلى القائمة القصيرة عام 2009 بروايتها الثانية، "الحفيدة الأمريكية"، كما اضطلعت بالمساهمة في الإشراف على الورشة الافتتاحية لبرنامج "ندوة" في العام ذاته، والتي كان من ضمن المواهب المشاركة فيها الكاتبة المصرية، منصورة عزالدين، التي لم تلبث هي الأخرى أن صعدت إلى القائمة القصيرة في العام التالي، 2010 بروايتها "وراء الفردوس". أما أمير تاج السر فقد وصل إلى القائمة القصيرة في العام الماضي، 2011، بروايته "صائد اليرقات".

 

قالت إنعام كجه جي: "ندوة الجائزة العالمية للرواية العربية مناسبة للكلام عن فن الرواية، وهو دائماً حديث ممتع ومحرك للأفكار. وقد كانت مشاركتي الأُولى التي جرت في جزيرة "صير بني ياس" تجربة فريدة في التفاعل بين الأجيال والحساسيات والأنماط المتعددة في الكتابة الأدبية. هذا عدا عن المتعة الحقيقية في متابعة نصوص جديدة تتشكل أمامنا وبين أيدينا ثم نقرأها كتبا مكتملة ومطبوعة? بعد حين."

 

تقول "فلور مونتانارو"، منسقة الجائزة العالمية للرواية العربية والقائمة أيضا على تنسيق ورشة "ندوة": "إن برنامج "ندوة" لا مثيل له بين الورش الأدبية في العالم العربي. فهو يجمع بين شباب الكتّاب الواعدين من أنحاء العالم العربي ويهيأ لهم مناخا خاليا من روح التنافس، يمكنهم فيه أن يقيّموا أعمال بعضهم البعض، وأن يتعاونوا في جهدهم الإبداعي. ولقد رأينا بعضهم يغيّر من منهجه في الكتابة بتأثير من مداولات الورشة، كما رأينا بعضهم يصعد إلى قوائم "الجائزة العالمية للرواية العربية" وغيرها من الجوائز."

 

وكانت الورشة الافتتاحية لبرنامج "ندوة" انعقدت في عام 2009 وضمّت حينها ثمانية كتّاب وكاتبات، تم نشر ما كتبوه في الورشة مترجما إلى الإنكليزية في كتاب ثنائي اللغة صدر عن "دار الساقي" بعنوان "أصوات عربية جديدة: ندوة 1"، والذي طُرح في معرض الشارقة الدولي للكتاب في 27 أكتوبر 2010، ثم في لندن في يناير (كانون الثاني) 2011. وقد انعقدت ورشتان أخريان في أبو ظبي منذ الورشة الافتتاحية، في أكتوبر 2010 وأكتوبر 2011، كما صدر كتاب ثان بعنوان "أصوات عربية جديدة: ندوة 2" عن الدار العربية للعلوم ناشرون"، والذي طُرح في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في سنة 2012. ومما يُذكر أن ورش "ندوة" الثلاث السابقة قد عُقدت جميعا برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثُل الحاكم في المنطقة الغربية بإمارة أبوظبي.

 

المشاركون في الندوة العام

الكاتبة الليمنية هدى العطاس من مواليد حضرموت? اليمن? عام 1973.  تعمل أستاذة في جامعة عدن في قسم علم الاجتماع كلية الآداب ورئيسة للمؤسسة اليمنية للدراسات الاجتماعية ( منظمة مجتمع مدني). صدرت لها أربع مجموعات قصصية وحصلت على عدة جوائز منها جائزة الشارقة للفتيات عن القصة القصيرة. تكتب في الصحافة العربية واليمنية وكانت لها أعمدة أسبوعية في بعض الصحف الخليجية واليمنية لعدة سنوات. ترجمت نصوصها إلى أكثر من سبع لغات وأجريت حولها عدة بحوث ورسائل جامعية ودراسات نقدية عديدة. عضوة في عدد من النقابات والجمعيات وناشطة حقوقية وسياسية.

 

الكاتبة الاماراتية سارة الجروان أديبة وكاتبة وباحثة في التراث من مواليد الإمارات العربية المتحدة. كتبت "شجن بنت القدر الحزين" في سنة 1984 وأصدرتها عام 1992 وهي باكورة الرواية النسوية في دولة الإمارات ثم كتبت القصة القصيرة فالروايات والمقال ومؤخرا اتجهت لكتابة السيناريو. خدمت في القوات المسلحة وكتبت "يوميات مجندة إبان حرب الخليج". حازت على جوائز عدة أبرزها جائزة أفضل كتاب إماراتي 2003 عن مجموعتها القصصية "أيقونة الحلم" (2003) وجائزة العويس 2012 لأفضل عمل روائي عن رواية "عذراء وولي وساحر" (2011).

 

الكاتب اللبناني شربل قطان: من مواليد بلدة مغدوشة، لبنان الجنوبي، 1970. أنهى شهادته المدرسية في لبنان ثم انتقل إلى جنوب أفريقيا سنة 1990، حيث تابع دراسته العليا وحاز شهادة في المعلوماتية. يعمل ويقيم حاليا في مدينة جوهانسبرغ. متأهل وله ولدان. شارك في عدد من لجان الاغتراب، وكتب مقالات تعالج حياة الغربة وتحدياتها. "حقائب الذاكرة" روايته الأولى، وصلت إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية 2012.

 

الكاتب والروائي الفلسطيني وليد عودة: ولد في الكويت عام 1973. حاصل على الدكتوراة في هندسة الكمبيوتر ويعمل حالياً مدير مشاريع تقنية في دبي- الإمارات العربية المتحدة. لديه العديد من المؤلفات العلمية والأدبية من بينها أربع روايات صدرت بين عامي 2010 و 2012.

 

الكاتب المصري محمد ربيع: ولد في القاهرة سنة 1978. تخرج في كلية الهندسة عام 2002، له رواية "كوكب عنبر" (2010) التي حصلت على جائزة ساويرس الثقافية، أفضل رواية لشباب الكتاب عام 2012. صدرت له رواية "عام التنين" سنة 2012. 

 

الروائي والشاعر وكاتب السيناريو العراقي أحمد سعداوي: من مواليد بغداد 1973. يعمل في إعداد البرامج والأفلام الوثائقية. صدر له "عيد الأغنيات السيئة" (شعر? 2000) وروايتان "البلد الجميل" (2004) و"إنه يحلم أو يلعب أو يموت" (2008). حاز عدة جوائز واختير ضمن أفضل 39 كاتبا عربيا تحت سن الأربعين في مشروع "بيروت 39" في 2010.  

 

أما المشرفان على الندوة:

الكاتبة الروائية إنعام كجه جه: ولدت في بغداد عام 1952 وفي جامعتها درست الصحافة. عملت في الصحافة والإذاعة العراقية قبل انتقالها إلى باريس لتكمل أطروحة الدكتوراة في جامعة السوربون. تشتغل حاليا مراسلة في باريس لجريدة "الشرق الأوسط" التي تصدر في لندن ومجلة "كل الأسرة" في الشارقة. نشرت إنعام كجه جي كتابا في السيرة بعنوان "لورنا" عن المراسلة البريطانية لورنا هيلز التي كانت متزوجة من النحات والرسام العراقي الرائد جواد سليم. كما نشرت كتابا بالفرنسية عن أدب المرأة العراقية في سنوات المحنة والحروب. في عام 2004 أعدت وأخرجت فيلماً وثائقياً عن الدكتورة نزيهة الدليمي، أول امراة أصبحت وزيرة في بلد عربي? عام 1959. لها من الروايات "سواقي القلوب" (2005) و"الحفيدة الأميركية" (2008) التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2009 وترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والصينية.  

 

الروائي السوداني أمير تاج السر: من مواليد 1960. درس الطب في مصر والكلية الملكية البريطانية. صدر له ستة عشر كتابا في الرواية والسيرة والشعر. من أهم أعماله: "مهر الصياح" (2004)? "زحف النمل" (2008)? "توترات القبطي" (2009)، "العطر الفرنسي" (2009)، و"صائد اليرقات" (2010) التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية العام 2011 وترجمت إلى الإنجليزية والإيطالية. 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2264 السبت 03 / 11 / 2012)


في المثقف اليوم

في نصوص اليوم