صحيفة المثقف

المخرج الأمريكي أوليفر ستون في فيلمه الجديد "الهمج": / احمد فاضل

 

المخرج أوليفرستون دائم الجدل والإثارة وهو يتحدث للناقد السينمائي جون هسكوك في صحيفة لوس أنجلس تايمز عن فكرة فيلمه الجديد SAVAG " أو " الهمج " لاينسى أن يثير موضوعا شائكا عانت وتعاني منه أمريكا قديما وحديثا هو تجارة الماريجوانا والذي لايختلف اثنان في أنها أصبحت موضوع الساعة، فإذا كنت تريد أن تعرف أفضل أنواعها فما عليك إلا أن تسأل أوليفرستون المخرج الحائز على جائزة الأوسكار والذي كان مستخدما لها منذ فترة طويلة فرمنها بالعلاج بعد سنوات من المعاناة والألم .

- إن أفضل الأعشاب الضارة في العالم هي هنا في ولاية كاليفورنيا، هكذا قال لي وهو يتحدث عنها بقوة في لقائنا معه بفندق لوس أنجليس :

- لقد عانيت منها مدة 40 عاما كما تعلمون، وهناك أنواعا أخرى أفضل في أفغانستان وفيتنام وجامايكا وجنوب السودان، جيل الفيسبوك أو هكذا أسمي جيلنا الجديد يعرف كل تلك الأماكن التي تزرعها وتقوم على تجارتها .

نحن نتحدث عن المخدرات لأنها موضوعة فيلمه الأخير " الهمج " وهو فيلم مثير حقا مأخوذ عن رواية الكاتب الأمريكي الشهير دون وينسلو الذي خاض معه ستون العديد من المفاوضات للحصول على استغلال روايته التي تم نشرها عام 2010 وحققت نجاحا كبيرا، في النهاية استطاع ستون الحصول على الرواية بعد موافقة مؤلفها على تحويلها الى فيلم، وهي تحكي عن اثنين من تجار المخدرات يواجهان تاجرة مخدرات مكسيكية تقوم بدورها " سلمى حايك " حيث تقود صراعا معهما يتطور باختطاف صديقة أثيرة على نفسيهما هي " أوما ثورمان " تطالبهما بعد ذلك بفدية كبيرة لقاء اطلاق سراحها ما يدفعهم لسرقة باقي العصابات لسداد الفدية .

ستون بدأ رحلة البحث عن فريق العمل من الممثلين الذين سيجسدون أحداث الفيلم فوقع اختياره على سلمى حايك وجون ترافولتا وأوما ثورمان والبورتوريكي ريكي بينيثيو ديل تورو وأرون جونسون وبلاك ليفلي ودميان بشير، وقصته من المواضيع التي تستهويه لأنه كان دائم البحث عن سر العلاقة بين السياسة والتجارة خاصة إذا كانت تجارة الماريجوانا، وطيلة إخراجه لأفلامه البالغ عددها أكثر من 20 فيلما تميزت بمواضيع الصراع على السلطة والعلاقات المعقدة بين شرائح غير سوية من البشر، يقول عن موضوع فيلمه الأخير :

- بعد أن عشت فراغا كبيرا مع آخر أفلامي جاءتني هذه القصة المثيرة وبسرعة رحت التهم صفحاتها التي وجدتها تعج بحرب شرسة هي حرب المخدرات التي تناولها المؤلف من زاوية جديدة ومثيرة، بالنسبة لي كانت اشبه برحلة في البرية وتحت الشمس، عشت معها ومع الكثير مما حوته من تحولات وانعطافات ستكون متعة للمشاهدة يمكن التنبؤ بها، مع الكثير من التوتر، وهذا أفضل أنواع الأفلام على الإطلاق، شاركنا أنا ومنتج الفيلم كتابة السيناريو له مع وينسلو ما جعل العديد من التغييرات الرئيسية تطفو على سطحها، وطلبنا المساعدة من وكلاء مكافحة المخدرات الذين تقاعدوا عن العمل، ومزارعيها وحتى بعض الأسماء رفيعة المستوى ممن عملوا في التجارة العامة ولهم باع طويل وخبرة في هذا المجال، وقد تلقى آرون جونسون الذي يعتبر حجر الزهر في الفيلم دورة مكثفة في ثقافة وسياسة وصناعة الماريجوانا، ومن أعضاء سابقين عملوا مع منظمات كانت تعمل في بيعها وتسويقها الى أماكن عديدة في أمريكا، وانصب اهتمامي على الناس الذين كانوا يعملون حقيقة في هذا المجال لأنهم أفضل مما نقرأ من كلمات عن هذه التجارة في صفحات الكتب والصحف .

وعلى الرغم من أن واحدة من أهم مصادر أوليفر ستون كان عميلا سابقا فيما يسمى بالحرب على المخدرات فقد لجأ الى وسائل أخرى كالأوراق السرية والمذكرات لبعض الأشخاص المهمين، ومع أن الرئيس نيكسون كان قد شن حربا عليها في عام 1969 إلا أن تلك الحرب جاءت بنتائج عكسية تماما، فقد ازداد عدد الأشخاص الذين يستخدمون المخدرات خاصة طلاب المدارس الثانوية اليوم ومن أي وقت مضى، لذلك نرى أن المشكلة لم تحل من خلال الحظر والكارثة أصبحت أكبر من ذي قبل .

ستون وهو يتحدث بألم قال :

- هناك أموال كثيرة تصرف بدون فائدة على ما يسمى بالحرب على المخدرات لأن هناك الكثير من الناس قد استفاد من هذه التجارة وسوف أبدأ أولا بوكلاء الكمارك، الشرطة، وحتى في السجون، هؤلاء جميعا متورطون في تجارتها وعدة مليارات من الدولارات تذهب سنويا الى المكسيك والى جيوب أصحاب هذه التجارة .

إنه يعرف ما يتحدث عنه، فبعد عشرة أيام من تسريحه من الجيش في نوفمبر / تشرين الثاني عام 1968 وبعد حصوله على وسام القلب القرمزي مرتين والنجمة البرونزية لبسالته في فيتنام، سجن في سان دييغو لمحاولته تهريب 2 أوقية من الماريجوانا عبر الحدود مع المكسيك، وألقي القبض عليه مرة اخرى في ولاية كاليفورنيا في عام 1999 لقيادته سيارته الخاصة وهو مخمور مع حيازته الحشيش وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ووضعه تحت المراقبة مع أمر بإعادة تأهيله .

بعد تسريحه من الجيش قال أنه انتظم في مدرسة السينما بجامعة نيويورك حيث كان مارتن سكورسيزي أحد أساتذته وفاز بجائزة الأوسكار عام 1978 عن سيناريو له أعده لفيلم " إكسبريس منتصف الليل "، وهو يحكي قصة حقيقية عن تجربة أحد مهربي المخدرات يدعى بيلي هايز ويلقب بالجهنمي، وقد قضى سنوات طويلة في أحد السجون التركية، ومنذ ذلك الحين شرع ستون ببناء سمعة فنية عالية باعتباره واحدا من أكثر المخرجين من أبناء جيله من الذين يقدمون أعمالا تتسم بالجدية والشحن السياسي والاجتماعي، مثل فيلم " سلفادور " عام 1986 و " فصيلة " عام 1986 الذي فاز عنه بإثنين من جوائز الأوسكار، و " وول ستريت " عام 1987 وفيلم " ولد في الرابع من يوليو " عام 1989، وفي عام 2006 أخرج فيلما عن أحداث 11 أيلول الدامي .

ولد أوليفر ستون في الخامس عشر من شهر سبتمبر / أيلول عام 1946 وتزوج ثلاث مرات كانت الكورية جونغ سون يونغ الأخيرة بينهن، وله من الأبناء تارا في السابعة عشرة من عمرها ومايكل وشون الذي لديه ميول كوالده حيث يهوى الى درجة كبيرة الجدل السياسي وقد اشهر إسلامه وتسمى بإسم علي، ستون قال عن هذا الأمر :

- شون مع أنه لم يتشاور معي بقراره ذاك، إلا أنه فعل ذلك بمحض إرادته لأنه مؤمن بما يفعله وأنا أدعم موقفه وأتمنى له التوفيق .

 

كتابة / جون هسكوك 21 سبتمبر / أيلول 2012

عن صحيفة / لوس أنجلس تايمز

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2279 الأثنين 19 / 11 / 2012)


في المثقف اليوم

في نصوص اليوم