صحيفة المثقف

الأبيجرام الحسيني أبدي التأثير ..خالد... بمناسبة يوم الطف / سلام كاظم فرج

على قبور رجالاتهم. والكلمة تطلق على اي بيت شعري يتميز باختصار اللفظ وكثافة المعنى..او بما يمكن أن نسميه الجامع المانع.. ويشرح كوليردج مفردة الابيجرام ...

(إنها كيان مكتمل وصغير

جسده الإيجاز،، والمفارقة روحه..)

كثيرة هي النقوش التي كتبت على شواهد قبور العظماء على مر التأريخ..لكن حظوظها من الخلود تباينت بين اندثار الاثر.. والإهمال..وتدخلت عوامل الطبيعة ايضا لتمحو بعض الآثار..

ابو عبد الله الحسين عليه السلام حين دفن. لم يكتب عند قبره نقش تذكره كتب التأريخ.. بل كانت هناك محاولات من خصومه ومحبيه ــ على السواء ــ لإخفاء مكان قبره قدر الإمكان..

فعل خصومه ذلك بغضا وخوفا من سطوة سحر إسم الحسين في قلوب الناس.

. وفعل محبوه ذلك فرقا وإشفاقا من تدنيس مكانه الطاهر المقدس..

وبقي الأمر محفوفا بمحاولات محو الأثر لعقود من السنين..

لكن ماهو السر في خلود النقش المعنوي لا المادي ليوم الطف الخالد؟؟ والذي امتد الى يومنا هذا .. وسيمتد الى سنين قادمة..طالما وجد على الأرض بشر..؟؟

ماذا فعلت الساعات القليلة من صبيحة وظهيرة اليوم العاشر من شهر محرم عام 61 للهجرة؟؟.. وماهو سر خلودها؟؟ هل لأن الحسين عليه السلام ابن بنت رسول الله؟؟

هل لأن الحسين تميز بالمبدأية والتقى والزهد والصوم والصلاة؟؟والحرص على نقاء دين جده؟؟

قد تكون هذه العوامل راجحة لدى عامة المسلمين.. لكن ماسرّ خلود نقش الحسين في نفوس حرة أبية لاتدين بدين الاسلام؟؟

ماالذي يدعو غاندي ونهرو وماو وجورج جرداق وجبران خليل جبران أن يتحدثوا بإكبار عن الحسين مثلا؟.

من الذي وحد شعوب ايران المختلفة الاعراق والمذاهب بوجه الشاه لتطيح بنظامه نهاية سبعينات القرن الماضي؟؟ وكان من اكثر ألانظمة جبروتا في الشرق؟؟..

من الذي جعل العراقيين يرفضون الظلم والجبروت ويقدمون الاف الشهداء على طريق الحرية والانعتاق؟؟ خلال عشرات القرون.. من عهد يزيد الى يومنا هذا؟

من الذي جعل العراقي أبي النفس لايرضى بالخنوع من اين أتى؟؟ ومن جعله عصيا على الحكام فسلطوا عليه أسافل الناس كإبن زياد والحجاج والقسري وعشرات الولاة من سلاجقة وعثمانيين. ورؤساء طغاة خلال القرن العشرين... وبقي نافرا صعبا قياده؟؟؟

هو الابيجرام الحسيني الذي يرفض الزيف.. هو الإباء.. هو الاشعاع الضوئي الذي يغمر الوجدان قبل اللسان. ويستنهض الروح قبل الدمعة.. ويعزز الامل .. فيتبعه عمل.. الام ترضع طفلها نور الحسين.. وتهمس بإذنه وهو يتعرف على اوليات اللغة. أن أحب حسينا.. ولا تخن حسينا..

خلد أمره . واتبع نهجه وأثره.. ونهجه العفة والنزاهة.. ونهجه الإباء. ونهجه التضحية والايثار. لا ألإثرة والطمع.. نهجه نصرة المظلوم..والدفاع عن الفقير المحروم..

من اجل كل ذلك بقي النقش معنويا خالدا. مكانه الوجدان والضمير.. لايحده زمان ولا مكان. من اجل كل ذلك بقي العراقي الفرد عصيا على الاحتلالات.. عصيا على الانظمة الغاشمة.. لأن نقش الحسين في وجدانه..

 

(لا أرى الموت إلا سعادة،، والعيش مع الظالمين إلا برما)

(الامام الحسين عليه السلام)

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2284 السبت 24 / 11 / 2012)


في المثقف اليوم

في نصوص اليوم