صحيفة المثقف

كلمة ملتقى المثقف العراقي في لقاء محافظة واسط / حمودي الكناني

كما تعرفون اخواني الاعزاء ان واسط من حواضر العراق ذات التاريخ الحافل في احداثه المثيرة، وهي المدينة التي بناها الحجاج بن يوسف الثقفي في عام 78 هجري وانتهى بناؤها عام 86هجري، وصارت تسمى فيما بعد: (الكوت). ولا ادري لم سميت بهذا الاسم لكن الذي عرفته ان الكوتات او الاكوات ان جاز لي الجمعُ كثيرةٌ في جنوب العراق فإذا ما سرت وشط العرب الخالد فستجد كوت سوادي وكوت فلان وكوت فلان ولربما كوت حمدان وهذا هو صاحب البلم العشاري الذي خاطبه المطرب العراقي فؤاد سالم بأغنية " يا بو بلم عشاري..." وبعيدا عن مواربات السياسة عليها اللعنة فالمعروف ايضا ان العراقيين عموما وأهل الجنوب خاصة يتلذذون بتصغير الاسماء للتحبيب والتمليح فتصغير عبد عبيد واحمد حمودي وتصغير الكوت كويت وهكذا دواليك .

أيها الاصدقاء ها وقد حللنا عليكم ضيوفا وأنكم تحتفون بنا في هذه القاعة الاثيرة فنحن ايها الاخوة لسنا ثلةً من الاولين ولا ثلة من الاخرين وإنما ثلةٌ جمعتنا الشبكة العنكبوتية فتعارفنا من خلال موقع المثقف، الصحيفة الالكترونية التي يديرها الباحث العراقي المغترب في استراليا ماجد الغرباوي. ولرب قائلٍ يقول هذه دعوة للكتابة في هذا الموقع فأقول له نعم ....

هذه الثلة اصدقائي الاعزاء تضم ادباء على مختلف المستويات والتخصصات ومن مختلف التوجهات فأصبحنا نقرأ للجميع ونعلق ونرد على بعضنا البعض من غير تخاصم او عراك، لان حرية التعبير عن الرأي الاخر تكفلها ضوابط النشر وأود أن أُشير وهذه حقيقة يعرفها كلُّ من قرأ في هذا الموقع ان محور كتاباتنا هو ما مرَّ ويمرُّ به بلدُنا الحبيب وما حصل وما يحصل في بعض بلدان العرب بما يعرف بالربيع العربي وهو كما تعرفون ليس ربيعا وإنما الدمار للبني التحتية لهذه البلدان بما فيه البنية الاقتصادية والبشرية

إن بلدنا كما تعرفون أيها الأحبة مؤسس الحضارات ومهبطُ الديانات، من هنا فار التنور وغسل وجه الارض من الادران وحدث ما حدث وهنا تلقى ادم عليه السلام كلمات ربه فتاب عليه وهنا حطم ابونا ابراهيم عليه السلام الاصنام وهنا شُرعت اولى القوانين التي تنظم واجبات الافراد وتحمي حقوقهم ولهذا يرانا الاخرون كبارا وينبرون جاهدين لخلط الاوراق لإعاقة عجلة تقدم بلدنا وازدهاره ..

قلتُ اخوتي الاعزاء نحن ثلةٌ .... لسنا من السياسيين او المسؤولين ولكننا كُتاب نمتلك قدرا من الرؤية وكل حسب طاقته لما نمر به في هذه المرحلة التي اسميها انا مرحلة التأسيس لدولة ديمقراطية حرة يُحترم فيها الانسان وتحترم فيها معتقداته وحقوقه ولهذا أرى أن سبب مشكلاتنا كلها هو النفط النعمة التي تحولت الى نقمة وبيلة علينا جلبت لنا الخراب خراب البناء وخراب الانفس ... أنا لا ألوم اولئك الذين يسطون على المال العام وذلك لسبب بسيط جدا، لأن المال وفيرٌ جدا ويملأ الغرف والخزانات تنظر اليه الاعين باشتهاء وبسبب غياب الرادع المتمثل باحترام الانظمة والقوانين وغياب مخافة الله سال اللعاب وامتدت الايدي وتلطخت بالآثام ....

اصدقائي الاعزاء من المحزن ان نرى الارض هُجرت واكلتها افةُ التصحر فماتت الشجرة وانحنت باسقاتُ النخيل تشكوا الظمأ والإهمال واصبحن كسيرات القلوب يستغثن ولا من مغيث .

أصبحت شوارعُ مدننا ساحاتٍ عامة لعرض السلع وأرصفة شوارعنا مقسمة الى اكشاك ومناطق وبسطيات بيع تباع وتشترى بما يعرف بالسرقفلية والكل يصيح وينادي بتحقيق العدالة وبثوابت الدين .....أليس الطرقات قد خصها الدين بعدم المساس بها على لسان الرسول محمد ص؟ وهو القائل (من رفع حجرا عن الطريق، كُتِــبت له حسنة، ومن كانت له حسنة، دَخَــل الجنة) فبأي شرع يتجاوز المتجاوزون على طرقات المسلمين ....؟؟ إن مفهومي "الخطية والناس تريد ان تسترزق" لن يبنيا مدنا عامرة جميلة تشرح الخاطر وتسر الناظر ولهذ ندعو المسؤول ونشد على يديه ان لا تأخذه في الحق لومةُ لائم وأن ينتبه لهذا وندعو انفسنا والآخرين ان نثقف بهذا الاتجاه ولتشرع الانظمة والقوانين التي تحمي مدننا من كل هذا الخراب ....

اخوتي الاعزاء أن مسؤولية بناء الانسان بناء صحيحا وتهيئته لتقبل كل الانظمة تقع على عاتق الجميع..... على المسؤول والمثقف وتقع على المواطن العادي نفسه بالاستعداد وترويض نفسه لتقبل الانظمة .........لو ان كل واحد منا رفع النفايات من امام داره لتجملت شوارعنا ولاكتست مدننا ثوب الجمال ولا صبحنا لا نعجب بنظافة وجمال شوارع مدن بلدان الجوار حينما نزورها ونتكلم عنها بملء الاشداق مبهورين . أ لسنا بناة حضارة ومدنية ؟

اخوتي ابناء واسط الاعزاء أنتم يا اصحاب الصبر الجميل الطويل، لقد صبرتم على حكم اعتى جلادي التاريخ وصبرتم على اعتى حصار شهدته مدينة عراقية اخرى ألا وهو حصار الكوت الشهير .... شكرا على صبركم عليَّ وشكرا على حسن استقبالكم وكرم ضيافتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته !

 

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2299 الأحد 09 / 12 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم