صحيفة المثقف

تأملات في المشروع الحضاري العربي

 الديمقراطية والعلمانية على امتداد الوطن العربي.

 

وحقيقة أن هذا المشروع قد تعثر اثر انطفاء حركة التنوير الديني وانطلاق أيديولوجية الاسلام السياسي، ناهيك عن  الغزو الفكري والثقافي الامبريالي وانتشار عملية التعولم . اضافة الى تراجع قوى المد الثوري وحركة التحرر الوطني وتصفية المشروع الناصري وانحسار الثورة الثقافية في المجتمعات العربية ، نتيجة المستجدات التاريخية والعوامل الاجتماعية والاقتصادية وأزمة الأطر والأحزاب والتيارات السياسية عدا عن غياب ديمقراطية الفكر والممارسة ومسلسل اغتيال العقل وتغييب الوعي واخفاق التيارات الليبرالية وفشل مشاريع العقلنة والعلمنة والتحديث.

 

أن احياء وتطوير المشروع النهضوي الحضاري العربي يتطلب نقد الخطاب الاسلامي الاصولي السائد في المجتمع ، واحياء التراث النقدي والعقلاني والمنفتح في تراثنا الاسلامي العربي ، وترسيخ النظرة المستنيرة والنزعة العقلية واعادة بناء المجال السياسي في الفكر العربي المعاصر واطلاق الحريات الفردية ولا سيما حرية الفكر والمعتقد والرأي والابداع ،وتهيئة مناخ ديمقراطي لجهد جماعي يسهم في بلورة وصياغة فكر عربي تغييري وتجديدي ،وفلسفة حديثة تتفاعل نقدياً مع تاريخنا وتراثنا الثقافي ومع أفكار عصر النهضة ورؤى أعلامها التنويريين ، وتنافح عن الديمقراطية والحرية والهوية الوطنية القومية وقيم العدالة الاجتماعية ، وتتصدى لثقافة الهزيمة والاستسلام والترويض والتدجين والتصالح مع الواقع والأوضاع السائدة . علاوة على البدء بحوار عقلاني ومنفتح مع الأفكار الناقدة والنافذة سعياً للتجديد والتطوير والبحث الدائم عن المعرفة والحقيقة ، والكشف المعرفي عن مكنونات القضايا والمسائل الجوهرية التي تعيشها الأمة العربية في هذا الزمن الرمادي ، وفي مقدمتها مسائل القومية والديمقراطية والمجتمع واشكاليات النهضة وبناء الدولة الحديثة والتأسلم السياسي وفكر التكفير والصراع الطبقي والنزعات الاقليمية والطائفية وفصل الدين عن الدولة وغيرها . كذلك استعادة دور المثقف العربي التنويري والمعرفي في سبيل ترسيخ قيم العدالة والحداثة وابراز صورة الاسلام العقلاني المتسامح والمنفتح على متطلبات الحداثة والحضارة والمتفاعل مع حقائق هذا العالم. وأيضاً وأد كل مشاريع الهيمنة الاستعمارية في المنطقة وتدعيم وحدة القوى الوطنية والديمقراطية في معارك الحرية والتقدم والتجديد الفكري والنضال الأعمق والأشمل في سبيل الديمقراطية والاستقلال الوطني والتحرر الاجتماعي وحق الانسان في الحياة والمعرفة والنور.

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1218 الاربعاء 04/11/2009)

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم