صحيفة المثقف

الدكتور الحسني والتخندق الطائفي

حسابات المجلس والدعوة، وهي منشوره في الوسط وفي صحيفة المثقف. ولا شك ان كلا العنوانين يكرس التخندق الطائفي، ولا يتعالى على الخصوصية من اجل اطار وطني يخدم العراق وشعبه.

ثم هذا اللون من الكتابة في ظل راهن العراق السياسي يدفعنا للنظر في مسالتين مهمتين، الاولى هل يصدق على التكتلات السياسية صفة الانشاق الشيعي؟ ثانيا وهو المهم، ما هو الاساس في تقييم الكتل والاحزاب المتنافسة بالانتخابات القادمة، هل هو المشروع الطائفي ام المشروع الوطني؟ لنحقق اخيرا بمصداقية التخندق الطائفي في مقالات الدكتور الحسني.

اما عن مصداقية الائتلاف الشيعي فيكفينا الحسني مأونة تفنيدها من خلال نفس المقال الثاني اذ يقول:

(وهي تشكيلة بينها الكثير من التقاطعات والخلافات ابرزها:

ـ عداء قوامه المعارك والإقتتال الدموي بين التيار الصدري والمجلس الأعلى.

ـ خصومة تقليدية تستند لربع قرن من الزمن بين حزب الدعوة والمجلس الأعلى.

ـ إختلاف بين التيار الصدري وحزب الفضيلة حول ظروف نشأة الأخير.

ـ حذر وشكوك بين الجميع وداخل كل دائرة.)

ولا اظن بعد هذا التشخيص الدقيق ثمة من يعتقد بوجود ائتلاف شيعي اساسا، انما هي احزاب سياسية اضطرتها مصحلة مشتركة للنزول بقائمة واحده، وقد انفرط عقدها بعد اضمحلال الهدف الحقيقي من وراء تشكيلها.

وبالتالي فان وجود خطين متوازيين بين المجلس والدعوة على الساحة هو الامر الصحيح، لاننا نعرف بدقة ومن خلال المعايشة مقدار التفاوت بين الاثنين، نظرية وهدفا، ومنهجا، وسلوكا، ولا اريد التوغل اكثر مداراة لاجواء الانتخابات والحساسية الفائقة بين الاطراف السياسية المتنافسه.

اما الاساس الصحيح في تقييم الكتل والاحزاب السياسية فهو البرنامج الذي يطرحه كل حزب، ومن خلاله فقط وفقط نشخص من الاصلح للبلد، وليس هو التخندق الطائفي او التكتل المناطقي او القومي، لان هذا النمط من التكتلات سياهم في تعميق الازمات وينتهي بالعراق الى الهاوية.

نحن لا نقف مع او ضد اي حزب او اتجاه سياسي، ونعتقد ان جميعها تكتلات وطنية، لكن ما يهمنا هو البرنامج الذي ينقذ العراق من أتون الطائفية، والتخندق اللاوطني.

برنامج يعيد للشعب يساهم في استئصال ثقافة الموت والكراهية، ويزرع في نفوس الشعب روح المحبة والاخوة بعيدا عن الحس الطائفي والقومي.

برنامج ينتشلنا من خطابات التكفير، ويعلو بنا على كل خصوصية تعود بالعراق الى الخلف... برنامج يسمح للكفاءات ان تاخذ دورها في الحياة، وتساهم في بناء البلد.. برنامج يكون فيه الاولوية للكفاءة وليس للولاء.

برنامج يشتمل على رؤية ثقافية متكاملة، وخطة اقتصادية قوية تقضي على البطالة وتستثمر خيرات البلد لصالحه.

اتمنى ان يتعالى خطاب النخبة على كل حس طائقي، والخروج من خنادق الموت الى فسحة الحياة، لنرى النور بدلا من ظلمة التكفير والاقصاء.

 

الإنشقاق الشيعي.. حسابات المجلس والدعوة

الإنشقاق الشيعي.. خطوة باتجاه عودة البعث

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1234 الجمعة 20/11/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم