صحيفة المثقف

A Wandering Boy with a Song in His Pocket

inaam hashimiترجمة للإنجليزية لقصيدة الشاعرالعراقي سلمان داود محمد

"ولد تائه في جيبه أغنية"

أ. د. إنعام الهاشمي (حرير و ذهب)


 

توطئة: هذه الترجمة هي ضمن ترجماتي لبعض شعراء الإشارة، والإشارة هي حملة يقودها مجموعة من الأدباء والمثقفين العراقيين للاحتفاء بالأدب والثقافة العراقية من خلال اختيار واحد من الشعراء العراقيين كل أسبوع والاحتفاء بمنتجه أو منتجها لذلك الأسبوع على صفحتها في فيسبوك عن طريق الإشارة إليه تحت عنوان "هذا هو الشاعر العراقي" . والشاعر سلمان داود محمد كان من أوائل الشعراء المحتفى بهم في الإشارة؛ وقد اخترت هذا النص من نصوصه كي يدخل ضمن سلسلة ترجماتي بعد أطلاعي على المجموعات الشعرية التي زودني بها والتي تستحق الإعجاب بأسلوبها المتفرد. وقد استوقفني في مجموعاته أكثر من نص يستحق الاهتمام الترجمي ولكني آخيراً وجدت ضالتي في هذا النص الذي يجمع بين الرقة العاطفية والفكرة الفلسفية باستعارات وجدتها لا تشبه إلا نفسها.

 

يعاني المترجم من معضلتين مترابطتين، أولهما معضلة الاختيار والتي تشكل العقبة الأولى في عملية قفز الموانع للوصول إلى المنتج المترجَم بالجمالية الشعرية التي يتطلع إليها، والثانية هي الصياغة الأدبية وإيجاد التوافق بين بيئة النص الأصلي وبيئة النص الناتج، فإن لم يتوفر هذا التوافق تكون الترجمة قد أساءت للنص وفشلت في إيصال مكوِّناته الجمالية والفكرية للمتلقي. وكلما التصق النص ببيئته الأصلية وكلما اعتمد أسلوبه على المكونات اللغوية كلما صعبت الترجمة دون خيانة بالغة لروح النص.

 وحين تقول سيرة الشاعر سلمان داود محمد أنه "شاعر عراقي ولد في بغدا د وسيموت فيها،" فهذا دليل دامغ على مدى التصاقه ببيئته المكانية والزمانية .

وقبل أن أدخل في عملية الأختيار دخلت متأهِّبة نتيجة قراءتي قول فيه سبق تقديم مجموعة شعرية له، ولست متأكدة من قائله ولكني انقله هنا:

 ": لا أدري لماذا كنت أتوقع – حين كنت أطرق الباب على سلمان داود محمد – أن يخرج لي وهو ممزق الملابس .. سلمان يتعارك مع القصيدة .. لذا يأتي نصه وفيه صراخ وتهديد وتلويح قبضات وأنين وأصوات قلوب تتكسر وآمال عراقية تتهشم وترتفع منه رائحة عطّاب من روح أمّنا بغداد وحوبتها التي لا تنزل إلى الأرض أبدا .. والأهم هو الدم الذي ينز من فانيلة النص فيلونها بخطوط موازية لأضلاعه."

 

لم يطلّ عليَّ سلمان داود محمد بقميص ممزَّق بل وجدتُه مبتسِماً يشاكس اللغة بروحِ مغوارٍ مغامر؛ ففي معظم ما قرأتُه له أثناء عملية الاختيار وجدته مُبهِراً في استخدام الرمز اللغوي الغرائبي في عملية الإدهاش التي تتَّسِم بها الحداثة كما نراها اليوم. لذا فالمعاني والصور المتولدة في ذهن القارئ لنصوصه الشعرية، ومدى اقترابها من مقاصد الشاعر، تعتمد إلى حد كبير على صلة القارئ باللغة والبيئة الزمانية والمكانية التي تحيط بها، وهذا ما يخلق الإشكالية لدى المترجِم. فبعض النصوص، بجمالية الإدهاش اللغوي الذي فيها، تجعل من اللاجدوى ترجمتها، وتحيلها في الترجمة من المدهش إلى العادي، وهذا ما أرى فيه إساءةً للشاعر وخيانةً للنص. كما لو حاولنا، على سبيل المثال، ترجمة الأبيات الشهيرة:

طرقتُ البابَ حتى كلَّ مَتني ... فلما كلَّ متني كلّمَتني

فقالت أيا اسماعيلُ صبرأ ... فقلت أيا اسما عِيلَ صَبري

 ولكن لا تخلو مجلَّدات الشاعر، أيّ شاعر، من نصوص تتجاوز هذه المعضلة أو تقف على حافَّة الممكن واللاممكن. وقد وجدتُ في مجموعات الشاعر سلمان داود محمد أكثر من قصيدة ونص وقع في سلة مختاراتي، وفعلاً ترجمتُ بعضها ترجمةً ابتدائية، ولكن اختياري تحيَّز لرومانسية هذا العنوان الجميل "ولد تائه في جيبه أغنية" فهل ألام ُعلى ذلك؟

شكراً للشاعر سلمان داوود محمد الذي امتزج حرفه بحرفي في هذه الصفحة. وعسى أن أكون قد أخذتُ بيد الولد التائه إلى برِّ الأمان بلغةٍ أخرى غير التي كان يترنّم بها!

 inaam hashimisalman dawdmohamad

 

 

A Wandering Boy with a Song in His Pocket

Arabic Poem by: Salman Dawood Mohammed

Translated into English by:

Inaam Al-Hashimi (Gold_N_Silk)

................................................

 

A blaze

Sticking out

Its tongue

At firefighters

That’s what love is!

***

 

(2)

Do you remember my soul,

When I gathered the tweets

One feather at a time

So your cages wouldn’t suffer dreariness?

 

Do you remember my soul,

When I said to the god of the sea:

- I 'm the drowning man who disturbed your water

So that it wouldn’t accuse your sneaking away boats of falsehood?

 

Do you remember my soul,

When it raced my heart murmur

In the game of “Who Beats for You More

Till my soul beat itself

 For no award..?!

 

Do you remember my soul,

When I exclaimed, at the time of dividing the estate:

I am a stork’s child

Descending down like a black child

From the chimney of your lofty home as a wound

Just for the sake of resemblance

With black molasses

 Dissolved in the bitterness of your time!

 

I doubt that you remember,

As this unique ash is all that remains,

Of the ignition of my memory,

In the darkness of your oblivion;

So how

Could the monsters of grief

Not be mothers to me,

When death is a father?

***

 

(3)

Once I enumerate my years

A kiss...

After a kiss

On your fingers,

Your lips utter butterflies

And the sun becomes your mirror;

That’s how I love you and flare up

So that the others

Would not accuse me

Of

Darkness...

***

(4)

Oh! Times and times I’ve I told you

Waiting on harbor docks hurts me;

It piles the mobs of grief onto me

 And forces me to burst

Like a tear gas bomb

For the pains to disperse successfully with tears

Leaving their banner behind:

A banner in the form of

A palm leaf pulled off of its tree...,

Oh! How eagerly, the hunger of hearths will be

 Flocking around the elegance of its dry corpse,

And the name will be,

As usual:

Me.

***

 

(5)

Just like the wind

I drive out loneliness of an empty bench for two...

And, like a curfew, I mourn pedestrians’ noise;

And as a shirt hanging on a laundry line,

I drip down, with all my moisture, on the surface of your days

And curse the cloud standing in the queue of ablution.

Then, I hate

Music,

The guards,

The law,

College students’ uniforms,

And astronauts;

And I dislike my life!

 

That all developed in the centennial commemoration of my wilting,

Amidst an assembly of militias and tambourines

Endorsing the funeral procession of my lamps

In the alleys

Of your absence.

***

(6) deleted

****

 

 (7)

Housewives,

Hawkers,

The Ministry of love,

Tramps,

College youngsters,

Thieves,

Guests of No-Stars hotels,

Songs,

Traffic controllers,

Victims of the national anthem,

Train drivers,

Bin Laden,

Weather report announcers,

Gilgamesh,

Jurists,

Speech writers for the President,

Drunks,

And my mother,

All,

All shouted to my face:

Don’t do it, O crazy! Or else you will die!”

But

O  Glory!

I did it

And...

I fell in love with you!

***

 

(8)

Rest assured

After you, I wouldn’t be alone

A labyrinth is a home

And footsteps a family.

***

 

(9)

Your desertion, the deep rooted in wilting,

Is like a nail untouched by hammers;

Here it is, with its only sharp tooth,

Signing the deeds of tears

On the body of waiting.

 

Your painful desertion

Has pulverized me

Sincerely...

Hence, I saluted the remaining ashes of my burning with you,

Then

I lay on my blood

On

The heart of sunset

And

I  ..... Died!

***

 

(10)

I loved you and went on

Just like a cloud skipping school.

I strewed my shirt buttons on your fields

And let down science class;

So my rain couldn’t be in a bottle anymore

And the road leading to you

Is no more a battle field

Or a bird market;

But

My soul is pouring down on you

And my hands

 Stands

..

..

An umbrella.

***

 

(11)

The teacher said: “Draw a human heart.”

I laid a kiss on your palm,

And locked it in with the softness of your fingers.

The teacher is now in the recovery room

And I am

Accused

Of forgery.

****

Translated by: Em. Prof.    Inaam Al-Hashimi (Gold_N_Silk)

* Salman Dawood Mohammed. A poet from Iraq

 

القصيدة الأصلية

ولد تائه في جيبه أغنية

سلمان داود محمد

 

حريقٌ

يمدُّ

لسانهُ

ساخراً

من

رجالِ

الإطفاء ..

..

..

هكذا الحب

***

(2)

هل تتذكرين روحي ..

حين لملمتْ الزقزقات ريشة ريشة

حتى لا تصاب بالوحشة أقفاصك …

..

هل تتذكرين روحي ..

عندما قلتُ لإله البحر:

- أنا الغريق الذي عكّر صفو مياهكَ …

كي لا يتهم زوارقكِ الراحلة خلسة .. بالبهتان …

هل تتذكرين روحي ..

وهي تسابقُ دندنة القلب

في مباراة: (من يدقُ من أجلكِ أكثر ..)

حتى فازت الروح على نفسها .. بلا جائزة ..

..

هل تتذكرين روحي ..

عندما صحتُ في حفلة تقسيم الإرث:

_ أنا إبن اللقالق ،،

النازل مثل طفل زنجي

من مدخنة بيتكِ المنيف كجرح ،،

فقط من أجل التشابه .. لا غير

مع العسل الأسود الذائب في مرارة وقتك …

أشكُ بأنكِ ستذكرين

فهذا الرماد الفذ

هو كل ما تبقى

من إشتعال ذاكرتي

في ظلمة نسيانك ،،،

فكيف إذن:

لا تكون وحوش الأسى (أمهاتي)

وهذا الموت

أب …

***

 

(3)

ما أن أعدد سنواتي على أصابعكِ

قبلة ..

قبلة ..

حتى تنطق الشفاه بالفراشات ،،

والشمس مرآتك

..

..

هكذا أحبكِ وأشتعلُ ،،

كي

لا

يتهمني

الآخرون

بـ …

.

.

الظلام …

***

(4)

يا ما قلتُ لكِ:

أن الإنتظار على أرصفة الموانئ يؤذيني ..،،

يحشًدُ غوغاء أحزاني عليً ..،،

فأضطرُ الى الإنفلاق

مثل قنبلة مسيًلة للدموع

كي تتفرًق الآلام عندئذِ بنجاح دامع

تاركة رايتها .. وحيدة

رايتها التي على هيئة

سعفة منزوعة من نخلتها …،

إيييييييييييييييييييييه …

كم سيتهافتُ على أناقة جثّتها اليابسة

جوع المواقد ..،،

وكم

سيكون

إسمها

كالمعتاد:

أنا ….

***

(5)

كما هي الريح

أطرد’ الوحشة عن مصطبة لشخصين .. فارغة

وأنعي ضجيج المارّة مثل حظر للتجوال

وكما القميص المشنوق بحبل الغسيل

…أتقاطرُ بكل نداي على سطح أيامكِ

وأشتمُ الغيوم .. تلك الواقفة ( !! ) في طابور الوضوء

ثم أكره’:

الموسيقى

والسدنة

والقانون

والزي الجامعي

ورواد الفضاء ..

ولا أحب حياتي ..

..

يحدثُ هذا في الذكرى المئوية لذبولي

وسط حفل من ميليشيات ودفوف

وهم يباركون تشييع قناديلي

في

( درابين )

غيابكِ …

***

(6)

قال: أحبكِ ..

قالت: هذا ورد …

ثم قال: أحبكِ ..

وأيضاً قالتْ: هذا ورد …

وظل يقول: أحبكِ .. أحبكِ .. أحبكِ ..

أحبكِ .. أحبكِ .. أحبكِ .. أحبكِ .. أحبكِ ..

حتى مات ……………..

فوضعتْ هي

كل الورد

على

جثتهِ

و

غابتْ …

***

 

(7)

# ربّات البيوت ..

# الباعة المتجولون ..

# وزارة الحب ..

# الصعاليك ..

# صبايا التعليم الجامعي ..

# اللصوص ..

# نزلاء فنادق الدرجة ( بلا ..) ..

# الأغاني ..

# شرطي المرور ..

# ضحايا النشيد الوطني ..

# سائق القطار ..

# إبن لادن ..

# مذيعات الأنواء الجويًة ..

# كلكامش ..

# الفقهاء ..

# المصحح اللغوي لبيانات الرئيس ..

# السكارى ….. وأمي ..

كلهم ..

كلهم صاحوا بوجهي:

(لا تفعلها يا مجنون ، وإلا ستموت .. )..

..

لكنًي .. ويا للـ .. (مجد)

فعلتها

و ..

.

.

أحببتكِ …

***

 

(8)

إطمئني ..

لن أكون من بعدكِ وحدي

فالمتاهة بيت

والخطى

عائلة …

***

(9)

هجرانكِ الراسخ في ذبول الحافلات

يشبهُ مسمار لم تمسسهُ المطارق’ بعد ..،،

ها هو ذا يوقًعُ بسنًهِ اللامع الوحيد

على جسد إنتظاري صكوك الدموع ….

هجرانكِ

الجارح

يحرثني

بإخلاص …

فألقيتُ التحيًة على بقايا رماد إحتراقاتي معك ،

ثم

إفترشتُ

دمي

على

قارعة

الغروب

و

متُ …..

***

(10)

أحببتكِ ومضيتُ

مثل غيمة هاربة من المدرسة

نثرتُ أزرار قميصي على حقولكِ

وخذلتُ (درس العلوم) ،،،

فما عادتْ أمطاري في زجاجة

ولا الشارع المؤدي إليكِ

ميدان حرب

أو سوق لبيع الطيور ،،

بل

روحي عليكِ تهطلُ

ويدي

..

..

مظلّة …

***

(11)

قال المعلم: إرسمْ قلب الإنسان …

فطبعتُ على راحة يدكِ ’قبلة

وأقفلت’ عليها نعومة أصابعكِ …

..

..

المعلم الآن في ردهة الإنعاش

وأنا

متهم

بالتزوير …

 

سلمان داود محمد (شاعر من العراق)

_______________________

ترجمتها للانجليزية:

حرير و ذهب (إنعام)

الولايات المتحدة

سبتمبر/2013

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم