صحيفة المثقف

الوهابية إيذان بغياب التَّفَكُّر وإياب عُتوِّ التَّهَوُّر

abdulelah alsauqالوهابية طفرة وراثية عقدية مخضها الرحم البدوي الجلف ولسان حال مبتكرها يقول (افتك الأسلحة هو سلاح عدوك حين تستخدمه ضده) ومن قبل قال السفياني (حاربنا الإسلامَ بسيوفنا فغَلَبَنا، وحاربنا الاسلام بسيف الاسلام فغلبناه) وقد ظهر في الجاهلية نفر متشددون في الحلال والحرام عرفوا بالحُمْس،، فتوهموا اقدارهم فوق اقدار الناس ومنحوا انفسهم حقوقاً حرموا سواهم عنها، ولسان حالهم عهد ذاك يردد نحن بنو إبراهيم وأهل بيت الله وميزان الحلال والحرام،، فليس لأحد من العرب من الحقوق ماهو لنا . وحللوا وحرموا وسالموا وحاربوا وفق حالة من الهوس الارستقراطي، فتركوا الوقوف على عرفة، والإفاضة منها، وجعلوا طقوسهم وحلالهم وحرامهم دون مسوغات عقلية، وكانوا يستشكلون في القذارة والطهارة حتى طاف بعضهن وبعضهم عرايا حول البيت، وقد حرم النبي معتقدات الحمس القائمة على التطرف والعمى، وبعد الاسلام ظهرت فرق متشددة كثيرة فشغبت وتسببت باراقة انهار الدماء، واليوم ونحن والعالم وجها لوجه مع الوهابية الزلزال العدمي الأخير نضع ايدينا على قلوبنا ونحن نعلم ان الوهابية والناس عدم دون وجود، الفكر في وهلته الاولى وفي وهلته الباقية مكتف بالسؤال ولن يكون الفكر مكتفيا بالجواب، السؤال توفز واجتهاد والجواب استرخاء وارتداد، بل وهذا هو الاهم ان الحياة سؤال والموت سؤال والحضارة سؤال والبداوة سؤال والوطنية العراقية سؤال والطائفية العراقية سؤال، وكثيرا ما اسأل نفسي وأدري انها لاتمتلك الجواب بله القرار # 1 اما لليل الطائفية من آخر؟ #2 أما آن للطائفيين ان يتعبوا ويستريحوا بعد عناء عشرات القرون من الاقتتال الأعمى؟ # 3 لماذا قَدَرٌ على الأجداد ان يتقاتلوا بسيوف الطائفية؟ وعلى الأبناء أن يتقاتلوا بسيوف الطائفية؟ وعلى الأحفاد ان يتقاتلوا بسيوف الطائفية؟ لماذا محقت الطائفية الأعمار بعد الأعمار وخربت الديار بعد الديار؟ ومازالت مشيطة مثابرة؟ الشهيد عبد المحسن السعدون يتهم السيد ابو الحسن الموسوي بأنه فارسي ثم وحين اراد السعدون ان ينتحر كتب وصيته الى ابنه علي بالتركية؟ ما الفرق بين الايرانية والتركية بحق السماء؟ ومن يجهل ان ايران شيعية لكن شيعة العراق عرب اقحاح وما بدلوا تبديلا؟ ومن يجهل ان تركيا سنية لكن سُنة العراق عرب اقحاح وما بدلوا تبديلا؟،، نعم ان من تموله ايران من العراقيين لانشك في عمالته ولكن من تموله السعودية من العراقيين لانشك في عمالته ايضا، واذا كان العور قدراً فما الفرق ما بين عور اليسرى وعور اليمنى؟ لماذا نعشق الوطن على حرف نحن نتهجاه ونترك حروف سوانا ونحن مهووسون بشكلانية الحرية؟ وبأي مسوغ فصل ساطعُ الحصري شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري من عمله؟ ولماذا وضع الدكتور عبد الله الجبوري في زمن صدام حسين كتابا يثبت (كذا) فيه ان الجواهري فارسي فكتب الجواهري قصيدة نشرها في الثقافة الجديدة بعنوان (الى الغجرية عبدة الجبورية)، الطائفية هي الوجه القبيح للعصبية القبلية، والعصبية القبلية هي الوجه الصريح للبدائية يوم كان الانسان المفرد مهددا فاجتهد فكرة القبيل اي المقبول ليحمي وجوده والقبيل فكرة قائمة على السحنة والشكل والدم، ولن تكون الطائفية نسخة مكررة للعهود الغابرة بل حدَّثت خطابها، الفكر الطائفي ابتدأ بتقسيم الزمن العربي الى اسلام وقبل الاسلام وبعد الاسلام، وتقسيم الزمن الاسلامي الى فجر الاسلام وصبح الاسلام وضحى الاسلام ... الفكر الطائفي العصبي (قبل الاسلام) دخل المجتمع من خلال المنافرات : المنافرات قتال طائش بين طائفتين او شخصين بسلاح الكلمات الفتاك وكان جمهور الحاضرين قسمين واحد مع هذا وواحد مع ذاك وقد يحكم بينهما احمق فيتحول النفار القولي الى القتال الفعلي، وقد يحكم بين الطرفين حكيم فيصلح ذات البين، فقد نافر ابناء قحطان ابناء عدنان، ونافرسكان الوبر سكان المدر،، ويذكر التاريخ المُنافرة بين عامر بن الطفيل وبين علقمة بن علاثة وقد فصل بينهما رجل السلام هرم بن قطبة واعادهما الى منطق العقل وفي السيرة ان النبي محمد صلوات الله عليه نهى عن المنافرات وكره الاصغاء الى راو يروي منافرة علقمة بن علاثة وعامر بن الطفيل،، ونافر البيت الاموي البيت العلوي، كما نافر البيت العباسي البيت الأموي والحرب اولها كلام، واخترع الأمويون مربط او زريبة المربد ليسعروا المنافرات بين العوائل المسلمة وبين الشعراء ايضا فظهر فن المناقضات الكريه، وظهرت المنافرات المسمومة بين المسلمين العرب والمسلمين من غير العرب، ولعل في كتاب الجاحظ البيان والتبيين ما يعطي فكرة عن تصدع المجتمع في العصرين الاموي والعباسي، ولم تكن المنافرات او المفاخرات او المماحكات، حتى الساعة، واليوم تتخذ المنافرات مطايا الطائفية وممتطيها سبيلا الى الهوس والقتل، الطائفية العشائرية العنصرية الجهوية الـ الـ ... سبيلا الى حمامات الدماء، بل ظهرت الطائفية في عصرنا الحديث في طبقة الانتلجسيا وتبنت قيم العصر من ديموقراطية وحداثية، لكن ما ظهر من الطائفية هو ذاته ما ظهر من جبل الجليد، بل والغريب حقا ان الطائفية اختطفت الدعاة الى محق الطائفية وحجرت عليهم وسرقت اسلحتهم، وباتت الطائفية تتغنى بضرورة قتل الطائفية بسكين طائفي، الم ترهم سنخين مقاتل ضد الطائفية ولكن على حرف، ومقاتل ضد الطائفية على حرفين، الم ترهم يشتمون ايران وهي تستحق الشتيمة ويغفلون عن السعودية وهي رأس البلاء والوباء، شخصيا أمقت الصفوية خارج ايران كمقتي للعتو والدم واكتب ضد الصفوية حين تصدَّر الى خارج ايران فيستحسن فرسان محق الطائفية قولي ويضربون مثلا في جماليات حكم البيت العثماني الذي اهلك بجهالته وطائفيته الضرع والزرع وشوه صورنا في طول الدنيا وعرضها امام البشر، نحن اذا كنا غير طائفيين فلنكن قبالة واقع واحد هو كراهية الصفوية والعثمانية معا فكلاهما كوارث بلا حدود وضغائن وترات، نحن كمثقفين غير طائفيين نعتد التدخل التركي في شؤوننا ومواجهته من ادعياء اللاطائفية بالقبول طائفية معمقة كما نعتد التدخل الايراني في شؤوننا ومواجهته من ادعياء اللاطائفية بالقبول طائفية معمقة ايضا إذ لافرق البتة بين تركيا وبين ايران، لافرق البتة بين مليارات السعودية المهرقة على ثقافة الموت والكراهية لكل ماهو حضاري ومليارات ايران المهرقة على ثقافة الموت والكراهية، ايها الشرفاء تعالوا نتفق شيعة وسنة على كلمة سواء وعي خلع الجارتين الجائرتين السعودية وايران او ايران والسعودية لافرق بين تدخل وتدخل، لايجوز لك ان تخلع السعودية وتستبقي ايران، كما لايجوز لك ان تخلع ايران وتستبقي السعودية، اللاطائفية تترجم بالوطنية العراقية، اللاطائفية تترجم بعراق المؤسسات، اللاطائفية تترجم بوضع المناهج الدراسية بأيد تحركها عقول علمية خبيرة تعنى بالواقع ولا تعيد انتاج الماضي وتقسر البعير للمروق من ثقب ابرة الخياط، واذا كانت النتيجة من جنس السبب فان الزمن القادم قاتم قاتم لاسمح الله، وستكون المنطقة كل المنطقة في كفة عفريت ازرق، واذا طوع الظلاميون المتجلببون بلبوس النور اذا طوعوا كل الشرق الأوسط ليكون قادرا على المروق من ثقب ابرة الخياط فسيكون العالم كل العالم في كفة عفريت ازرق ، وسيقول عمالقة الطائفية كما في ادبياتهم (سوف نقفل الارض ونسلم مفاتيحها لبارئها)، فيا ايها الراكضون في هجير الطائفية من شيعة ومن سنة على مهلكم، فالوهابية ليست حزبا ولا حركة بل هي فكر اممي تجد له نظيرا في المسيحية واليهودية، الوهابية تعني شيئا واحدا هو ادخل الكون في عتمة ابدية لانهائية، حيث المرأة عورة والطفل غلام والحرية عصبية والموت حياة والقهر رفاهية، ألا من يسأل مروءته لماذا بات حلم العربي اليوم بخاصة والمسلم بعامة الهروب من بلده واللوذ بالغرب؟ لماذا مراجعو الدوائر الحكومية العرب والمسلمون يقفون طابورا تحت الشمس ساعات طويلة ومراجعو الغرب يقضون معاملاتهم في الدوائر الحكومية بالبريد الذي لايتأخر ولا يتقدم، او بالمراجعة التي تحفظ كبرياءهم، لماذا نجوع في بلادنا ونعرى ونقتل وبلدان العالم المتحضر تجاوزت الجوع والعري والأذى منذ قرون، نحن كما قال بابلو نيرودا لانرضى بالجنة بديلا عن الوطن، ولكننا نموت ونتلاشى مغتربين، رحم الله القائل :

غرباء ياعيني نموت وقطارنا ابداً يفوت

ثم نقرأ لمن لم يتعب بعد ولم يتعلم الدرس رغم كم الشهادات والخبرات التي يحملها او يكتنزها ويدعونا الى الحذر من ايران ويوقف مشاكلنا كلها على ايران ثم ينظر بارتياح الى السعودية كأم رؤوم، الأم التي جعلت منه منتجا للطائفية الجديدة التي سوف تلتهم دعاتها الجدد كما تلتهم الحروبُ مسعريها، نعم كثيرا ما اسأل نفسي وأدري انها لاتمتلك الجواب بله القرار # هل الاسلام بحاجة الى هذا الكم الكبير من الدعاة المتطرفين الذي يبلغ عددهم ربع عدد المسلمين؟ # هل الاسلام بحاجة الى السدنة ام السدنة بحاجة الى الاسلام؟ # اين الحكماء ليقولوا شيئا قبل فوات الأوان؟ # هل اقتنعت الشعوب العربية ان الربيع العربي كان الطعم اللذيذ القاتل الذي ابتلعته بحسن نية الشعوب المغلوبة في تونس وليبيا واليمن وسوريا ومصر؟ فكانت تلك الشعب كمن ابدلت الرمضاء بالنار # هل الديموقراطية صناديق اقتراع في مناخ سيادة تفكير القطيع على مجتمعاتنا؟ وها نحن مبتلون بعبء جديد اسمه نواب آخر الزمان، وها نحن مبتلون بظاهرة مثل زلزال متعطش اسمها الاسلام السياسي، كان الاسلام دين الفقراء والعقلاء والحكماء والخجولين، وبالوهابية اريد للاسلام ان يكون دين ذوي ملايين الدولارات النفطية ودين الحمقى والمعتوهين والذين لايستحون من اشاعة الهتيكة بزعم اتصالها بالدين، والاسلام الحنيف براء من هرائهم :

وإن كان ذنْبُ المُسْلم اليومَ جهلَهُ فماذا على الاسلام من جهل مُسْلِم

وبين الاسلام الحق والاسلام المحق ما بين ماليزيا المتطورة وافغانستان المتدهورة .

 

عبد الاله الصائغ

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم