صحيفة المثقف

الادب البواسيري

rafed alkozaiان العراقيين من علموا الناس الحرف الاول مبدعون في الكلام مقلون في العمل سريعي النكته يسرقوها من القهر والالم وسريعي البديهية ويتلاقفوها وهي لازالت في رحم الفكرة وعندهم تشفير لها يسموها الحسجة لا يفهمها الغشيم ويتلقاها كل لبيب وفهيم ولهم في الشعر والقصيدة وراثة واكتساب منذ نطق انكيدوا  الحكمة وقر حمورابي القانون والمدرسة والكتاب وعلى سرى خطاهم سار ابو نواس وابو العتاهية وبهلول من شذراتهم الشعرية اعطوا لهارون رسائل وتوصيات عملية وفي العهد العثماني ابتدعوا الهتلية والسرسرية والشقندحية حتى طوروه في العصر الحديث ضمن ثقافة المكبسلين وبائعي الاقلام لتمجيد السلطان  من خلال فنون العلاسة والقفاصة والنكرية لتختلط الاوراق مع هذه التحديات وتصبح الهوية الوطنية كذبة عصرية يدفع ضربيتها الفقراء والبسطاء انهار من الدماء وبحور من الدموع في ايام الحزن المنسية.

وعلى هذا المنوال سار الكرخي والرصافي والزهاوي في النقد والتقييم وتوجيه المجتمع نحو الطريق القويم بحلمهم في وطن يحقق امال الفقراء ويسعد احفادهم ويضاهي بلاد الغرب في العدالة الاجتماعية.

يقولون  بعضهم  ان الشعر والقصيدة كلام في كلام وان الاثر في القوة والفعل والسلاح فترابط الحدثين لنختلق عبارة عملية  خالدة ان للقلم والبندقية فوهة واحدة ولنطورها ان مسح الكلمة لايحتاج الى ممحاة وانما يحتاج الى المسدس الكاتم الذي  يخرس الالسنة الطويلة ويدفنها في غياهب المجهول .

ولكن رغم الخوف والتهديدات بسرعة البرق امتلاءات الصفحات قصائد ومقالات وتداول الجلساء والسمار ومدمني الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي  الالاف بل ملايين النكات عن البواسير المليونية وتغيرت التسميات لبعض الشخصيات نتيجة الكتابة والقصيدة وهكذا نشاء ما يسمى ظاهرة الادب البواسيري ليضيف الى اقسامنا الادبية  نوع اخر واعتقد بعد عشرين سنة  وبحيث لا تكون مفاجئة لطلبة البكلوريا ان يكون احد الاسئلة في التاريخ او الادب او النقد الادبي..

س.من هو الملهم الاول للادب البواسيري؟؟؟؟

وماهي اجمل قصيدة قيلت في هذا المنوال؟؟؟

 وحتى يصبح  ليحق حصري  في اصدار كتاب او ملزمة عن الادب البواسيري ومن خلالها نطرح هذه القصيدة للشاعر خلدون جاويد ..

قصيدة البواسير ..

باتت عجيزته تحتل تفكيري

تحيا بواسيره تسقط ْ بواسيري

فالنارُ تقطرُ من ثقب بجعبتهِ

تسيلُ من اُذ ُنيْهِ والمناخير ِ

لو كنت أذكى طبيب في طوارئها

ما كنت عالجتها الاّ بساطورِ ِ

عجيزة الشيخ أغلى من عشيرتنا

للشيخ طوبى وسحقا ً للجماهير ِ

ويابواسير " نور العين " ! إنتفخي

ولاحقيهِ بأسراب الدبابير ِ

وأسكني عقربا لـدْغى بحفرتهِ

وبالمِدى " قحْوريهِ " والخناجير ِ

ووسّـعي فتحة الأوزون ، إضطجعي

فوق السنادين في سوق الصفافير ِ

دعي المطارق تشويه تفرقعُهُ

من دون زيت ٍ بلا بنج ٍ وتخدير ِ

دقيّ على فوهة الأمعاء في شبق ٍ

كما تدقين نعلا ً بالمسامير ِ

وعلـّقي الشيخ فوق الباب من دُبُر ٍ

رأسٌ بقـُم ٍ وجــِـعْبٌ في أغادير ِ!

قولونه إسْحَنيهِ ، فلـْـفـِليهِ ، ضعي

شايا ً مع الخلّ ِ والزرنيخ بالقوري

تفنـّـني بالقناني ، نفـِّسِيه ِ له

واستعملي الشيش والسفـّود والبوري

قالوا بأنك ِ من ماس ٍ ومن ذهب ٍ

وسائر الناس من تنـْـك ٍ وقصدير ِ

ومشـْـرطي حممَ الإسهال في وطن ٍ

على المزابل يطفو والصراصير ِ

ولتحشري فيه حتى العنق أسْمَكة ً

كالجرّيْ والبنــّيْ والشبوط والزوري

ومن غليظه مدّي الكهرباء لنا

الى عراق ٍ غريق ٍ بالدياجير ِ

فمن غليظه قد سالتْ خزائننا

بقصد خطة تشييد وتعمير ِ

إسالة الماء نقـّيها بأعْوَره ِ

من إسْته ضخـّي ماسا ً في المواسير ِ

بحجة الدين نمنا في مزابلنا

وبالملايين فازوا والملايير ِ

إلى البواسير طـُراً لا لصاحبها

اُهدي احترامي وإكباري وتقديري

أدعو ثلاثين مليونا تدقّ ُ بها

أيْرا ً بأيْر ٍ وشاجوراً بشاجور ِ ..

واخر نكته عن الادب البواسيري ان صاحب البواسير رجع للطبيب المعالج وقال له مرحبا وساله الطبيب المعالج منو حضرتك .. قال له انا صاحب العملية التاريخية للبواسير .. قال له العفؤ شيخنا اني اسف اني ما عرفك من وجهك اعرفك من بواسيرك ..

وهل سيولد الادب صفحة جديدة من انواع الادب في القريب العاجل من رحم السياسة والثقافة المطروحة على الساحة الفكرية اعتقد انها ولدت وبقوة وسنكتب عنها بعد ان تكتمل الفكرة انتظرونا قريبا ..

 

الدكتور رافد علاء الخزاعي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم