صحيفة المثقف

سرير بروكرست*

لي صليبي ... وللحبال

أن تنتفخ بأوداج الرقاب

.. لي ّ حلمي

وللشوارع إسفلتها

وللطرق  نزواتها

وللأصدقاء  مكائدهم

وللوهم مسراته

.....

لي حلّمي

ولليوم حباله الصوتية

ومغنيه ، وشهدائه وعبيده ....

...لي  حلّمي

وللغد

أغانيه

ورغوة سحابه

وفورة قهوته

ووعوده.

المطر معلّق على أستار يومنا

...

  لي صليبي

وللحلم أقبيته والدهاليز

.........

نتعثر .. نتوكأ ..

في فيض  قيلولتنا .

لا أحد  في الضفة  الأخرى

كلنا في خانة  اليوم

أنا

والغد.... وصليبي

......

لي أغنية

وقمر وسبع هزائم

وموت واحد

.. لي فم

وأصدقاء

وحنجرة

وقبر يرفرف علينا

......

لي جناح

ورغبة

ويوم يدق حافره على الطرقات

يرمي بمرساته في المحيط

وينشر غسيله عليّ،  ليطفيء حماقاته

يدق  خيمته على هامة رأسي  ويتوسدني

وأنا  أرفرف  مبّللا بشبهاتي

كيف أطير ؟؟

كيف أطير ؟؟

ويومي ُيشيّد الاهرامات على رغبتي.

......

لي أسئلتي

ووهم قديم

كلما أهمّ بإيقاظه

يوخزني  بسبابته المتقدة بالوجع

...

لي  تفاصيلي البسيطة  ورائحتي وقميصي الذي أزرّقّ  من الموت

وأسوّد من الهزائم .

لي مرايا

ولي بعض  من نشيد يملأ  فمي

والحبال تلتفّ  حولي

وتراقص يومي ..

وأنا  لم  أزل أكافح المكوث  في البئر

.......

لي مائي  والبعض من عطري  المؤجل.

لي مرآة  ...لم تحلم في  التقعّر والتحدّب

لي قامة من قصب ..

ولي زوادة من ضوء ..

ويومي أفعى يريد  إذكاء السم في عقارب الوقت !

......

لي أخطائي  وموتي

وسرير لا يسع قلقي

وأيام من حجر

..

أين أنت ..  ؟؟

أتذكرني؟

يا صليبي الذي صار  ذهبا  في حضرة اليوم

وصمتا  في  الحناجر.

أين أنت يا صليبي المعلّق  على الشفاه ؟

لي ذنوبي وعقوقي

.....

الذين ساروا معيّ

والذين أكلوا من سلّة يومي

يتساءلون ؟؟

هي جروح ناتئة

أم أيام نافقة؟

.....

لي  صليبي

وسلّة أحصيّ  بها جراحي وفرحي

أضع أصبعي في عين يومي .

.........

لي قشّة في عين صاحبي

وتل خشب في عيوني

أنا ..  الذي أريد عبور النهر مرتين

وصاحبي يتطهّر في ألمي!

..

أريد منْ؟

شعاع  دمي  وهو يؤثث للموت أناقته!

الابواب السمينة بأوداج النحاس.؟

الصديق الذي علّق قيلولته  على مزاج  حلميّ.

الشوارع التي آخت المطر والطين  والتراب

والنار والهواء....!!

....

.. لي  نافذتي

وسريري..

لك َ ضوؤك

ولي  يومي وغدي، ورغوتي وسحابي

إمطر  إذن  أيها القبر  ؟؟؟

لي  صليبي

ولك سريركَ

 

.............................................

*"- تقول الإسطورة: هو قاطع طريق يوناني يعرض من يلتقي بهم على سريره ، فأذا كانوا أطول منه ،  أقتطع الزيادة، أذا كانوا أقصر منه أطالهم "

 

 

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1242 الاثنين 30/11/2009)

 

 

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم