صحيفة المثقف

اللقاء المر

 

حتى كأن الشهد في ثغر الحبيب

يعب ملح الدمع بالتشراب

 

وأمر ما في الكون دمعة عاشق

عند اللقاء تمازجت برضاب

 

وألذ ما في الكون رشف رضابها

وعقولنا ممسوخة كيباب

 

وكأن رقراق الدموع بخدها

تفاح ُ يغسل وجهه بحباب

 

وإنجاب في صمت الفضاء تهدج

كنشيج موال وصدح رباب

 

وتهتكت صور الحياء تهتكا

وتمردت خصلاتها بو ِثاب

 

وتزيدني شد ّا وحلو تعسف

فأزيدها ضما بدون حساب

 

فتشبثت - كلا وجزءا - عارما

كتشبث العلا ّت بالأسباب

 

مابين لجة قبلة وحريق أنفاس

وشم ريحقها المنساب

 

ضمت ذراعي خصرَها فتأوهت

شبه الفريسة تحت ظـُـفر عقاب

  

ساحت بنا سفن من الأوهام تبحر

 في خيالات ومحض سراب

 

حتى اذا اصطدمت بخلجان الحقيقة

 مزقت كتمزق الأثواب

 

والحق إذ برزت – أخيـّتها - لنا

عدنا إلى رشد وحسن صواب

 

لولا – تنحنحها - لكنا في مشارف

 غلطة كبرى وسوء مئآب

 

شيئان في الدنيا حريقهما لذيذ

صدروالدة وصدر كـَعاب

 

فكلاهما تنور أججه وريق

حشاشة لا يابس الأخشاب

 

وقائلة همزا تصابى شيخنا

وتود لو كانت من الأحباب

 

الله اودع في خلائقه شياطينا

 فما ذنبي بيوم حساب

 

من حكمة الباري إخضرار نفوسنا

كيما يميزها من الأنصاب

 

ولقد أصرت في تساؤلها إذا ً

ما غاي نظرات بخلف  نقاب

 

وإذا أرادت ان تحل بمهجتي

فهناك صفحات بطي كتابي

 

صفحات أنقى من بياض الصبح

حين يزيح داجية كجنح غراب

 

هذا إذا ما أحسنت قولا يحببها

لنا ويزين حلو جواب

 

قلم وأوراق – لغاي سعادتي –

وعيون ملهمة وكأس شراب

 

والحق أن ثلاثة أوفت ورابعة

أتت وزنا ومحض نصاب

 

وكتاب لوعات الهوى أنا من تغـّور

 سره وعلى مدى الأحقاب

 

طورا يطاوعني فأغرف ما

أشاء وتارة يجتاحني بعباب

 

لا ليس بحرا أن يقر قراره

حتى ولو أثقلته بصلاب

 

وكذلك العشاق يعلق ذكرهم

في غب أكفان وحث تراب

 

********

 

  جاءت أسيرة توقها كيما تبرهن

أنها أشهى من الأعناب  

 

ولإنها غمجت بتيه غرورها

نسيت لسان الشاعر الكـذ ّاب

  

  خافت عيون مراقب فكأنها

أوطار سيل في سفوح روابي

  

حتى كأن الخوف في وجناتها

 متذبذب في جيئة وذهاب

 

فإذا إقتربت تباعدت وإذا ابتعدت

 تقاربت خفرا كأنسام عذاب

 

من غير أن تبدي ولو أدنى سؤال

 أو جواب أو تبتدرْ بعتاب

 

لكن نظرتها لها وقع المطارق

بل رؤوس أسنة وحراب

 

والشوق يستبق الزمان كأنما

شـُد ّت محاوره بضوء شهاب

 

ذهلت ْ بحين رأت عفافي في رقيق

 تصرفي  أدبا  ووسع رحابي

 

********

 

بئس الرقاب وبئس أقوام إذا

كانت دماء بنيهمو كقراب

 

ولبئس كرسي إذا كانت قوائمه

  عظام أرامل  وشباب

 

ولبئس كرسي إذا كانت قوائمه

دموعا عفـّرت بعذاب

 

ولبئس بيت أسست جدرانه

بأنين أطفال ووجع مصا ب

 

للعدل سرْج لست راكبه إذا

لم يؤتك الخلاق خير ركاب

 

والعدل يعني الله لو تدري وظلم

 الله إيغال بدرب تباب

 

أشكو الى الباري  ظلامتنا وما

 نلقى  وحسبي ربنا ومنابي

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1255 الاحد 13/12/2009)

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم