صحيفة المثقف

العودة... إلى الماضي

ومسجد عبد القادر الكيلاني

وعمال شارع الشيخ عمر،

وعلى بعد 30 دقيقة مشيا على الإقدام

من مديرية الاستخبارات العسكرية،

وبيت ناظم كزار.

 

2

أمام بيتنا،

وعلى بعد لمحة بصر،

كانت، أو ربما لازالت، هناك شامخة، مقهى حمادي الحشاش..

مقهى بنائه من طين وأحجار من مقبرة كانت مهجورة...!

ولها سقف خشبي،

ومسجل تسمع منه، في الليل والنهار، صوت أم كلثوم

" الأطلال ".

سماسرة حماة الوطن كانوا يأوون إليها

يمارسون فيها طقوسهم،

(ربما لازالوا...!!)

ولكن برداء آخر.

 

3

في أزقة محلتنا وفي شوارعها ودروبها، الملتوية، الضيقة،

خرائب فيها غرف مظلمة

يسكنها الفقراء.

أمل ...

أمها وأبيها الشرطي

كانوا في واحدة منها.

 

4

أمل...

لازالت تأتي في الحلم

بشعرها الطويل،

وعيونها العسلية،

بثوبها الممزق

وفم أسنانه بيضاء مرصعة،

تبتسم,

ـ آخر مرة رأيتها بعباءتها السوداء...

على ذراعيها

مسرعة،

كأنها ـ كانت ـ تريد احتضان الهواء ـ

قطعة من أشلاء ثوبها عثرت عليها أمها...

ألوان باهتة

إلا اللون الأحمر.

 

5

رأيتها،

رأيت الضوء

ووجه مضغوطا على واجهة من الزجاج،

رأيت وجهها عند عتبة أبواب الخريف،

شمس يحتضنه الضباب.

 

6

من ملامح وجهها

سمعت الرياح تغني

رذاذ من مطر،

ربما، ينتظر الشتاء عند أبواب النهار

ينتظر الطريق

بيتنا البعيد عند حقل يمتد على طوله الغبار

في الصباح

هناك إلى جانب شجرة الزيتون

تنمو الأعشاب

هناك لازال بيتنا ينتظر.

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1256 الاثنين 14/12/2009)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم