صحيفة المثقف

الرموز الابداعية بين التكريم والتبجيل .. رؤية مكثفة

وتثمينا لجهودهم في اثراء الساحة، كلا ضمن اختصاصه.

وكان للدعوة التي وجهتها صحيفة المثقف اصداء طيبة، تجلى ذلك في الرسائل والمكاتبات، وبالاخص التعليقات الكثيرة، وهو شيء مفرح يستحقه شاعرنا الكبير بجدارة.

وهنا لا بد من التوضيح لرفع لبس مفهومي وقع فيه اكثر من شخص، فراح يتهمنا بتهم لا اساس لها اطلاقا. فنحن لسنا بصدد تبجيل الشاعر، وان كان يستحق ذلك بامتياز، ولا نريد ان نخلق منه صنما (كما يعبر بعض اخر) وانما نأمل في تكريمه والاحتفاء بعطائه الثر، من خلال مراجعة نقدية لمنجزه او الكتابه عنه وعن سيرته، وتذكر مواقفه السياسية، وانعكاسات ابداعاعته على الساحتين العربية والعالمية. كما سنوفر من خلال التكريم ملفا كاملا لمن يبغي دراسة الشاعر ومنجزه الابداعي. وسيتحول الملف الى  مصدر مهمة لدراسته.

نحن نتفهم الاسباب الحقيقية وراء هذا اللبس المفهومي. اذ ان ثقافة التكريم (سيما للاحياء) تنتمي لشعوب اخر، وطالما اقتصر التكريم عندنا على الراحلين من المبدعين ... فالرمز يعيش مهمشا مهملا، ولم يكتشف الا بعد مماته، حينئذ فقط نهب لتكريمه والاحتفاء به. 

كما ان التكريم في بلداننا ارتبط بالطغاة، فلا تكريم لرمز او مبدع الا باسم المستبد والدكتاتور وقد شاعت هذه الثقافة حتى بات البعض يستنكر اي تكريم مهما كان مقام المحتفى به .. ومن كانت هذه ثقافته كيف يستوعب تكريما من قبل جماعة لرمز كبير؟ انه المستحيل في عرفه الثقافي.

اضافة الى ان التكريم في مفهومهم لا يعدو كونه تبجيلا واطراء ومداهنة، وليس هناك فصلا مفهوميا واضحا بين التكريم والتبجيل. وظلت المجاملات والولاءات هي الحاكمة في تكريم الاشخاص، وليس ثمة مائز حقيقي لتكريم المبدعين والرموز.

من هنا نؤكد اننا بصد تكريم رموزنا العلمية والفكرية والادبية، احتفاء بهم وبعطائهم، وهذا لا يعني باي شكل من الاشكال الغاء النقد والتقويم، لاننا اساسا نضع النقد فوق كل شيء من اجل الحفاظ على حيوية الفكر والابداع. والاستاذ الشاعر يحيى السماوي غني عن التعريف بمنجزه وعطائه ومواقفه السياسية ونضاله وتقلبه بين المنافي، كل ذلك جعله يستحق التكريم بجدارة. وبالفعل كان لتجاوب الاخوة الاعزاء من السيدات والساده الادباء والكتاب الدور الكبير في اغناء ملف صحيفة المثقف. ومن هذا المنطلق بالذات اتقدم بالشكر الجزيل لجميع من ساهم وبارك لنا. واتمنى عليهم مزيدا من التواصل من اجل ارساء خطاب يتعالى على الطائفية والخصوصية، ويدعو للتسامح والاعتراف بالاخر واحترام رأيه مهما كان مستوى الاختلاف معه دينيا او فكريا. واتمنى ان لاتكون تجربة الشاعر يحيى السماوى الاخيرة في صحيفتنا، وانما تتبعها احتفاءات اخرى برموز، ما دامت ساحتنا تعج بالمبدعين والشخصيات الكبيرة، وهذا يتطلب مؤازة حقيقية من المثقفين جميعا من اجل انجاح هذا اللون من التكريم.

واخيرا يجب ان اتقدم بالشكر الجزيل للاستاذة الفاضلة الشاعرة خلود المطلبي التي ساهمت مع فريق عمل الصحيفة في متابعة اعمال لملف، وانشغلت بمتابعة الكاتبات والكتاب الافاضل. اتمنى لها شاكرا كل التوفيق والتالق.

وسيبقى الملف مفتوحا يتلقى اجابات وكتابات الجميع حتى بعد انتهاء فترة العرض. وشكرا

 

رئيس التحرير

 1/1/1431هـ

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم