صحيفة المثقف

ملف: الرثاء في الشعر العراقي المعاصر .. قصيدة "شاهدة قبر من رخام الكلمات" ليحيى السماوي أنموذجا

مكان السرير

ونوع الوسائد

والأغطية)

(يحيى السماوي)

(شاهدة قبر من رخام الكلمات)

 

(إن ثمة شيئين لا يمكن أن يحدق فيهما المرء : الشمس والموت)

(لاروشيفوكو)

(إذا أردت ألّا تخشى الموت فإن عليك ألّا تكف لحظة عن التفكير به)

(سنيكا)

 

خاطيء ظن من يعتقد من النقاد أن الخنساء قد أقفلت باب فن الرثاء بقصائدها العصماء التي رثت فيها أخاها صخر – وفي بطانة هذا الرثاء تلوب شحنات التثبيت المحارمي – أو أن الهذلي قد قدّم الأنموذج الذي لا يُبارى في قصيدته التي يرثي بها أولاده / فلذات كبده . في العراق، سيكون فن الرثاء هو آخر فنون الشعر التي ستنطفىء جذوتها، إذا افترضنا جدلا أن هناك ما يمكن أن ينطفيء من الشعر الذي – بخلاف أطروحات الحداثة - لن يموت إلا بموت الإنسان الأخير على وجه المعمورة . في هذه البلاد، العراق، خلق الله الإنسان وهو يبكي، وهذا الوصف قلته في مقالة نشرت في عام 2002 . على هذه الأرض، وبخلاف كل البشر في أرجاء المعمورة خُلق الإنسان الأول من طين ودم، وليس من طين وماء

 أُخذ الدم من عروق إله حزين منكسر ومقيّد . وفي بلاد سومر، كانت في كل حي مجموعة من النسوة يسمين بـ " الندّابات " يدرن من بيت إلى بيت في أوقات العزاء يهيجن الأحزان ويستثرن الدموع ويلهبن اللطم على الصدور . ولم تلقب هذه البلاد بـ " أرض السواد " لكثافة غابات نخيلها، بل لرهبة ذاك البدوي المصور وهو يقترب منها مما سمعه واختزنه عن فاجعاتها وظلمات عذاباتها . وإلا فقل لي يا " يحيى السماوي " لماذا لم يُطلق هذا الوصف على عشرات ومئات الأمصار والبلدان التي فتحها العرب وكانت فيها غابات كثيفة من الشجر من كلّ نوع وجنس ؟؟ يحيى السماوي

 يقدم الجواب الشافي في واحدة من عيون قصائد الرثاء في الشعر العربي - قديمه وحديثه - : " شاهدة قبر من رخام الكلمات " . قصيدة يرثي فيها أمه التي، وبفعل إنثكاله المرير بها، أهدى ديوانه الذي يحمل العنوان نفسه * إلى روحها : " إلى روح الطيبة أمي وقد غفت إغفاءتها الأخيرة قبل أن أقول لها : تصبحين على جنّة "، وبهذا الإهداء ختم السماوي على باب الديوان بشمع الأسى الأسود، وأغلق أبواب وشبابيك النص ليجلس في ظلمة الإنكسار

 في وحشة منفاه باستراليا

 وفي بيت الديوان المظلم جاءت كل القصائد عبارة عن مرثية طويلة مدمّرة، لم تسلم منها حتى قصائد الغزل وستكون لنا وقفة في هذا الجانب . وقصيدة الرثاء هذه : " شاهدة قبر من رخام الكلمات " * هي من قصائد النثر

 ومن الافتراضات الأساسية التي أنا مقتنع بها بشكل عام كقاعدة هي أن قصيدة النثر لا تصلح للرثاء بسبب فقدانها للإيقاعية المطلوبة لنواح النفس البشرية الحزين، وبسبب لعبها الذهني على الصور حيث نحتاج مسافة عقلية تسبق الإنفعال المحتبس فتجهضه . لكن لاشيء مستحيل، ولنقل عسيرا على الشاعر الكبير المقتدر . كسر يحيى هذه القاعدة، مثلما كسرها " جواد الحطاب " في قصيدته النثرية " استغاثة الأعزل " الهائلة التي رثى بها الشهيدة " أطوار بهجت " والتي نشرت دراستنا عنها في صحيفة " الزمان " . لكن قصيدة السماوي ليست نشيج روح ممزقة يركبها الشعور بالإثم المبرر لأن الأم العظيمة رحلت كسيرة في السماوة، فقد طوى الجزيرة

 أي جزيرة ؟؟

 طوى خبر موتها القارات ليصل ابنها في منفاه في استراليا . وفي العراق، وكلما أراد الإبن التحرر من الرابطة الأوديبية المكينة المغلفة بالحنان البريء الخانق للأم

 تصيح الأم : إذا سافرت

 وتغربت

 من الذي سيدفنني ؟؟ :

(آخر أمانيها :

أن أكون

من يُغمض أجفان قبرها

آخر أمنياتي

أن تغمض بيديها أجفاني

كلانا فشل

في تحقيق

 أمنية

متواضعة – ص 12و13) . هذه القاعدة في العراق شذّ عنها السماوي مكرها، هو الذي أفلت من منجل الطغاة المجتث الأعمى بأعجوبة . لكن لا تبرير ولا عقلنة يمكن أن تطفئ الإحساس بالذنب تجاه مخلوقة هي سبب الوجود : (لي الآن سبب آخر

 يمنعني من خيانة وطني : لحاف سميك من ترابه

 تدثرت به أمي

 ووسادة من حجارته

 في سرير قبرها – ص 7) . وحين تبحث في سيكولوجية الخونة تجد دائما ثغرة جارحة في العلاقة بالأبوين، الأم خصوصا، وليس معنى ذلك أن كل من تربطه علاقة سيئة بأمه يخون بلاده، لكن كل من يخون بلاده، في الغالب، يركبه، منذ الطفولة المبكرة، خلل عميق مختزن في أعماق اللاشعور . ألا يُقال أن توظيف العملاء يقوم دائما على محاصرة الفرد بإغواء المال والمرأة ؟! . الولاء اللاحق للأوطان / الرحم يتأسس على ويأخذ معانيه من الولاء السابق للأمهات . والسماوي حين يقدّم سببا مضافا لولائه المستميت لتراب وطنه المقدّس / التراب الذي احتضن جسد الأم الطهور في عودة مباركة إلى الرحم الأكبر، فإنه إنما يقرّر حقيقة أن الأرض / الرحم الأكبر / الأم الكونية / البلاد التي احتوت جسد أمه، هي إنما تضم الأرض التي بذرت فيها بذرة وجوده، والرحم الأصغر ماديا لكن الأكبر بمعانيه الرمزية الكونية

 فهو الأرض

 والخصب

 والطبيعة

 والكون

 والحياة

 والوطن الذي صار يحيى الآن – وكما يقول - مدينا له حتى الموت، ولعل هذا من عوامل موقفه الصلب الرافض للإحتلال . إذ كيف يتحمل أحدنا أن يدوس حذاءٌ غاصبٌ الترابَ الذي يضم جثمان أمه . ولاحظ أننا نصف الإحتلال بالإغتصاب مثلما نصف حال المرأة التي تُفترع كرها رغم إرادتها . وسنلاحظ أن القصيدة في مبناها، ومنذ مقطعها الأول هذا، مصوغة بلغة غنائية شفيفة، بسيطة لكن ليست سهلة بحيث تقع في دائرة الإبتذال . هذه اللغة انحدرت إلى مسرى قصيدة النثر من عطايا ينبوع مهارات الشاعر في القصيدة العمودية (لذا أقول على كل شاعر شاب أن يتمرس في العمود قبل أن ينغمس في تيار قصيدة النثر) . الشاعر يدرك أن الرثاء لا يمكن أن يتحمل ألعاب قصيدة النثر الملغزة والشائكة . حين أقرأ مقطعا يتحدث عن أمي الراحلة وأفكر دقائق كيف أنها " الوضوح الأزرق المنبعج في بحر آثام اللازورد "، فإن فسحة التفكير الذهني هذه ستجهض العاطفة المحتبسة التي تكاد تطفر من العينين الغائمتين . ولذلك صاغ السماوي وبذكاء مرثية سيبكي لها كلّ مثكول قادر على القراءة وكل من لا يستطيع القراءة ويسمع بهدوء انتباه مناقب أم عراقية – وأؤكد عراقية – حيث " يسرد " الشاعر سمات ومآثر هي سمات ومآثر أمهاتنا جميعا، أو هي خلاصة مركزة لمناقب أم اسمها فاطمة (إسم أم الناقد) أو السماوة أو العراق، ولكن ليس سدني أو استراليا قطعا، أم عراقية جلدها مطرّز بالشذر، جلد يتلون بألوان الطبيعة لكثرة تماهيها معها، فهي أمها وابنتها، كما أن دمها يصطبغ بصبغة واقعها المرير المعيش، واقع خسارات العراق الباهضة، فالأم العراقية هي عبر تاريخ هذي الأرض، مصدر حضاراتها، وسرّ ديمومتها . كلّ الأفكار الأولى في أي حضارة جاءت من المرأة / الأم، وكلّ الإسهامات التي يقدمها الرجل لحركة البشرية تأتي من أفكار يوحي بها الحضور الأنثوي الأمومي الآسر :

 (جلدها المطرّز بالشذر

 لا تجري تحته قطرة دم زرقاء

 قد يكون لون دمها أحمر

 لكثرة ما شاهدت

 من دم على الأرصفة

 أو أخضر

 لكثرة ما حملت من عشب

 أو أصفر

 لكثرة ما طحنت من سنابل

 وخبزت من خبز

 أو أسود

 لكثرة ما حدّقت في ظلام العراق – ص 30) . هذه الصبور كانت ومازالت عبر تاريخها ضمانة حاضر العراق ومستقبله، ولو أريد للعراق المحطم الآن، والذي مزق نسيجه الاجتماعي شرّ ممزق، أن يستعيد عافيته، فإن المفتاح الأول لتحقيق ذلك يتمثل في إعادة الإعتبار إلى الأم كإله غير متوّج . فعلى خطوط وجه أي أم عراقية تستطيع قراءة مسارات محن هذا الوطن، وفي تلافيف عباءتها السوداء ترتسم انكساراته وصور محنه وخذلانه : (عباءتها الشديدة السواد

 وحدها اللائقة علما لبلادي

 فيها كلّ تفاصيل الوطن – ص 33) . لقد كانت عفّة ذاك الجيل من الأمهات – ومنهن أم الشاعر – مطابقة لعفة نبي وزهد قدّيس وترفّع متصوف . لم يكنّ يعرفن سوى محبة أولادهن

 والإخلاص لدورهن كأمهات حاميات حد الفناء

 كنّ في بذلهن طبيعة

 نعم طبيعة مقهورة لكنها معطاء ومتسامحة ولا تردّ أحدا، هل رأيت شجرة سدر تردّ طالبا جائعا ؟ هل عرفت نخلة يهزها محروم وتتمنع عليه بثمرها ؟ . لقد خلقت أم يحيى لتعطي

 ولتعطي بلا توقف حتى الموت : (ذات شتاء

 والجوع يمصّ دمنا : طرق بابنا سائل

 أعطته حزمة حطب

 وصحنا من الدعاء الجميل – ص 31) . وهذه ليست فذلكة شعرية، إنما هي واقع مؤصل، صفة سلوكية راسخة في سلوك الأم العراقية، ففي ظل سنوات الحرمان والعوز تلك كانت لدى الأمهات، بل كل العراقيين فلسفة في العطاء، فلسفة الفقير في العطاء دين كامل ويوتوبيا غير مفهومة من قبل الفلاسفة المتمنطقين الذين يندهشون حين يرون الفقير يترك باب بيته مفتوحا، في حين أن كل قطعة فيه مهما كانت تافهة هي في أهمية أغلى مقتنيات أي ثري مرفّه حد التخمة

 فأولا من أين يأتي ببديل عنها لو سرقت ؟ وثانيا – وهو الأهم – فإن كل قطعة تافهة لم يحتفظ بها إلا لأنها تمد في بقائه

 أي أن السرير

 والغطاء

 وكوز الزيت

 والفانوس

 هي مسألة ترتبط ولو بدرجات متفاوتة بمسألة الحياة والموت . فكيف تعطي الأم المحاصرة بالحاجة المذلة ؟؟ أمهاتنا سيدات فلسفة العطاء

 هنا فلسفة كاملة في النظر إلى "قيمة" الشيء المادي الذي يصبح الثري الجشع عبدا له : (سواء أكانت داخل البيت أم خارجه

 تترك الباب مفتوحا

 رغم أن الذئاب

 لم تتخلّ عن أنيابها

 ليس لأن أثاث البيت

 لا يساوي سعر القفل

 إنما

 لأنها تؤمن : أن العسس هم اللصوص

. في الوطن المخلّع الأبواب – ص 31) . أي أن عطاءها الغامر والمضحي يُمتحن في وطن يأكل آلهته

 ويكلل جباهها بالرماد

 فيضاعف من عذابها

 لقد عوملت عند مماتها كإله مخلوع في أفضل الأحوال

 إن لم يكن أسوأ من ذلك وابنها المثكول يتفرج منكسرا من بعيد

 بعيد

 بعيد

 على الكيفية المتصوّرة شعريا وفعليا التي احتفى بها محبوها الفقراء بنقل جثمانها إلى مستقره الأخير

 كانت محاطة بمخلفات الحروب التي اصطنعها من كانت تمقتهم : الطغاة، اليتامى

 وشقيق معاق بساق اصطناعية

 وشقيقتان أرملتان

 كانت تكره الطغاة بالفطرة

 بسليقة الأمومة

 فلا أم تحب الحروب

 بل لا امرأة أبدا

 كيف ترضى أم أن يُقتل أولادها ؟؟ والأم إذ تكره الطغاة فإنها تحيا معادلة غريبة هي أنها عبدة لمحبة أبنائها

 وخادمة لنمائهم

 ثم أن أولئك الطغاة الذين تكرههم لم يوغلوا في تحطيم توأمها

 الطبيعة

 الأرض

 الوطن حسب، بل شرّدوا ابنها يحيى إلى الأبد

 حدّ موتها

 وأكثر هؤلاء الطغاة سفالة تحمل نعوشهم العربات وتُعزف لهم المارشات وتطلق من أجلهم إطلاقات المدافع،هم المتخصصون بالحروب التي تلتهم الأبناء، في حين يُحمل نعش الأم على سيارة أجرة في جنازة يتيمة كسيرة، هي المتخصصة في صنع السلام الذي تترعرع في ظله الحياة والآمال والأبناء : (لم تحمل نعشها عربة مدفع

 ولم يُعزف لها مارش جنائزي

 القروية أمّي

 لا تحب سماع دوي المدافع

 ليس لأنه يُفزع

 عصافير نخلة بيتنا

 إنما

 لأنه يذكّرها بـ " جعجعة القادة "

 الذين أضاعوا الوطن

 وشرّدوني

 تكره أصوات الطبول

 (باستثناء طبل المسحراتي)

 نعشها حملته سيارة أجرة

 وشيّعتها : عيون الفقراء

 العصافير

 ويتامى كثيرون

 يتقدمهم شقيقي بطرفه الإصطناعية

 وشقيقتاي الأرملتان

. وجدولان من دموعي – ص 10 و11) . جمهور الأم الراحلة المعزّي هو الفقراء أولا

 هؤلاء هم الذين يعرفون قيمة الأمومة الحقيقية

 الحرمان من الأم هو الفقر الأكبر . هؤلاء ترتبط ذكرى الدور الأمومي لديهم بالحرمان فيتدعم المضمون الإنقاذي للحضور الأمومي، لكن الرفاه والتخمة الطفلية المادية تضعف هذا البعد : (آه

. من لملايين الفقراء

. المرضى

 المشردين

. وكل من كانت الطيبة أمّي

 تطعمهم كلّ يوم

 خبزا دافئا من تنور دعائها

. بعد كلّ صلاة ؟ - ص 27و28) . أما القسم الثاني من المشيعين الذي لا يقل أهمية وغرابة فهو العصافير . وليس عبثا أن تتكرر ثيمة تعلق الأم بالعصافير وتعلق العصافير بها لأنها الأكثر إيحاء من الناحية الدلالية اللاشعورية

 فالابن المثكول، ومهما كانت درجة رشده، يبقى محتفظا بذاك الطفل / العصفور الذي كانه

 وما زواجنا وإنجابنا إلا محاولة لاستعادة تلك العناية التي كنا نتمناها في طفولتنا كعصافير مغدورة

 عناية يفرضها الطفل الذي لم يشبع من ذاك الثدي المنعم المطعم

 وهو لن يشبع نفسيا من موضوع الحب الأول أبدا

 أبدا

 وسيبقى هذا الحرمان المستديم متمظهرا في ما نسميه النرجسية الجريحة التي ما هي إلا تكوين ضدّي

 وسيبقى ضاغطا يدفع الإبن إلى الإيمان بأكثر الطرق سحرية - تصوّر بعدي لأفعال سابقة – حول فعل الأمومة

 وأعتقد أن الأم الأولى هي التي ابتكرت " علم " السحر قبل آلاف السنين وهي راكعة قرب مهد وحيدها المريض

 ثم تسلّم الذكور " علمها " آنذاك فأساءوا استخدامه مثل كل منجز عشتاري وقع بين أيديهم الماكرة

 والشاعر يحيلنا إلى تحليل فريد لعملية مماهاة الأم بالطبيعة

 فمن الخطأ مثلا القول أن الفعل الإخصابي للأم مأخوذ من الأفعال الإخصابية للطبيعة

 هذه خطيئة تحليلية كبرى عالجناها في مخطوطة كتابنا " تحليل أسطورة الإله القتيل "

 فمن جسد الأم أخُذت الأطر التفسيرية والمصطلحات الرمزية لتأويل أفعال الطبيعة الإخصابية وليس العكس، لم ينتظر الإنسان الأول رؤية المطر الهاطل من السماء يعانق الأرض ويخترقها ويخصبها كي يشرع بعمله الجنسي ويمنحه رمزيته، ولم تنتظر الأم الأولى رؤية حبة القمح وكيف تنغرز في رحم التربة وتنمو لتسم الإله الإبن بإنه الإله القمح . لقد أسقطت معاني فعلها الإخصابي على الطبيعة

 على دورة القمح

 وكفرضية : أليس تصميم الوظائفية الأمومية الإخصابية (استقبال البذرة الذكورية في تربة الرحم الأمومي ورعايتها إلى نبتة / جنين، فوليد، يهيؤها عقليا ونفسيا لاختراع أو ابتكار الزراعة ؟؟

تابع القسم الثاني من الدراسة

...........................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف تكريم الشاعر يحيى السماوي، الخميس 1/1/1431هـ - 17/12/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم