صحيفة المثقف

المجلس الاسلامي الاعلى واخلاق الامام السجاد

chaleb al shabanderساعتان بالتمام استغرق الطريق من باب الشرقي الى قصر السيد عمار الحكيم الواقع على مفترق جسر الطابقين، قصر العمليات النضالية والجهادية في سبيل الفقراء والمساكين، ساعتان بالتمام، (الكية) كانت سجنا لاكثر من تسع ركاب بين عجوز وعمل بناء مضطهد وشيخ يعاني من سعال حاد، وشاب ربما على موعد مع حبه الجميل، ساعتان وحق الزهراء البتول، (الكيا) كانت تمشي كالسلحفاة، الركاب في الكيا تصوروا ان انفجارا وقع وكل هذا الزحام والركام بسبب هذا الانفجار، ولكن شخصية لماحة قالت وبهدوء: (لا عمي لا انفجار ولا هم يحزنون، هاي يمكن شخصية ايرانية او شخصية كبيرة زايرة بيت الحكيم)، يشهد الله، اقسم بيد الزهراء الطاهرة كنت اتقرضم من الالم،ليس حبا بعمار الحكيم، بل حزنا على الناس، حزنا على التشيع والشيعة،حزنا على هذا الشعب حزنا على الفقراء الذين راح المجلس الاعلى وغيره من القوى الاسلام السياسي يستغل طيبتهم وبؤسهم، الى اي مدى وصل الاستهتار بالناس يا مجلسنا الاعلى، وانت لا مجلس ولا اعلى ولا اسلامي، لقد تريثت، قد يكون كلام هذا الرجل ليس له واقع، حتى وصلت الى قصر السيد عمار وترجلت السيارة عمدا لاسال عن سبب هذا الزحام طبعا كانت ساحة القصر الامامية، الفلكة،مزدحمة بسيارات الشرطة والمرور ويبدو شرطة سرية ايضا، وكما فعلت مرة سابقة سالت احد الشرطة قال عمي عندهم مؤتمر، اجاب الثاني شخصية كبيرة زائرة،ولست ادري عمار الحكيم موجود ام لا، ولكن النتيجة هي ان السيد عمار هو المسؤول عن اهانة الناس بهذه الطريقة البشعة التي تؤكد ان هؤلاء متجبرون طغاة، وقد لعلع لساني في وقته وامام الناس نقدا وهجوما على الظاهرة، قال شاب طيني مسكين، عمي ذولة قادتنا استهزاء ومرارة في نفس الوقت،

سيد عمار هذه المرة الثالثة تقريبا اصادف هذه الانتكاسة الانسانية، اتركوا الناس تفتش عن خبزتها، وعن راحتها، اعملوا مؤتمراتكم في وقت لا يزاحم راحة الناس الفقراء، تذكروا زين العابدين عليه السلام يوم كان يروح للحج

تذكرت السيد عمار عندما يندب ويضرب نفسه ضربا عنيفا حزنا على سيد الشهداء، وقارنت ذلك بهذه الحالة فاستغربت التناقض

الى الان وقد اتصلت تلفونيا بصديق ليقول لي الى الان الزحام متراكم، ودوار قصر السيد عمار محاط بالسيارات العسكرية والماطورات المرورية، والناس تشق طريقها بالكاد وسط زحام مريع

لقد انتقدت هذه الظاهرة قبل سنتين وكان الجواب ان السيد ما يعلم بذلك، وهو احرص من غيره على راحة الناس،وانا اقول ان السيد يدري بذلك،ولكن لا يهمه الناس ولا راحتهم، وسواء كان السيد موجودا في قصره او لا فالظاهرة محسوبة عليه

ما هو ذنبي انا انتظرساعتين كي اصل الى مكاني، ما هو ذنب امراة عجوز وحق الزهراء العظيمة كانت تدعو من كل قلبنا على السبب؟

صدقني هذا ليس بصالحك، لو كنت بدلك اهجر هذا لقصر، ارتدي ثياب العسكر واذهب الى الجبهات اقاتل مع ابن شمهودة وابن زهرة، وابن الحفافة صبيحة، وابن بائعة الخبز غزالة، واترك الناس تمضي الى بيوتها واعمالها بحريتها ولا ازاحمهم بحجة زيارة شخصية او اجتماع للمجلس او شي من هذا القبيل

لا ادري ان كنت في القصر ام لا، ولكن الذي ادري ان القصر كان سببا وراء زحام وعطال رهيب، تسبب في اذية العباد والبلاد، وكان القصر محاطا بالماورين، قال احدهم والله يا عمي حتى انا ضجت، لان هاي الناس بيش مطلوبة

لا اريد ان اعظ، فالوعظ مهنة غيري، ولكن اقولها صارحة انت اذيت الناس بهذه الطريقة سواء بصورة مباشرة او غير مباشرة،

لقد تعمدت ان ابقى اراقب الحالة المشاومة، كان هناك استياء كبير من الناس، منهم من كان ياكل لفة فلافل، ومنهم من كان يشرب السكارة، والجميع يحدقو ن باعينهم الساخطة والخائفة في نفس الوقت الى هذه الرتل العسكري، وقد كانت سيارة الكيا هي الاخرى تبكي سيدنا لتقول اين حقي

اين حقي

والضمير من وراء القصد

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم