صحيفة المثقف

لكي لا تدفن الرؤوس في الرمال

ادخلت المسيرة المليونية الباريسية السرور الى نفوس العرب والمسلمين المسالمين فالبرغم من الاعداد الهائلة للضحايا التي قدمها العرب والمسلمون لاجرام التنظيمات الارهابية المتطرفة داعش والقاعدة والنصرة وسواها لم تخرج في اي دولة عربية او اسلامية تظاهرة مليونية تشجب جرائم هذه التنظيمات كتظاهرة باريس .

والبحث عن ثقافة هذه التنظيمات الهمجية لايحتاج الى جهد ليعرف انها ثقافة وهابية سلفية كتلك التي تعتنقها "السعودية" و "قطر" . والمثير للسخرية ان هذه الدول تشجب كذلك ممارسات هذه التنظيمات الهمجية!

وهذا ليس بدون سبب لان معارضة اساليب هذه التنظيمات من الاكثرية العربية المسلمة حدت بهذه الدول لركوب موجة استنكار اعمالها الهمجية ضد المدنيين في اكثرها ومنع الشكوك التي تحوم حولها عن تمويل وتسليح هذه التنظيمات من "السعودية" و"قطر" .

وهذه الدول لا تستطيع تنكر وتتنصل من فتاوى شيوخها وتكفيرهم للاخرين مسلمين وغير مسلمين لمجرد وقوفهم ضد القتل والتخريب والابادة التي تقوم بها هذه التنظيمات الهمجية في الدول العربية واوربا وامريكا واينما يمكن ان تصل باعمال وحشية تشوه الدين الحنيف وسماحته .

و"داعش" كما هو واضح مشروع امريكي سعودي قطري لتحويل العراق الى محمية امريكية كالسعودية ونهب ثرواته بعد توهيب مناطقه الغربية ويستعمل نفس اساليب ال سعود ومشايخ الوهابية باخضاع الجزيرة بترويع السكان وقتل المخالفين والتمثيل بجثثهم كما يفعل داعش في المناطق الغربية والشمالية في العراق .

فالسعودية مرتهنة وتدين ببقاء ال سعود في السلطة لامريكا مقابل الثروة النفطية في الجزيرة وبعض العرب وهذه الحقيقة لا يمكن اخفاؤها بعصرنا الذي توفرت فيه وسائط اتصالات فورية تفضح جميع الزوايا الظاهرة والمخفية في السياسة والعلاقات بين الدول في الشرق والغرب.

وتريد توهيب مناطق غرب العراق عن طريق داعش تمهيدا لتوهيب باقي مناطق العراق وهدفها بغداد ولكنها فشلت بفضل الوعي والحشد الشعبي وموازين القوى لانها تضر بمصالح دول الاقليم فدخلت ايران كطرف سياسي وعسكري بهزيمة داعش خوفا من خطرها ومن التغيرات الجيوسياسية في المنطقة نتيجة سيطرة داعش على المناطق الغربية والشمالية .

ومما ساعد على تراجع او وقف زخف داعش في كركوك وضواحيها شعور الاكراد بالخطر فبذلوا جهدا استثنائيا لمحاربة داعش ذهب نتيجته اكثر من 700 مقاتل من البيشمركة والمدنيين من غير الاكراد بمدينة الموصل وكوباني السورية التي يحتلها داعش منذ عدة شهور ويقاتل الاكراد بمساعدة قوات التحالف لاعادة السيطرة عليها دون جدوى .

يمكن ان نقول ببساطة مخطط السعودية قطر امريكا فشل لكثرة معارضيه بتغيير الخريطة السياسية غرب وشمال العراق وبغداد بتوهيبها ومن ثم تحويلها الى محمية امريكية على غرار السعودية وقطر وسواها لان داعش ثقافة همجية متخلفة يرفضها اغلبية سكان المناطق الغربية الحضريين وسكان بغداد .

ومسيرة باريس المليونية التي جابت الشوارع على اعلى مستوى طعنة جديدة للهمجية الجديدة القديمة ممثلة بداعش والسعودية وقطر برعاية امريكية فاشلة ، ولكن المؤسف ان امريكا نجحت الى حد ما بداعش وقطر والسعودية باستنزاف ثروات العراق وثروات المنطقة ومالها نتيجة لزدياد اعداد المعارضين لها من العرب والمسلمين الفشل مستقبلا .

 

قيس العذاري

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم