صحيفة المثقف

رؤى على خلفية تسليم الموصل إلى داعش (1): في كل يوم يسقط قناع لحلفاء الشيطان

ali jabaralfatlawiدائرة النفوذ الأمريكي في المنطقة واسعة، تضم دولا وسياسيين، وجميع هؤلاء يرتدون أقنعة لإخفاء وجوههم الحقيقية، لكننا نشهد هذه الأيام تقريبا في كل يوم يسقط قناع لتتكشف وتظهر خيانة الخائنين لشعوبهم، ولسوء الحظ عندنا في العراق الكثير من هؤلاء السياسيين المقنعين بالوطنية الزائفة، لكن الشعب العراقي بدأ يتعرف على هذه الوجوه الكالحة من خلال نتائج أفعالهم الشنيعة على الأرض إرهاب وفساد ومحسوبية وخيانة لشرف الأمانة، ولهاث وركض وراء المناصب والمصالح الشخصية، وتمزيق لوحدة الشعب العراقي .

الأيام أسقطت الكثير من الأقنعة خاصة بعد تسليم الموصل إلى داعش صناعة أمريكا وإسرائيل الجديدة في المنطقة، والواقع والمؤشرات يؤكدان أنه في كل ظرف يتجدد ستُصنع منظمة إرهابية جديدة حسب الحاجة والمصلحة الأمريكية والصهيونية تحمل اسما لم نسمع به من قبل، واليوم عندما قصفت أمريكا مواقع لداعش في سوريا حسب إدعائها، سمعنا أيضا أن أمريكا قصفت مواقع تعود لمنظمة لم نسمع بها من قبل هي (خراسان)، وخراسان هي المنطقة الممتدة من أفغانستان إلى باكستان وأوزبكستان، وتتواجد فيها منظمة القاعدة، وهذا يعنى أن مقاتلي خراسان أجانب جاءوا من هذه المناطق التابعة لمنظمة القاعدة الإرهابية وتدعي أمريكا إن خراسان متحالفة مع منظمة النصرة .

قالت أمريكا أنها قصفت مواقع تابعة لهذه المنظمة الجديدة ومواقع لداعش، هذا إنْ كانت صادقة في ادعائها، فلا ثقة للشعوب بما تقول أمريكا لأنها كاذبة ومخادعة وعدوة للشعوب التي تتطلع إلى الإستقلال بعيدا عن نفوذها، وإنْ صدقت أمريكا أنها تقصف مواقع داعش فهذا يعني إنّ داعش أو غيرها من منظمات الإرهاب التي كانت أمريكا ومحورها تدعمها طيلة السنوات الأربع وهي تمارس أرهابها في سوريا سيتحول مسار عملها إلى مكان آخر، أو تبقى مجرد هيكل ربما تتجدد فيه الحياة في المستقبل حسب مصلحة أمريكا وإسرائيل وحلفاؤهما من دول الشر في المنطقة، لأن جميع هذه المنظمات الإرهابية تدار من أمريكا ومحورها من الدول الغربية والعربية وهي جميعها متوحدة في فكرها التكفيري المتطرف، لأنّها من منبع فكري واحد هو المذهب الوهابي، لكنها مختلفة في مهامها وواجباتها حسب الأوامر من المنتجين والداعمين .  

في العراق بعد أن بدأ الطيران الأمريكي والدول الحليفة بالعمل، أخذنا نلمس نتائج جاءت لصالح داعش، إذ تقدمت وأحتلت هيت وكبيسة في الأنبار، وأخذت تهدد مناطق أخرى من مواقع تحتضن داعش وتساعدها على التمدد، كما أنّ الطيران الأمريكي شلّ حركة الطيران العراقي بل أنهى حركته في بعض المناطق فجاءت النتائج حرية أكثر لداعش، وأعطت أمريكا لصنيعتها داعش فترة ثلاث سنوات داخل العراق لترتيب الوضع لصالح أمريكا وحلفائها، أرى داعش وسيلة لتحقيق غايات متفق عليها، كذلك تقدم وحصار داعش لمدينة ( عين العرب ) الكردية في سوريا رغم الإدعاءات الأمريكية قصف مواقع داعش مؤشر آخر إضافة لما يجري في العراق على النوايا الأمريكية السيئة، الشعب العراقي والسوري يتمنيان أنْ يريا نتائج على الأرض لصالحهما وليس لصالح داعش، ضحية جرائم داعش هو الشعب العراقي والسوري وشعوب المنطقة الأخرى، وهذه السنيورهات كلها لخدمة الصهاينة كي تقرعين إسرائيل وحلفائها من السلاطين العرب الذين قدموا مليارات الدولارات لأجل تحقيق هذا الهف الخسيس ؛ أمريكا اليوم لاعب محترف يتقاضى أتعابه من البائع والمشتري، فحكام الخليج يدفعون والعراق كذلك يدفع ثمن الصواريخ والطلعات الجوية، أما مصاريف العدوان على سوريا فهي مدفوعة سلفا من (كرماء العرب في الخليج) سلاطين الجور ناهبو نفط الشعوب، وكل هذا اللعب يجري من أجل أنْ تقرّ عيون بني صهيون .

الأردن أحد دول منظومة النفوذ الأمريكي، وجميع دول هذه المنظومة لها علاقات مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل، وقد تبادل الأردن السفراء وأقام أحسن العلاقات مع إسرائيل منذ فترة طويلة، كذلك هو طرف في مؤامرة تسليم فلسطين إلى الصهاينة، سياسة دول هذه المنظومة تتحرك ضمن حدود دائرة مرسومة لا تتعداها، وجميع دول هذه المنظومة لها وجهان حقيقي مخفي، وآخر ظاهرلا يعكس سياسة وتوجهات هذه الدول الحقيقية، فهو قناع يخفي تحته حقائق لا تُكشف للجمهور خوفا من العواقب، لكن في كثير من المواقف ورغماً على النظام تظهرالهوية الحقيقية من خلال فلتات في السلوك في هذا الموقف أو ذاك، وقد يتفاجأ الجمهور في هذه المواقف، لكن لا مفاجأة لأصحاب الخبرة، لأنهم يعرفون الوجوه الحقيقية لهذه الدول، كما يعرفون الوجه الأمريكي المزيف الذي يظهر إلى العالم بغير الوجه الحقيقي، فالإزدواجية الأمريكية باتت مكشوفة ومعروفة من جميع الشعوب في العالم، ووجوه الحكام العرب المزيفة أيضا ظاهرة لكل ذي عينين .

بما أنّ الأردن دولة متقدمة في المنظومة الأمريكية، فمن الطبيعي أن يظهر بوجهين لأن هذا نسق عمل لحكومات المنظومة، وربما يتصور الحاكمون في الأردن أنهم غير معروفين للشعب الأردني والشعوب العربية، لكن نؤكد أنّ الوجه الحقيقي للأردن معروف رغم عمليات التجميل التي تجري بين فترة وأخرى، كيف يمكن إخفاء الوجه الحقيقي للأردن وسفير الكيان الصهيوني جالس في عمان يتآمر على المقاومة والبلدان العربية الداعمة لها ؟

علاقات الأردن مع إسرائيل ليست خافية على أحد فمنذ احتلال فلسطين من الصهاينة عام ( 1948 م ) ولغاية يومنا هذا والأردن طرف مهم في دعم الصهاينة وتهجيرالشعب الفلسطيني، هذه الحقائق غير خافية على الشعوب، كذلك نعرف الشعوب أنّ مهمة دول المحور الأمريكي سواء كانت خليجية أو غيرها الوقوف بوجه المقاومة ضد العدو الصهيوني، ومحاربة أي نشاط يتعاطف أو يدعم المقاومة عند هذه الشعوب، ومن مهام هذه الحكومات أيضا تبني وعرض الإسلام على الطريقة الأمريكية، وتتولى السعودية قيادة هذا التيار، وأهم ما يتصف به الإسلام الأمريكي تبني الإرهاب نظرية وتطبيقا، مع عرض للإسلام بطريقة مشوهة، وبذلك تقوم السعودية بعدة أدوار في المنطقة من أجل خدمة أمريكا وإسرائيل، علما أن السعودية اليوم تتضايق بل لا تقبل أن ينافسها أحد على دورها الخدمي هذا، سواء كان حزبا مثل (الأخوان المسلون) أو مؤسسة مثل الأزهر، أو دولة مثل قطر وتركيا فهي لا تقبل بأي نوع أو درجة من درجات المنافسة، لكن مثل هذه المنافسة موجودة اليوم على أرض الواقع، يوجد مثل هذا الصراع لكنه صراع نفوذ وليس صراع فكر، كذلك الصراع الذي نسمع به بين منظمات الإرهاب مثل الصراع بين داعش والنصرة في سوريا يدخل ضمن هذا المحور، ولا ننفي وجود صراع أيضا بين السعودية وإيران لكن هذا الصراع من نوع آخر، فهو صراع عقائدي فكري منهجي فالسعودية تتصارع مع دول المحور الأمريكي وهو صراع نفوذ، أما صراعها مع الدول خارج المحور الأمريكي فهو صراع عقائدي .

الحكام العرب بل سلاطين الجور العرب جلبوا الأذى والمهانة والعار للشعوب العربية والإسلامية، وشوهوا صورة الإسلام الإنسانية الناصعة، فأظهروا الإسلام دينا متخلفا دمويا عدوانيا يكره كل ما له صلة بالإنسانية، وهذا ما أفرح أعداء الإسلام والمسلمين، كذلك تودد هؤلاء السلاطين لإسرائيل واعترافوا بها وبعضهم تبادل السفراء معها، هذه المواقف زادت من الإحتقان الشعبي على هؤلاء السلاطين سيما وهم يقفون متفرجين عندما يتعرض الشعب الفلسطيني إلى العدوان من قبل العدو الصهيوني، وآخر عدوان قام به العدو الصهيوني على غزة أظهر زيف هؤلاء الحكام، ليس هذا فقط بل عندما خرجت الجماهير العربية والمسلمة وشعوب العالم الأخرى للتنديد بالعدوان، أصدر أحد وعاظ السلاطين من السعودية فتوى حرّم فيها التظاهر ضد إسرائيل، وهذا الشيخ هو ( عبد العزيز آل الشيخ ) رئيس ما يسمى (هيئة كبار العلماء) والمفتي العام في السعودية، وادّعى إن تقديم المساعدات الإنسانية خير من التظاهر، ولا أدري ما وجه التقاطع بين إرسال مساعدات إنسانية والتظاهر للتنديد بالعدوان ؟

ليت هذه العقول المتحجرة تعرف أن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى الإثنين معا والحاجة الأكثر إلحاحا هي حاجته إلى سلاح رادع من صواريخ أو قذائف وغير ذلك من أنواع الأسلحة، ولا يمكن إنكار أو تجاهل دور صواريخ الردع الفلسطينية التي أربكت العدو الصهيوني وأجبرته على قبول وقف إطلاق النار خارج الشروط الإسرائيلية، وكان لصمود وتضحيات الشعب الفلسطيني الصابر الدور الكبير في صنع الإنتصار، إضافة للدور الذي لعبته صواريخ الردع الفلسطينية في إفشال الهجوم على غزة، وقد فاجئت صواريخ غزة سلاطين العرب المنبطحين أمام إسرائيل وأمريكا، وهذا الموقف زاد من نقمة سلاطين العرب على إيران لأنها هي مَنْ زوّد الفلسطينيين بهذه الصواريخ .

كانت مهمة سلاطين الجور العرب مع وعاظهم المرتزقة بخصوص العدوان على غزة مرسومة لهم، وهي تقديم مساعدات إنسانية فحسب، ليس حبا في الشعب الفلسطيني ولكن للدعاية الإعلامية، وقد سمعت الشعوب العربية والمسلمة بعض شيوخ الوهابية الذين أفتوا بحرمة قتال اليهود في فلسطين، وعلى ضوء ذلك أعلنت منظمات الإرهاب في سوريا المدعومة من أمريكا وإسرائيل والسعودية وتركيا وقطر والإردن وغيرها من دول المحور الأمريكي بحرمة قتال الصهاينة، بل إنهم يتعاونون معهم في منطقة الجولان السورية .

الأردن مع دول المحور الأمريكي الأخرى مهمتها العمل على توفير الأجواء الملائمة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وترويض الشعوب على تقبل هذه المعادلة المهينة، مع قتل أي روح للمقاومة عند الشعوب العربية والمسلمة، فأعداء هذه الحكومات هم من يدعمون الشعوب لمقاومة إسرائيل، وأصداقاؤهم من يدعون للإعتراف بإسرائيل والتعايش معها .

نسق الحكم في هذه الدول وراثي سواء كان الحاكم ملكا أو أميرا، وهو أبعد ما يكون عن الديمقراطية، لكن هؤلاء الملوك والأمراء ديمقراطيون حتى النخاع لأن أمريكا تريد ذلك، وهذه هي الإزدواجية الأمريكية في تعاملها مع الدول والشعوب، في الحكم الوراثي يستلم الإبن الحكم عن أبيه، وقد يستلمه أحد أفراد العائلة الحاكمة كما في السعودية، ويكون الإستلام بالقوة أو التراضي حسب الأوامر من الأسياد،فمثلا في قطر استلم تميم حاكم قطر الأمارة عن أبيه بالتراضي، لكن والد تميم أنتزع الحكم من والده بالقوة بعد أنْ عزله وهو على قيد الحياة، وفي الأردن كان ولي العهد للملك الحسين أخاه الحسن بن طلال، لكن في أواخر أيام الملك حسين عزل أخاه وعين إبنه ( عبد الله ) وليا للعهد بناء على أوامر من خارج الحدود، بعد ذلك بأيام أصبح ملكا بسبب وفاة والده الذي كان مريضا في هذه الفترة .

استلم عبد الله الثاني الحكم وهو لا يزال شابا متحمسا وطامحا، ومن أول أيام تسلمه العرش في الأردن أخذ يعمل بجد ونشاط لإرضاء أمريكا وإسرائيل ومحورهما من الدول الأخرى الذين جاءوا به إلى السلطة، فجاء تصريحه الشهير للتحذير من الهلال الشيعي، إذ رحبت دوائر النفوذ الأمريكية والصهيونية بهذا التصريح واعتبرته بداية جيدة للملك الجديد، دعوة الملك الجديد عبد الله الثاني تهدف لغرضين ظاهر وباطن، الظاهر إثارة النعرة الطائفية في شعوب المنطقة تحت عنوان مقاومة المد الشيعي، لخلق صراع طائفي يصب في مصلحة أمريكا وإسرائيل، من خلال تقسيم دول المنطقة طائفيا أو قوميا خاصة تلك التي تدعم المقاومة ضد الكيان الصهيوني، علما إنّ أحدث النوايا الأمريكية للإنتقام من الدول الداعمة للمقاومة تقسيم كل دولة إلى عدة دويلات دينية متطرفة بحيث يكون لكل منظمة إرهابية دويلة خاصة بها، وقد ظهر هذا السيناريو في سوريا، ولا بأس إنْ تصارعت هذه الدويلات مع بعضها مثل صراع داعش والنصرة لأنّ في ذلك خدمة أكبر لأمريكا وإسرائيل، هذا المشروع المستحدث أشار إليه السيد حسن نصر الله في إحدى كلماته والوقائع على الأرض أثبتت صحة توقعات السيد حسن نصر الله، في رأيي هذا هو الهدف الظاهر للتحذير من الهلال الشيعي، أو ما سماه بعض السلفيين الطائفيين من الأخوان المسلمين في مصرالمد الشيعي، وكأن الخطر هم الشيعة الداعمون لحقوق الشعب الفلسطيني، وليس الإسلام الأمريكي التكفيري الذي أشاع الإرهاب في البلدان العربية والإسلامية المتهادن مع إسرائيل .

دعوة مقاومة الهلال الشيعي أوالمد الشيعي دعوة ظاهرها مقاومة الشيعة وباطنها مقاومة كل توجه لدعم المقاومة ضد إسرائيل بغض النظر عن الإنتماء الديني أو المذهبي، في تقديري إنّ التحذير من الهلال الشيعي، جاء بسبب خوف سلاطين العرب حلفاء إسرائيل مع سيدتهم أمريكا من الشيعة، لأنهم الأقرب إلى المقاومة على عكس التيارالسلفي الوهابي الذي يقود الإرهاب في العالم باسم الإسلام خدمة لإسرائيل .

أعترف بايدن نائب الرئيس الأمريكي في( 3 / 10 / 2014 م ) أنّ حلفاء أمريكا وذكر بالإسم ( السعودية والأمارات وتركيا ) يدعمون الإرهاب، وهذا أول اعتراف أمريكي علني يذكرالدول الداعمة للإرهب بالإسم، طبعا وهناك دول حليفة لأمريكا أخرى تدعم الإرهاب لم يذكرها بايدن مثل قطر والأردن وغيرهما، لكن أمريكا لا تعتبرالمنظمات المدعومة من هذه الدول في الوقت الحاضر إرهابية، لأنها تؤدي دورا لأمريكا في دولة معينة ونعني سوريا، وجميع الدول الداعمة للإرهاب التي ذكرها بايدن أو لم يذكرها يهادنون إسرائيل ويخدمونها ويعترفون بها، بل أفتى بعض شيوخ هذه الدول من وعاظ السلاطين بحرمة قتال الصهاينة في فلسطين .

إذا جمعنا طرفي المعادلة مهادنة إسرائيل مع دعم الإرهاب الذي وظف للإنتقام من أعداء إسرائيل الذين يدعمون المقاومة، تبين السبب الذي دفع التيار السلفي الوهابي لإنتاج منظمات الأرهاب للإنتقام من الشعوب التي تتعاطف مع المقاومة لتمزيقها وإضعافها، بهدف خلق ذاكرة جديدة لا تعادي إسرائيل، ليتحول إهتمام الشعوب من العداء إلى إسرائيل إلى البحث عن الأمن الذي صادره الإرهاب السلفي المهادن لإسرائيل، أنتج التيار السلفي الوهابي منظمات الإرهاب لتقتل الشيعة والسنة الذين يؤيدون ويدعمون المقاومة، الإرهاب اليوم موظف لمحاربة الحكومات والشعوب الداعمة للمقاومة، ووفق هذه المعادلة توجّه الإرهاب صوب سوريا والعراق ولبنان لأنّ هذه الدول تدعم المقاومة، وهذا هو السبب الحقيقي المخفي لعداء الشيعة من قبل أعوان إسرائيل وأمريكا، سواء كان هؤلاء الأعوان حكومات أوحركات دينية متطرفة أومنظمات إرهابية، فالهدف الكبير لأمريكا وأعوانها هو خلق الأمان لإسرائيل، ومن أجل هذا الهدف أنتجت أمريكا والصهيونية والفكر السلفي المنتسب للإسلام الفوضى باسم (الربيع العربي) في الدول التي فيها حراك شعبي ضد العدو الصهيوني، مثل مصر وتونس وليبيا واليمن، واستثنوا دول المحور الأمريكي ذات الحكم الوراثي التي تمتلك الثروات النفطية لأجل استمرار تدفق النفط إلى أمريكا وحلفائها، ولأجل استمرار دعم هذه الدول للإرهاب الذي يخدم الأهداف الأمريكية والصهيونية، وبات معروفا إنّ جميع منظمات الإرهاب تديرها دوائر المخابرات الخليجية بالتعاون مع دوائر المخابرات الأمريكية والصهيونية .

الأردن إحدى الدول التي تغطي عداءها للمقاومة بقناع مقاومة المد الشيعي، والعراق له نصيب كبير من هذا العداء، إذ يعيش في الأردن الآن أبنة صدام (رغد) وتتمتع بحرية كاملة في تدبير المؤمرات ضد العراق مع قيادات حزب البعث الأخرى، كما يعيش في الأردن الكثير من المطلوبين بسبب جرائم إرهابية، وكان للأردن دور في تسليم الموصل إلى داعش، إذ عقد فيها مؤتمران لهذا الغرض، الأول قبل احتلال الموصل والآخر بعد الإحتلال، سنتطرق إليهما في الحلقة القادمة من المقال .

 

علي جابر الفتلاوي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم