صحيفة المثقف

ما أشرفَ الأقلامَ! أنْ تتلطّفا

karem merzaإهداء إلى العالم الأديب الكبير أ.د. عبد الإله الصائغ، وموقع مؤسسة النور الثقافية بمناسبة الاحتفاء بكاتب هذه السطور بدعوة من الصائغ الكبير

 


 

ما أشرفَ الأقلامَ! أنْ تتلطّفا / كريم مرزة الأسدي

من الكامل التام:

 

قدْ يجمعُ الإنسانُ في آمــالهِ  ******  آلامــــهُ، فيُعَدُّ ذاكَ تعسّفا

رهفاً لِمَنْ رفـدَ الصحاب َ بظلّهِ  *** وظليلهِ علماً وشعراً مُرهفا

هذا هو النجفُ العراقُ تمامهُ  *** قـد ضـــاعَ منهُ رجالهُ فتخلّفا

***

يا سابق الخيراتِ للنـورِ احْتفا **** إنّي أشاطركَ الهمومَ ومَنْ جفا

كمْ ليلةٍ قد عشتُها ضنكَ السّـدى** ما كادَ وهج (النّور) حتّى يشرفا

تلك الليالي حلكة ٌ في ظلمها ** وظلامها أنّــــى تلامــــسُ مُسعِفا؟

لا بلدتي تلــــــك التي أمطرتها ** كُتباً، فتهــــــتُ مغرّباً ومُنجّفا

هـذا أنا أأبى التّصـنعَ رافضاً** ســرّي لعيناً، مظهري قــدْ زُخرفا

 

 

ما أشرفَ الأقلامَ ! أنْ تتلطّفا

(عبدَ الإلهِ) وكنتَ أنتَ الألطفا

 

إيهٍ عميدَ العلمِ : أوفى رتبـةٍ

أسديتَها، ولقدْ عهدتُكَ مُنصفا

 

فشهادة ٌلي مـِــنْ عُلاكَ شهادةً

أزهـو بها ها... ذا أجلُّكَ مُشرفا

 

لمّــــا تجشّمتَ الحقـائــقَ صــادقاَ

خلّفتَ خلفَكَ مـَـنْ يهــزّكَ مُــوْقفا

 

لا، لنْ يُهزُّ مِنَ الرواسـي طودُها

بلْ رسَّختْ مَـنْ ضيّـفتهُ  مُرفرفا

 

قــــدْ يجمعُ الإنســـانُ في آمــالهِ

آلامـــــهُ، فيُـــعَدُّ ذاكَ تعسّـــــفا

 

رهفاً لِمـَـــنْ رفــــــدَ الصحاب َ بظلّهِ

وظليلـــــهِ  علمــــاً وشعراً مُــــرهفا

 

مُذْ يومُهُ المعطــــــاءُ، بحــــــرُهُ أمّة ٌ

فـــد زادَ زاداً  كـي تصبَّ وتغــرفا

 

هذا (الشّـــــريفُ بصـــــورةٍ فنّيّــةٍ)

مــدَّ (الزّمـانَ الجاهليَّ) وأردفا (1)

 

(معيــــــارُهُ النّقديّ ُ) (إبـداعٌ) لِما

شهد (التّوقعُ واقعــاً) ومخلّفا (2)

 

(موســـوعةُ ُالأعلامِ) مدرسة ٌبها

قممٌ يحـجّ ُلها الرّجالُ تطوّفــا (3)

 

يا (بابلـــــــــيَّ الحلمِ): (عودة ُطائرٍ)

من (عشقِ مملكةٍ، تنامُ ) تلهـــفا (4)

 

هذا هــــــو النجفُ العـــــراقُ تمامهُ

قد ضــــاعَ منهُ رجالــــــــهُ فتخلّفــــا

***

 

يا ســـــابقَ الخيراتِ للنــــورِ احْتفا

إنّي أشـاطركَ الهمومَ ومنْ جــفا(5)

 

يـــا أيّها الرجـــــلُ الكبيــــرُ محطةً ً

ناجيــتُ قبلكَ (فائقاً) و (مثقــفا)(6)

 

كـــمْ ليلةٍ قـدْ عشتُها ضنَكَ السّـدى

مـــا كادَ وهجُ (النّور) حتّى يشرفا

 

تلكَ الليــالي حلكـــة ٌ فـي ظلمِها

وظلامِها أنّــى تلامــــسُ مُسعِفا؟

 

خمســــــونَ عامـاً ضيّعتني هائماً

ما ذقــــتُ فيها موطنـــــاً أومألفـا

 

لا بلدتي تلــــــك التي أمطرتها

كُتباً، فتـتُ مغـــرّباً  ومُنجّفا (7)

 

أنــا ابن كوفة (أحمدٍ) و (محمدٍ)

دررُالكلامِ، جواهـرٌ نبعُ الصّفا (8)

 

لغـــــة ٌأطوّعها كبـــــعضِ أناملي

أنّــى أشــا، أبدعتُــــــــها متصرفا

 

وتشعّبـــــتْ منّي العلــــومُ عديــدةً

عقبــاي قدْ شبَّ الضّرامُ وما انْطفا

 

هـــــــذا أنا أأبى التّصــــنعَ رافضاً

ســرّي لعيناً، مظهري قــدْ زُخرفا

 

همّـــــوا على ســـقطِ المتاعِ تهافتاً

نحــنُ الصّميمُ، إذا تساقطَ  مَنْ هفا

 

هـــــذا الذي أودى العـراقَ بأهلــهِ

قِيَم ُ النفـــــاقِ، ومن يصولُ مـزيّفا

 

بلــــــدٌ أضعنـــــاهُ طـــوائـفَ عــدّةً

هـــــذا الذي قد رسّـــــموه تطـــرّفا

 

هــــــذا أنا عرقُ الصّراحةِ ريشــــتي

أرخــــصتُ مَنْ قدْ دار ظهرهُ مجحفا

 

مـاذا بقى - يا دهرُ- من عمــــر الهبا

حتّــى تضيّـــعهُ الســــنون تــــأفـّفــا

 

(قيـــــلٌ وقـــالٌ) والدوائــــــرُ خلفها

تغري الجهولَ، وللمصائبِ مَنْ خفى

 

لا للصـــغائر، والعظائم هــــــــمّتي

فيضُ السّــماحةِ كــــي تجدَّ و تتْحفا

***

 

يا (نـــــــور) مرحى للأحبّةِ جمعهم

كرمـــــاً، وهــــذا العقدُ يشهدُ بالوفا

 

مرّوا كما مــــــرّ الســــحابُ خميلةً

قــــد أينعوا طيبــــاً، وقلبــاً مُرشِفا

 

لـــــي أخوةٌ قـــــد رافقوني لمّـــــة ً

لـولاهمو جـــــفَّ اليــــراعُ توقّفا

 

كـــــــم غرسةٍ لي في رباكِ شتلتها

أجهــــــدتُ نفسي كي تجودَ فتُقطفا

 

وأنامُ ملءَ العيـــن ترضــــى أمــة ٌ

وختــــــامُ قولي أنْ أكــرر مُعْطفا

 

ما أشــــرفَ الأقلامَ ! أنْ تتـــلطّفا

(عبد الإلهِ) وكنـــتَ أنتَ الألطفــا

 

.....................

(1)، (2)، (3)، (4): إشارات وتضمينات لأسماء بعض مؤلفات أ. د. عبد الإله الصائغ

 1 - الصورة الفنية في شعر الشريف الرضي، خطاب البلاغة

 2 - الزمن عند الشعراء العرب قبل الإسلام

3 - الصورة الفنية معيارا نقدياً

 4 - الإبداع العربي بين الواقع والتوقع

 5 - الخطاب الإبداعي الجاهلي والصورة الفنية - القدامة وتحليل النص

 6 - النقد الأدبي الحديث وخطاب التنظير - النظرية وتحليل النص

7-  موسوعة الصائغ الثقافية

8  عودة الطيور المهاجرة : شعر.

 9 -  حلم بابلي : قصص أطفال.

 10 -  - مملكة العاشق  أغنيات للأميرة النائمة : شعر.

11  - سنابل بابل : شعر

هنالك مؤلفات عديدة أخرى لأستاذنا الدكتور، ليس هنالك علاقة بين التضمينات والإشارات وأهمية المؤلفات.

(5) ( فائق محمد حسين الخليلي) وهو روائي وقاص عراقي كبير، له عشرون مؤلفاً في هذا المجال، كتب عني وعن مؤلفاتي العديد من المقالات، فنظمت قصيدة رائعة بحقه، من الكامل أيضاً، والمثقف : مؤسسة المثقف، وقد نظمت في حقها قصيدة بعد تكريمي بدرع المثقف 2013/ من البسيط.

(6) أ.د.  عبد الإله الصائغ هو صاحب فكرة الاحتفاء بي، وتلبية لدعوته تم الاحتفاء، وتقلدت هالة مؤسسة النور الثقافية  للإبداع الفكري والثقافي، ونادى الرجل بمداخلة خاصة، ودعا رؤوساء الجامعات العراقية في الداخل والخارج بمنحي شهادة الدكتوراه الفخرية بترقيتين، (7) وتضمنت القصيدة إشارات لدعوته.

 (7) إشار إلى مؤلفين لي وهما ( تاريخ الحيرة... الكوفة... الأطوار المبكرة للنجف الأشرف)، و ( نشأة النحو العربي ومسيرته الكوفية - مقارنة بين النحو الكوفي والنحو البصري)، وهنالك مقالات عديدة عن شخصيات وأعلام نجفيين كبار، وكل مقالة تتضمن العديد من الحلقات، إ ضافة لقصائدي الملحمية عن الجواهري العظيم.

(8) إشارة إلى المتنبي وقوله ( والدرّ درٌّ برغم من جهله )، ومحمد مهدي الجواهري.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم