صحيفة المثقف

حوار مع الأديب الإنسان العراقي محمد رشيد:

mohamad rashedاحلم بسماء صافية لم تفض بكارتها طائرات الفانتوم، والاباتشي ..

منذ طفولتي شعرت بوجع وطني العراق وهو (جريح) وكلما كبرت وهو ينزف والآن هو (ذبيح) لا بسبب تعدد الأطياف او... او....

( ما يزال الاديب العراقي محمد رشيد ينظر إلى غده بتفاؤل .. معطياً كل ما يملك من وقت وجهد ومال من اجل وطنه مسخرٌ نفسه لخدمة الثقافة والسلام والتعايش والتسامح .. ونذر ذاته للطفولة كونه سفير لحقوقها لتصنع مستقبل خالٍ من الحروب .. يؤمن تماما بان الأدباء وأقلام المثقفين هم رسل السلام الحقيقيون الذين وهبهم الله للعراق وهم قادرون تماما على دحض الصراعات ولديهم القدرة على نشر المحبة والسلام والتسامح واللاعنف لو نصبوهم في هرم مراكز القرار لأنهم الأصلح وليس الأقوى.. إنسان وهو يشدو في حوار خاص مع الاعلامية أمة الله الحجي ليحلق بنا على اجنحة حبه لوطنه والانسان والادب ليرسم بالكلمة بسمة أمل على ثغر وطنه ..لتخفف آلام وأوجاع الناس .. فإلى الحصيلة :

 

س1: عرفنا اكثر عن محمد رشيد .. محمد رشيد .. القاص .. الشاعر .. الانسان والعطاء .. اين تجد نفسك اكثر ؟!

ج1: في مجال القصة دخلت بإحتراف وتميز ووضعت بصمتي في تاريخ القصة العراقية وصدرت لي(4)مجاميع قصصية (و.أ في 98)عام 1993 و(ساعة الصفر) 1997و(للنهر مرايا مهشمة)2002 و(جنس جديد) قدمته للقصة القصيرة (لقطات قصصية) صدرت عام 1996 في فترة الحصار بعنوان (قمة حلم) تضمنت اللقطة القصصية الواحدة مشهدين متضادين فيها صراع بين الخير والشر وقد اشاد بها بعض النقاد منهم،الناقد العراقي سليمان البكري حيث اعتبرها     {رؤية فلسفية تحمل الحداثة والتجديد في فن القصة القصيرة }في دراسة نشرت في الجريدة الرسمية القادسية عام 1996،والذي ُكتب عن تجربتي من قبل ُكتاب وأدباء متميزين أكثر مما كتبت من قصص منها (أنماط التعدية ولغة الفعل) دراسة أسلوبية وفق نظرية هاليدي للنحو الوظيفي عن (قمة حلم) للناقد سمير الشيخ \1997- سيمفونية الرماد ثقوب في ذاكرة الحرب للشاعر ماجد الحسن \1997 - (القاص محمد رشيد في مرأة النقد الأدبي) للناقد عبد الجبار داود البصري/ 1998 - معالجة موضوعة الجنون في قصة (ثقوب الذاكرة) للناقد د. حسين سرمك حسن   2001- (الآخرون هم الجحيم في قصص محمد رشيد) للناقد حسن السلمان \ تحت الطبع ) وأكثر من (20) دراسة نشرت في الصحف العراقية والعربية.  

وفي مجال الشعر كانت نافذتي لدخول عالم الكتابة ايام مراهقتي كتبته عاشقا لكي امنح حياتي ومن أحب طقوس مقدسة سحرية فيها جماليات عالية المستوى بحيث جعلتني الكتابة أعيش مع الزهور والموسيقى والعنادل والفراشات .

أما المجال الإنساني فهو طريقي الحقيقي الذي وهبني الله فيه هدايته وجعلني اشعر بألم المظلوم وجوع الفقير وحاجة اليتيم لكي اقدم لهم ما وهبني الله من نعم من خلال أصدقائي وأهلي ومن أحب .

 

س2: بصفتك مؤسس دار القصة العراقية وعدد من مؤسسات الثقافية والإنسانية ما الذي تشعر انك قدمته لوطنك ؟ وهل تؤمن ان القلم والادباء هم رسل سلام لدحض الصراعات خصوصاً في بلدكم العراق؟

ج2: لوطني العراق قدمت له ما يستحق من ديون كانت في رقبتي تضمنت (دار القصة العراقية )أسستها عام 1999 ووصفت من قبل أدباء مهمين بأنها" محج الادباء العراقيين" و(مهرجان جائزة العنقاء الذهبية الدولي الرحال) الذي أسسته عام 2003 و اعتبر أطول مهرجان دولي في العالم حيث أن فترة دورته 3 سنوات . و(مهرجان الهُرّبان السينمائي الدولي) الذي أسسته عام 2009 . و(برلمان الطفل العراقي )اول تجربة ديمقراطية للطفل في العراق ورابع تجربة في الوطن العربي الذي أسسته عام 2004 . و(مؤتمر القمة الثقافي العراقي) عام 2011 الذي يعتبر أول مؤتمر قمة ثقافي في الوطن العربي . و(الجمعية العراقية للتسامح واللاعنف) التي أسستها عام 2013 وغيرها .

أُؤمن تماما بان الأدباء وأقلام المثقفين هم رسل السلام الحقيقيون الذين وهبهم الله للعراق وهم قادرون تماما على دحض الصراعات ولديهم القدرة على نشر المحبة والسلام والتسامح واللاعنف لو نصبوهم في هرم مراكز القرار لأنهم الأصلح وليس الأقوى .

 

س3: العراق يمر بآلام افقده توهجه ..وتصنع حزنه خصوصاً بتعدد الاطياف المتصارعة على أرضه .. هل لدى محمد رشيد الأديب الإنسان آمال بالفجر من خلال رسالته الأدبية التي يقوم بها؟

ج3: منذ طفولتي شعرت بوجع وطني العراق وهو (جريح) وكلما كبرت وهو ينزف والآن هو (ذبيح) لا بسبب تعدد الأطياف او....،لم اسمع بحياتي أن الأطياف في بلدي تصارعوا على شيء بل كانوا إخوة متحابين على مر العصور لكن الإرادة الدولية هي من خلقت الانقسامات والصراعات من خلال منح الأموال وإعطاء المناصب والدليل أنا اسكن مدينة العمارة جنوب العراق فيها حزمة من الزهور العطرة من الالوان والاشكال الذي يسمونها (هم) الاختلافات (المسلم،المسيحي،المندائي، اليهودي، الشيعي،السني، التركماني، الكوردي) وغيرهم كلنا كنا ولازلنا إخوة متحابين نؤمن بالمحبة والسلام والتسامح والعيش المشترك. وأنا متفائل جدا أن الذي مر سيكتب ضمن حقب التاريخ الأسود الذي فرضه علينا من تلطخت أياديهم بدماء الأبرياء هؤلاء الذين قتلوا (عمر) وذبحوا (علي) بسكين واحدة.

 

س4:اسست برلمان الطفل العراقي .. لماذا ؟! وهل ترى من تأسيس برلمان للطفولة في اي وطن علاقة بنمائها وتوجيه اطفالها وحماية حقوقهم وتمكين الطفولة من لعب دور في صناعة مستقبلها؟

ج4: برلمان الطفل هو الحاضنة الحقيقية لاتفاقية حقوق الطفل الدولية بمعنى انه المستقبل الذي سينقذنا من الإرهاب والقتل والاختطاف والحروب، انه أملنا الوحيد جميعا .

 

س5: كتبت للمرأة وللوطن .. ما هي العلاقة بينهما ؟!

ج5: الوطن في نظري ليس بقعة جغرافية التي يسورها جبل او يمتد على حدودها بحر او تفصلها صحراء، الوطن عندي هو الأم التي أرضعتني حليبها.... والأخت التي وهبتني حنانها... والابنة التي أسعدتني بمستقبلها .... والحبيبة التي تعطرت بعشقها واستنشقت عبيرها والتي غطتني بشلالات شعرها

 

س6: أسست جائزة العنقاء الذهبية للمرأة العربية، ما هي فكرة الجائزة ولماذا تحديداً تُعنى بالمرأة ؟!

ج6:جائزة العنقاء الذهبية الدولية للمرأة المتميزة، هذه تمنح فقط للنساء المتميزات بمناسبة (يوم المرأة العالمي) 8آذار من كل عام ضمن احتفالية مركزية تقام أما في العاصمة بغداد او في مدينتنا العمارة ولكن توجد عدد من جوائز العنقاء الذهبية الدولية مثل(ميدالية العنقاء) تمنح للمبدعين الشباب تحت سن الاربعين و(قلادة العنقاء) فوق سن الاربعين و(تاج العنقاء) تمنح للمبدعين الرواد الذين اضافوا اغصانا لشجرة الابداع العالمية و(وسام العنقاء للابداع الخالد) للمبدعين الذين تسامت ارواحهم الى السماء و(جائزة العنقاء للتسامح) وغيرها هذه الجوائز كلها منحت للرجال والنساء في جميع الاختصاصات منذ عام 2003 والى الان اول مبدع منحت له هو (الروائي يشار كمال) في شهر تموز عام 2003 في اسطنبول كما منحت لسيدة المسرح العربي (الفنانة سميحة أيوب والموسيقار نصير شمه والفنانة فردوس عبد الحميد) في مصر عام 2008 و(الروائي محمود دولت آبادي) في إيران كذلك اسم الكاتب سعد الله ونوس في دمشق عام 2004 و(الكاتب جاسم المطير والفنان خليل شوقي وفنانة المقام العراقي فريدة والفنانة بيدر البصري والفنانة شوقية العطار) في لاهاي والفنانة (نادين والفنان ايمن زيدان) في دمشق والناشطة في مكافحة الاتجار بالبشر(مريم المالكي والفنان على ميرزه) في الدوحة و(الكاتبة سمر المزغني) في تونس و(الفنانة هند كامل والتشكيلية وداد الاورفلي والروائية بتول الخضيري) في الأردن والناشطتان في حقوق المرأة (رويدا مروه وجمانة مرعي ) و(المفكر د.عبد الحسين شعبان) في بيروت وغيرهم.

 

س7: هل تؤيد انضمام الأدباء والمبدعين لأي انتماء سياسي أو طائفي أو مذهبي ولماذا؟

ج7: ارفض هذا تماما لأنهم سيتجردون من إنسانيتهم .

 

س8: ما علاقة نشاطاتك المجتمعية بنشاطاتك الثقافية؟

ج8: النشاطات الثقافية هي بالأساس لب المجتمع واذا جعلت أي مجتمع يرتقي للثقافة والفنون والتنمية البشرية بمعنى إننا أسسنا مجتمعا راقيا من الطراز الأول.

 

س9: هل القلم سلاح يستطيع الكاتب ان ينازل به السلاح الناري؟

ج9: على الصعيد الفكري والثقافي نعم، ولكن في ساحة القتال كلا، لان الغلبة ستكون للأقوى وليس للأصلح .

 

س10: حققت أشياء كثيرة لوطنك وللإنسانية والطفولة والمرأة .. ما الشيء الذي تشعر انك تريد تحقيقه ولم يتسنى لك؟

ج10: في ذهني أحلام كثيرة لم أحققها خصوصا بعد تكريمي قبل شهرين بجائزة (وسام الثقافة العراقي) من قبل مؤسسة سومر للعلوم والآداب والفنون في هولندا، شعرت وقتها بأنني ولدت من جديد وأعلنت في الاحتفالية من خلال كلمتي ( ولادتي الثانية ) وقلت بان كل الذي قدمته من انجازات كان بمثابة تمرين ووعدت بأنني سأقدم الأفضل والأكثر فائدة لوطني وللعالم.

 

س11: كلمة اخيرة تود قولها؟

ج11: معا نُحّلق في فضاء الثقافة وحقوق الإنسان والتسامح من اجل ان نغير خارطة العالم للأجمل ...

احلم بسماء صافية لم تفض بكارتها طائرات الفانتوم .. والاباتشي...

احلم بسماء تحلق فيها سنونوات .. وعنادل .. وفراشات تمطر علينا ألوان أجنحتها .

 

اجرت الحوار أمة الله الحجي /اليمن

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم