صحيفة المثقف

سنابل آتية وأنا ماضٍ

abdulelah alsauq

تعويذة استسقائنا والمطر النَّثِيث

لا تُغيث!!

 


 

سنابل آتية وأنا ماضٍ / د. عبد الإله الصائغ

 

مَنْ رأى مدينتي

مدينتي

أزِقَّةٌ تُفْضي إلى أزِقَّةٍ تُفضي إلى أزِقَّةْ

فيها السَّراديبُ بيوتُ النَّمْلِ

يا نمنمةَ المغيبْ ....

يا رَمْلَها والطيِّيبْ

يا غابةَ القبورِ والأشباحْ

يا جُرْحَها تلعقُهُ الأشباح

مدينتي تُنُّور

يولَدُ فيها النُّور

يُحْرَقُ فيها النُّور

أُحِبُّها أُحبها لو شربتْ دمائي

أُحِبُّها كَوْناً بلا أسماء

أُحِبُّها ......

حينَ بكيتُ عادتِ الأشواكُ جُلًنار

واختنق المدارُ في جمجمتي وغصتُ لا قرار

جمجمةُ السيِّد لا تُغيث

بسملةُ الميِّتِ لا تُغيث

تعويذة استسقائنا والمطر النَّثِيث

لا تُغيث !!

مدينتي كَرْكَرَةٌ غَيَّبَها المُغني

تبَّتْ يداهُ ثَمِلاً وتبّْ

الآكلُ السُّحْتَ فما أغناه هذا الوطنُ البستانُ

والنهران والغرينُ والذَّهب

 

السيِّدُ الحميري {وفارقْتَ جيراناً وأهلَ مودَّةٍ ومن أنتَ منه حينَ تُدعى وتُنسبُ}

                 {فأنتَ غريبٌ فيهمو متباعدٌ كأنَّـــــــــــكَ مما يتَّقونَكَ أجربُ}

 

ميثم التمار {يا جَبَلَةُ ، لو نظرتِ الشمسَ حمراءَ كَدَمٍ عبيط ، فأعلمي أن الحســـين قد قُتِلَ! أما أنا

فسيأخُذُني العتلّ الزنيم ليصلبني على باب ابن حريث في سوق كناسة الكوفة }

الحميري والتمار والصائغ : نُحِبُّها نحبها وَلْتُمْطِرِ السَّماءْ

.............

 

دماء دماء دماء

شيءٌ ما أراه ‍‍‍

لو ينزلُ المطرْ !! لو

لو مرَّةً تغتسِلُ الأشجارُ بالمطرْ

وحُلَّةُ الغبارِ والصَّغار والدخان والخزف

تنأى عنِ النجف

لو ينزلُ المطرْ !! لو

أنزلُ للشارعِ عُريانَ أُغنِّي : يَتُها المدينة

أتعبني الغبارُ والدخانُ والخزف

أرقني اللاشيء يُدمي الشيء

أرقني الطُّحْلُبُ مسروراً برَشْفِ القيءْ

ياهذهِ الغرقى الى النَّهدينِ باللؤلؤِ

والنبيذِ والأشلاءِ والصَّدَف

جئتُكِ عُريانَ لأعترف ..

 

قراءة في كتاب الملاحم والفتن

الصفحةُ الأولى

مُبْتَدأُ النّاموس يالله يالله : أنْ يغفوالمخمورُ في الصلاه !! أن تشرقَ الشمسُ من المغربِ أن تتَّسخَ الأشياءْ

أن يشرقَ القدِّيسُ بالرِّياءِ حينَ تلِدُ العاقِرُ جُعْلاً يملأُ السماءْ

غناء ..

الصفحةُ الثانية

أشُمُّ عطرَ الخبز في الدماء

أسمع رعدَ الأهلِ في الدماء

ألمحُ وجْهَ اللهِ بالدماء

يا وطني سعديك إنَّ باحةَ الأشلاء

تفتَّحَتْ زهورْ

وإن عصْرَ الوأدِ والوباءْ بِذُلِّهِ يدور

تقابلَ الزمانُ والزمانْ ! تقابلَ القاتلُ والمقتولُ فالرصاصُ مهرجانْ

تقابلَ اليتمُ الذي أفاق َ والرفاقْ والبلطاتُ مهرجان

تقابلَ الجلادُ والأحفادُ في نيسان فالميلادُ خطوتان

ويبدأُ الطُّوفان ..

 

زهْرَةُ بيبون لسنابل

رِشَّنيْ عِطْراً تجِدْ صدريَ أندى

لا تقُلْ شيئاً ، دعِ الصمتَ يُذِبْ دنيايَ أهواءً ووجدا

يصِلُ الآنَ إلى عينيكَ لَغْوُ الروحِ ، أمطاريَ التي تُزهرُ رعْدا

يَصِلُ الآنَ !! .........

يا أغانِيَّ بوحي ....

لكَ وجْهٌ يُطِلُّ من مرآتي بينَ ليلٍ ماضٍ وآخـــــرَ آتِ

يا وليفي خذني لناركَ زيتاً وانسَ أهليْ وحارتي ولُداتي

ثمَّ جمرٌ سعيرُهُ في ضلوعي هلْ مَفَرٌّ وأنتَ في خطواتي ؟!

فتغنِّي الدماءُ فيَّ وأمضي فلعلِّي أذوبُ فــي الطرقات

قالَ ليْ الليلُ والصّباح بعيدٌ !! إمنحي الضَّوْءَ لهفةَ العتمات ...

رشَّني طَلْعاً وَخُذْ عُمْرِيَ وَعْدا

إنني البحرُ تمسُّ الريحُ أمواجِيْ فتهدا

إنني القاعُ يناغيني هدوءُ السطحِ واللاشيءْ

تمضي سفُنُ البوحِ على طينيَ رأدا ... !!

إنني المُهْرَةُ تهفو لصهيلِ الليلِ من مُهْرٍ علندى

رشَّني عِطْراً وزدني مطراً أمنَحْكَ شَهْدا ..

فردوس كاظم شاه ولي ...

وكان الليلُ أغنيةً على الشطآنِ تمضي دون تذكارِ

وكان الرعدُ يُمْطِرُ نارَهُ والناسُ تركضُ والهوى ثلجٌ وطيرُ الروحِ للنار

هنا يا أيها البدويُّ أبتديءُ وأنْطَفِيءُ

وعندي الملْحُ والصبَّيرُ والصَّدأُ

وتَلْثَغُ طِفْلَةٌ : أُوّاهِ من عاري ....

بلادي ، يابلادَ المقْتِ إنَّ قُريشَ تتبعني وتتعبني

أرى الماضينَ والآتين تحت الجلْدِ ينتحبون

ومضْتُ وملَّني وهني ..

ألا تبَّاً لطينكَ أيُّها المجنون

لمستَ طفولتي في ليلِكَ المهنوءِ بالقارِ

دوارٌ واعتراني الطَّلْقُ ياربِّ : سألتُكَ باسم طُهْرِ الموتِ والنار

أعدْني مرَّةً ألقَ الذي ألقاه !! أعدني (طفلةً) ياربِّ للدار

أعدْ ليْ وهْلةَالقدّاحِ في الزمنِ !!

فعمري داخَ بين الباب والبوابْ

نزفْتُ وطلْقتي وطني

نزفْتُ وقلتُ للوثَنِ : غداً ألقاك بالكفن..

 

عبدالإله الصائغ ... قصايد ونصوص

ولاية مشيغن الأمريكية 2003 ضاحية هامت رامت

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم