صحيفة المثقف

عبد الجليل البرزنجي .. الطبيب والأعلامي في ذمة الخلود

amir hushamأنتقل الى جوار ربه يوم الرابع من شهر شباط/فبراير 2015 أستاذ طب الأطفال العراقي الدكتور عبد الجليل البرزنجي. وقد عرفته في كلية طب جامعة بغداد في نهاية السبعينيات من قرننا الماضي طبيبا للأطفال فاضلا، حريصا على تدريس الطب لطلابه الذين سعوا للأستفادة من خبراته العملية في مجال كان ولا يزال العراق بأمسّ الحاجة أليه.

ولد الدكتور عبد الجليل خليل البرزنجي في الرابع من نيسان /أبريل عام 1932 في مدينة بغداد. وقد تدرّج في دراسته حيث تخرّج من كلية الطب بجامعة أنقره التركية وعمل بعد ذلك في مستشفى كندر في مدينة برلين الألمانية حيث أكمل دراسة الماستر الطبية. وفي عام 1966 زار المملكة المتحدة وعمل كطبيب مقيم دوري في أحد مستشفيات الأطفال فيها وذلك عام 1967/1968، كما عمل خلال نفس الفترة في مستشفى السنت ماري في لندن حيث ألتقى بزوجته ساندرا. وقد أكمل المرحوم البرزنجي دراسة الدبلوم في طب الأطفال حينذاك ليكون مؤهلا للعمل في واحدة من كبريات مستشفيات الأطفال في بريطانيا تلك هي مستشفى:

Great Ormond Street Hospital

وقد كان عمله الطبي وقتذاك بأشراف الأستاذ البريطاني بونهام كارتر، طبيب الأطفال المعروف عالميا. كما عمل الدكتور البرزنجي كرئيس الأطباء المقيمين في طب الأطفال في مستشفى شمال مدينة شفيلد الأنكليزية وذلك للأعوام بين 1969-1972. وقد توضحت عنده الرغبة في التثقيف الصحي لعامة الناس وذلك من خلال مشاركته في برنامج للتلفزيون البريطاني في بداية السبعينيات كان بعنوان عالم الغد.

وقرّر الدكتور البرزنجي أن يصحب عائلته ويعود للوطن الأم عام 1972 حيث عيّن حينذاك طبيبا للأطفال في مدينة الطب وعضوا في قسم طب الأطفال في كلية الطب بجامعة بغداد. وقد غادر العراق لأتمام دراسة الدكتوراه في طب الأطفال في لندن وذلك عام 1974 حيث أنهى دراسته في 3 سنوات وطلع ببحث متميز دار حول حول وفيات الأطفال الرضع المفاجأة. وبعد أن أنهى دراسته وحاز على شهادة الدكتوراه عاد الى العراق ومنصبه العلمي السريري وحتى عام 2001 حيث تقاعد من عمله.

وقد عرف عن الدكتور الأستاذ عبد الجليل البرزنجي حبه وموهبته في الرياضة وسباق الركض السريع حيث كان يتفوق على الكثيرين. كما كان ينظّم السباقات الرياضية لطلبة وأساتذة الكلية الطبية وله خبرته وباعه الطويل في ذلك.

أضافة الى خبرته في مجال ألقاء المحاضرات العلمية على طلبة الدراسات الأولية والعليا في كلية طب بغداد، تميز الدكتور البرزنجي بقابليته في الأعلام العلمي ونشر المعرفة والثقافة الصحية بين أوساط المجتمع من خلال شاشة التلفزيون. وحول ذلك أستطاع من أقناع أدارة تلفزيون بغداد في بداية الثمانينيات من قرننا الماضي ليقوم بأعداد وتقديم برنامج الأسرة والطفل الأسبوعي التلفزيوني والذي كان له دوره المهم في تعليم الأم العراقية على العادات الصحية الأيجابية في رعاية الطفل وفي مختلف المراحل العمرية.

لقد توفي الدكتور عبد الجليل البرزنجي بين أهله في ليدز البريطانية بعد أصابته بمرض الجلطة الدماغية وهو بعمر ال82 عاما. قال عنه الأستاذ الجرّاح عبد الهادي الخليلي وهو حاليا المستشار الثقافي العراقي في واشنطن:

"تميز جليل بخلق عال وحب للمريض والابتسامة الدائمة على محياه وحبه للرياضة وتميزه بها ورغبته الصادقة في تثقيف الامهات من خلال التلفزيون والإذاعة.

يتساقط الأحبة في ميدان الحياة ممن رعى الوطن بكل طاقاته بتفان واخلاص من خلال الطب وغيره، وينتقلوا الى الرفيق الأعلى ولكن بعيدا عن الوطن الحبيب، غرباء حتى لحظة مغادرتهم الحياة وفي القلب حسرة وفي الحلق غصة من فراق تراب الوطن الحبيب. ولكن هذا هو الزمن يقسو كما يحلو له"

رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم