صحيفة المثقف

تنوير.. أم حريّة تعبير؟ رد على مقالة عدنان شمخي الجعفري

safaa alhindiلا ندري في أي خانة منهما نضعها مقالة كاتبها (علامات ظهور الامام المهدي المنتظر .. وأوجه الشبه بينه وبين ابو بكر البغدادي) المنشورة في المثقّف، او هكذا منشورة في موقع آخر (ابو بكر البغدادي واوجه الشبة بين المنتظر المهدي الامام ظهور علامات). فلا هي تنوير ونقاش فكري اسلامي علماني ألحادي.. الخ، في دراسة او بحث مُؤسّس ومدعوم بالأدلّة والبراهين. ولا هي تعبير عقلائي اخلاقي منصف مبني او يستند أمّا من وقائع ترتبط به او اعتقاد وفهم خاص تجاه قضية الامام المهدي (عليه السلام). حتى تُحتسب ويقال عنها، انها حرية فكر ورأي وتعبير، او أقلّه تقع في هذه الخانة.

وإلا فإن رأي وفهم الكاتب هذا او أي أحد آخر غيره لفكرة وقضية الامام المهدي (عليه السلام) بهذا الاسلوب، اقل ما يقال فيه انها (سفسطة وانحراف وتشويه متعمّدة)، نابعة من تخلّفه وجهله وقلّة وعيه وعدم اطّلاعه بثقافة حرية الفكر من جهة، وعدم استيعابه ومعرفته هذه العقيدة من جهة ثانية.

كذلك عنوان المقالة شيء، وحشوها يتحدث عن شيء اخر !. ولانعرف ماهي العلاقة او وجه التشابه او ماهي القواسم المشتركة بين قضية الامام المهدي (عليه السلام) وبين اللعين ابو بكر البغدادي..؟.

منذ آلاف السنين وعلى امتداد تاريخ البشرية والفسق والفجور والجوع والحرمان والظلم والطغيان والتجبّر والدمار والخراب مستمرّا والدماء مازالت تُسفك بحق وغير حق الى حدّ اللحظة، أليس الاولى ان يسأل الانسان العاقل نفسه، لِمَ لم تستطع البشرية نفسها طوال آلاف السنين ان تصنع دولة عالمية واحدة يعمّها الامن والسلام والحياة الرغيدة ولماذا عجزت عن تحقيقه؟.

دعكم من الامام المهدي (عليه السلام)، الآن اتركوه وأعتبروه غير موجود اصلا ولم يُبشّر به في أي زمن وفي أي ديانة كانت، ولتسأل البشريّة نفسها بدلا من التشكيك به، لماذا هي عاجزة عن تحقيق الامن والسلام والسعادة والرخاء في ربوع المعمورة؟، ولماذا دائما الامام المهدي (عليه السلام) موضع تشكيك والمُستهدف من قبل توجّهات وافكار وشبهات وفكر الفاشلين؟. ولماذا لم يستطع جهابذة الناس وعلماءهم ومفكّريهم ان يصنعوا دولة عالمية عادلة لحد الآن..؟.

حقيقة الامر بصورة او بأخرى، علموا بذلك او لم يعلموا، أغلب اهل الارض هم اعداء الامام المهدي (عليه السلام). ويمكن اللجوء الى القرآن الكريم للتأكّد من حقيقة هذا الامر لبيان صدقيّة هذا الزعم من كذبه، طبيعة الامام المهدي (عليه السلام) هو حق وداعية حق وايمان محض وعدل محض. فكيف يرتضيه من وصفهم الباري سبحانه بهذه الاوصاف (اكثرهم لايؤمنون) (اكثرهم يجهلون) (أكثرهم لفاسقين) (اكثرهم لايشكرون) (أكثرهم للحق كارهون) وغيره الكثير من الآيات الكريمة التي تصب في هذا السياق فالقران يؤيد ان اكثر الناس لايمكنهم ان يرتضوا بالمهدي في باديء الامر. إلا بعد ان يبسط سلطانه على سائر اهل الارض والسماء.. وسيرضى عنه ساكن السماء وساكن الارض على حد تعبير النصوص المعصومة.. وستبايعه الناس على امر جديد وسلطان جديد لم يعتادوه من قبل على خطى جده النبي الامجد محمد (صلى الله تعالى عليه وآله وسلم).

وهنا فقط سنفهم الناس ويفهم جناب (الكاتب) وكل المشكّكين والمدّعين سر الحملة (التطهيرية الدامية) والتي لن يكون لنا فيها إلّا (مسح العرق والعلق) ثمانية او تسعة اشهر كما في النصوص. حاملا الامام (عليه السلام) سيفه على عاتقه ليلا ونهارا (لايأخذ من قريش إلّا السيف ولايعطيها الاّ السيف..).

هذه مقدمة او شرح أوّلي بسيط لأعداء الإمام المهدي (عليه السلام) أما ماذكره الائمة المعصومين (عليهم السلام) فاليكم جملة منها:

اولا كما هو منصوص ومعروف ان العدو الاول هو الاعور الدجال واتباعه، والثاني هو السفياني واتباعه.. (بصرف النظر عن التأويل وماهي مصاديق المفهومَين).

ثالثا ويوجد مَن يدعون التشيّع وهم ايضا سيكونون من اعداء الامام المهدي (عليه السلام) وأليكم الادلّة من روايات اهل البيت (عليهم السلام)..

عن الاما الباقر (عليه السلام) (لو قد قام قائمنا بدأ بالذين ينتحلون حبّنا فيضرب رقابهم) الايضاح فضل بن شاذان ص208/209.

عن الامام الصادق (عليه السلام) (اذا قام القائم.. الى ان يقول: (ثم يتوجه إلى الكوفة فينزلها وتكون داره ويبهرج (يهدر دمائهم) سبعين قبيلة من العرب) غيبة النعماني /284.

عن الامام الصادق (عليه السلام) (اذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب والفرس الا السيف ولايعطيها الا به) البحار 13/200.

عن الامام الصادق (عليه السلام) (إذا خرج القائم ينتقم من اهل الفتوى بما لايعلموا فتعسا لهم ولاتباعهم أوَ كان الدين ناقصا فتتموه ام كان به عوجا فقوّموه) الزام الناصب 2/200.

عن الامام علي (عليه السلام) (كيف انت اذا اختلفت الشيعة هكذا وشبك اصابعه وادخل بعضها في بعض فقلت يا امير المؤمنين ما عند ذلك من خير قال (الخير كله عند ذلك يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدّم سبعين رجلا يكذبون على الله ورسوله فيقتلهم ثم يجمعهم الله على أمر واحد) البحار 52/115.

عن الامام الصادق (عليه السلام) (اذا قام القائم سار الى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر الف نفس يدعون البترية عليهم السلاح فيقولون له ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة فيضع فيهم السيف حتى ياتي على آخرهم) الإرشاد للمفيد /343.

فأي مصيبة أعظم على الاسلام والمسلمين من مصيبة هؤلاء أهل الفتوى أئمة الظلالة المتأسلمين المتشيّعين زورا وهم الآن سكوت وفي صمت مطبق على الظلم والجور وأنتهاك الحرمات.. بل هم المشرّعين لسفك الدماء وأزهاق الارواح والسلب والنهب وكل صور واشكال العنف بحجّة حماية الدين والمذهب والمقدّسات.. وأرتموا في احضان الشرق والغرب، في احضان الرافضين لدولة الامام ورمزها وقائدها قائم آل محمد (عليه السلام) ليستحقوا بعدها القتل بالسيف بعد النصيحة والموعظة التي لن تجد طريقا في هذه الرؤوس المتجبّرة ولامحلّ لها في هذه ألقلوب ألقاسية الفارغة إلّا من النفاق والجهل والعصبية البغيضة. وسيأتيهم فجاة وبغتة من غير الوجهه التي كانوا يرقبونها ويتوقعونها.. لأجل هذا يسفك الدماء ياجناب المشكّك ليستأصل الشرّ ويحقّ الحق ويقيم العدل ويبسطه وينشره في كل انحاء الارض، فتنعم البشرية كل البشرية في ظل دولة العدل الألهي المنشودة.. فهل يوجد شبه او وجهة مقارنة بين الخير كل الخير وبين الشر كل الشر..؟.

ماهو الشيء القدسي الباقي الذي لم يطعن به ويقدح ويشكّك فيه التنوير وحرية الفكر والتعبير العصرية؟ حتى القرآن الكريم لم يخلص من هذه المفاهيم والافكار الشاذّة والمنحرفة وصار (شعرا من شعر شاعر) وليس قرآنا من عند الله!. ماذا أبقَيتم؟ حتى الرسل والانبياء (عليهم السلام) ورسالات السماء لم تخلص منكم وقال الشذاذ بأن الله لم يبعث رسالات ورسل وانبياء في أوروبا واميركا واستراليا وفقط حصرهم في منطقة الشرق الاوسط، رغم قوله سبحانه: " إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير) "فاطر/24). إننا لسنا ضد حرية الفكر والتعبير بحد ذاته بل ضد هذا اللون وهذا الفهم والاسلوب والسلوك الخاطيء، ضد هذه الثقافة الدخيلة على مسمّى هذه الحرية.

 

للاطلاع على مقال عدنان شمخي الجعفري

http://almothaqaf.com/index.php/aqlam2015/889604.html

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم