صحيفة المثقف

هامان

ryad alasadiكم أنا غبي لأصطحبك

كلّ تلك القرون؟

 


 

هامان / رياض الاسدي

 

أيها الغر

زد في طوابقك

لن ترى أحدا

مئات الطوابق

وحاول أن ترى

لا أحد!

مركز التجارة العالمي

Ground zero

صرحك

يمكنك فعل المزيد هامان

ودعه يرى

ماّذا يرى

أيضا؟

أيها المجنون بالطوابق!

 

نحن

الذين وضعنا الموت مع الشاي

وقررنا لا حل

غير الفناء

ثم عقدنا العزم على

الايلاغ بالزوال حد النهاية

ثم

أعلنا أن ثمة أزمة

بالسكر اللندني

 

قول

سأموت بسبب الحب

وسالهج باسمك

في كل لحظة

أيها العظيم

امنحني ما يكفي

من الوقت

فقط

 

الفقر

فقر الروح أولا

وهذا الجدب

الذي تراه

جدب روحي

لا الصحراء

 

 

إلى ملحد

أتريد أن ترى الله جهرة؟

انظر إلى ألق عيني طفل

إلى حركة إبهامه

وهو يمصّه

في ساعاته الأولى

وتأمل

تأمل مليا

من أخترع كل ذلك البريق؟ من؟؟

الحي

هو

لا أحد غيره

 

برج اليابان

حتى تبلغ الأرض زينتها

ويظن الناس أنهم قادرون عليها

فيظهر ذلك الذي

يقطر من شعره الدهن

كأنه ولد توا

حبيبي

 

نور الجب

هذا النور المشعّ وسط الجب

والسندي يهز سوطه

وحدك في الجب ولا أحد غير الله

غريب وليس بغريب

يخافونك وأنت في الظلام

يخافون ذكرك

كما جدك العظيم حسينا

وحدك وحدك تعلمنا

أيها الأسمر السامق

ذو الجدائل الملفوفة بنور الرب

تتهجد ليل نهار

ومن ذا الذي يخبرك بمواعيد الصلاة غير الرب

بكى الرب والملائك كلما فاضت عيناك

كل دمعة تنير الجب

أي ليل وأي ظلام؟

خافوا حتى الظلام

ولا ظلام

 

فاطمة

هل ترين هذي السهول

هذي الهضاب

هذي الجبال

هذي الغابات

والأنهار

والأشجار

والأنفاس

وعبير الغبش

وضباب الاهوار

في الناصرية

وصياح الديكة

في الصباحات

وطيور الغاق

والسنونو المهاجر

وأنا

كل ذلك

من اجل عينيك يا فاطم

 

وهم

وهم كلّ ما كان

وهم ما سيكون

الحبّ وهم

الكره وهم

الحياة وهم!

لا شيء غير الله الحقيقة الوحيدة الماثلة

 

واحدة

عندما تعرّيت لأول مرة

عرفتك!

لست ممن بكيت تحت باب الكوفة

و"زيد الشهيد" عظاما معلّقة

لست أنت من خرج معي

من كهوف المسيحيين في المائة الأولى

كان "الشمر ذو الجوشن" موشوما على صدرك

وعلى ظهرك يهوذا مشنوقا

كم أنا غبي لأصطحبك

كلّ تلك القرون؟

 

لحظة

هل تستطيع أن تمتلك لحظة واحدة؟

جرّب

حاول

فعن أية ملكية تتحدث إذا؟

 

هو

هو

الذي في القلب هو الذي

ولا أحد سواه

حبيبي القديم

وشغف روحي

تملّكني لحظة فعرفت منه سرّ القرون

عجبا لأولئك الذين أداروا وجوههم

من لكم غيره إذا ما ادلهمت الخطوب؟

من لي إذا ما كثرت الذنوب

ومن ذا الذي يستر كبيرات العيوب؟

ترقّق لي والتفت

وأنا غفلان

أيّ أبله أنا؟!

أي حيران

تملكني من جديد

واحتضنني

كأب عطوف

لفتة جديدة تساوي عالمكم الفان

جرّبوه.. لن تخسروه أبدا

ولن تضيعوه

أيها الكسالى لحظة لن تفقدوه

معكم أنى حللتم

فاذكروه

أيها العشاق الجدد

اتبعوه

بابا الأول العظيم الكبير

الراعي القديم يهشّ على الغنم المبللة بالمطر

والذئاب تعوي

لا تتركوه!

 

أكبر من الموت

أيها الشمر القديم

لم تكن تحمل سيفا

وما حززت الرأس المقدس

هذه المرة

ولكن

ما الذي فعلته بنفسك؟

أأنت من أكل من السمك السماوي

ولم تؤمن

أية روح تحمل؟

سلمته بدراهم معدودة

أن تشنق نفسك قليل بحقّك

من الصعب التأكد أن الموت يليق بك

ثمة ما هو أكبر من هذا الموت

لو كنت تعلم

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم