صحيفة المثقف

المعطيات والنتائج العكسيّة أثبتت فشل فتوى الجهاد

safaa alhindiثارت ثائرة القوم عندما قلنا حينها ومازلنا نقول بأنها فتوى (الجهاد الكفائي) فاشلة وأنها وُلدت ميّتة وقلنا بأنها فاشلة وستكون (مشروعا) شاملا وكبيرا لسفك دماء العراقيين، وقد تم التحذير منها (الفتوة) منذ الايام الاولى لصدورها ومن استحالة تطبيقها بصورة صحيحة وانها ستشمل عموم المجتمع السنّي ولن تقتصر على (داعش) وحده وحسب، وقد اثبتت المعطيات الميدانية (العكسية) والنتائج (السلبيّة) اللاحقة حقيقة هذا الفشل، على اعتبار ان الاخير (داعش) أختلط مع الناس مجتمع تلك المناطق وصار من الاستحالة بمكان تمييزه ومعرفته ومن ثمّ استهدافه. وفعلا وقع ما تم التحذير منه وأرتُكبَت الجرائم وسُفكَت الدماء البريئة وأنتهكت الكرامة وأُبيحت الاموال والاعراض وصار عموم المكوّن السنّي هو المستهدف منها في جميع المناطق والمدن، الرمادي وصلاح الدين والموصل وديالى وبغداد وحتى في مدينة البصرة. يوميا تسفك الدماء، إجرام، أبادة وقتل وخطف ومجازر ترتكب بحق السنّة من قبل المليشيات ومجاميع ما يسمّى (الحشد الشعبي). فضلا عن سلب ونهب الاموال تحت مسمّيات (الغنائم)، ولازالت الجرائم والمفاسد ترتكب مستمدّة شرعيتها من الفتوة.

لقد أحدث هذه الجرائم هوّة عميقة وشرخا كبيرا في البُنية الاجتماعية للبلد وفتّتت اللحمة الوطنية بين مكونات المجتمع العراقي لايمكن ردمها او رتقها بحال، بسبب أن (الترجمة والتطبيق) لم يختص بـ مسمّى (داعش) وحده كما ثبت بل شمل كل مكون المجتمع السنّي في العراق، خاصّة والمتضرّر الاكثر هم سكنة المناطق الساخنة. فكانت هذه التطبيقات الشاملة الصور البشعة السبب الاستراتيجي والرئيس من مجموعة اسباب وعوامل تؤدّي الى الفشل. لكن للاسف لايريد المجتمع الشيعي التصديق بهذه الحقيقة.

الآن بعد ان فاحت رائحة جرائم ماترتّب على الفتوة وأنتشرت حتى أزكمت الانوف، صار من غير الممكن السكوت حتى من قبل مَن أصدرها نفسه وصار مضطرّا ان يُصدر (فتاوي) اخرى لاحقة لعلّه يُعالج هذا الفشل الانفلات والاجرام الذي ضُج منه و وصل الى عنان السماء بسببه. ومحاولة اصلاح وتقويم ما يمكن اصلاحه ظنا انه يمكن الاصلاح والخروج من هذا المأزق. بينما الحقيقة التي لايريد ان يفهما البعض هي ان تسجيل أي حادثة (عكسيّة) تُرتكب بحق فرد مسلم او غير مسلم من افراد المجتمع العراقي حتى لو كانت حادثة واحدة تعتبر كافية لأن تطيح بالفتوى وتذروها أدراج الرياح، فكيف والحال أثبت وسجّل ضدّها المئات من الحوادث والجرائم المتعمّدة والمقصودة أرتكبت بحق طائفة كبيرة من طوائف المجتمع العراقي؟.

من فتواه البيانية الجديدة بعنوان (توجيهات) التي هي عبارة عن توصيات متأخرة في محاولة للتملّص من تبعات هذه الجرائم، وُجهت الى مليشيات وعناصر الحشد الشعبي حول عمليات قتلهم العشرات من السنّة في المحافظات ديالى والبصرة والرمادي وصلاح الدين وبغداد منذ الفترة الماضية والى الآن، وحرق الممتلكات بيوتهم واراضيهم، اضافة الى عمليات خطف وذبح وقتل والتمثيل بجثث اثنين من مواطني محافظة الانبار الغربية الاسبوع الماضي قال السيستاني: (قتلكم للمدنيين واستباحتهم .. حرام .. حرام!). ماذا يمكن للانسان الواعي المنصف ان يستشف من هذه الحرمة المتأخرة؟، مؤكدا سيدرك ان السيستاني يعلم ويعرف جيدا بخطأ فتواه، وإلا، مالذي أستجد واستدعاه لهذه التوجيهات او التوصيات؟. وسيدرك ايضا ان هذه (الحرمة) جاءت متأخرة جدا وانها لن تفيد. فالحشود أوغلت في الجريمة وتلطّخت ايديهم بدماء الابرياء واغتصاب النساء وأنتهاك الحرمات، ومُلئت بطونهم بأموال السلب والنهب (الغنائم) والسرقات والمال الحرام. وبالتالي يتأكّد للعراقيين العقلاء والمنصفين، ان هذه التوجيهات المتلاحقة المتأخرة هي أقرار وأعتراف ضمني بفشل فتوى الجهاد.

من حقّنا ان نتساءل: اين كان السيستاني، ولِمَ لَم يُفتي ضدّ الاميركان عندما أحتلّوا العراق؟، ولِمَ هادنهم وأعتبرهم اصدقاء ومحرّرين؟، ولِمَ لم يسجّل موقفا (شرعيا و انسانيا و اخلاقيا) ضد الاميركان ولو من باب (الشجب و الأستنكار) الجرائم والافعال الشنيعة التي أقترفوها عندما قتلوا ومثّلوا وأغتصبوا السجناء من (النساء و الرجال) العراقيين في حادثة سجن (ابو غريب)؟. ان الشعب العراقي الآن أمام قضية مصيرية ليست سهلة ولا بالأمر الهيّن، واذا أراد النجاة والخلاص عليه ان يُحدّد ويتّخذ الموقف المصيري الصالح والصحيح مادامت الخيارات الشرعية والوطنية مازالت مطروحة أمامه. وكفى فقد مرّت عليه تجربة ثلاث عقود من الخنوع والانبطاح والذلّة حتى وصل الأمر الى استباحة الدم والكرامة والعرض والمال من وراء أتّباع هذه الجهة الاجنبية الدخيلة التي في كل يوم يثبت انها لاتريد الخير لا للعراق ولا للعراقيين.

 

جرائم المليشيات:

https://www.youtube.com/watch?v=M-S_ElXleO8&feature=youtu.be

https://www.youtube.com/watch?v=Cl_SLiO5lDA&feature=youtu.be

https://www.youtube.com/watch?v=4F80go2WKAg

https://www.youtube.com/watch?v=4F80go2WKAg

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم