صحيفة المثقف

التحالف العربي

chaleb al shabanderلم تكن حملة (الحزم) عفوية ولا هي بنت لحظتها بل بدا التخطيط لها منذ مجيء سلمان بن عبد العزيز خلفا للملك الراحل عبد الله ، فمن المعروف ان الملك الجديد من الصقور ومن دعاة توظيف القوة في العلاقات الدولية ، ولذلك ليس غريبا انه بدا بتغييرات شبه شاملة بهياكل المسؤولين في الجيش والداخلية وكل مرافق الدولة السعودية العسكرية والامنية ، وقد بدات بالتلويح الى تشكيل نواة قوة عربية للتدخل في حل المشاكل الاقليمية فيما القابع وراء الدعوة كما يبدو اهداف اخرى ، وفي مقدمتها الوقوف سدا بوجه ايران أو ما تسميه السعودية وحليفاتها التوسع الشيعي في المنطقة بل والعالم .

التحالف العربي هذا ليس بالركاكة والهشاشة التي يتصورها بعض المحللين خاصة من ذوي الاتجاه الاديولجي ، بل هو تحالف قوي ، عماده المال والنفط والجيوش والخبرة ، والغريب ان يكون السودان احد اعضائه البارزين ، رغم ان الجهمورية الاسلامية ذات علاقة قوية ومتينة مع السودان ، وسبق ان زودتها بالسلاح والمال في مواجهة مخاطر التقسيم، بل في مواجهة المخاطر الداخلية التي كانت تهدد حكومة البشير ، ومن يدعي ان هذا التحالف وقتي وهش عليه ان يتذكر ان باكستان دولة نووية ، وفيما قررت تركيا ان تدخل في الحلبة فإنما يعني ذلك تشكيل اكبر تحالف عربي اسلامي في المنطقة .

التحالف الجديد يثبت قدرة السعودية على استعادة المبادرة في قيادة العالم السني ، وانها فاقت تركيا في ذلك ، ولا استبعد ان تركيا سوف تكون احد الاركان القوية في هيكلية التحالف الجديد .

التحالف الجديد جاء ايضا لارسال رسالة واضحة الى الجمهورية الاسلامية الايرانية بانها ليست هي الوحيدة اللاعب في الشرق الاوسط ، وان هناك قوة قادرة ليس على المنافسة فقط ، بل المواجهة.

 

الحرب على اليمن

كانت قطر شاغلة الدنيا طولا وعرضا ، ولكن سرعان ما تهاوت سمعتها وبهت بريقها بعد ان قررت السعودية ذلك ، وخطت السعوية على هذا الطريق خطوات مدروسة ليس الان مجال الحديث عنها، وفيما جاءت هذه الحرب بقيادة سعودية واضحة تكون قطر قد استسلمت للقرار السعودي ، وليس من شك ان الكويت ذات منحى عقلاني في التعامل مع الازمات في المنطقة ولكن هي الاخرى انخرطت في هذا التحالف الذي يوصف بانه عربي ، والمعروف عن السودان اتجاهه الاخواني ، وتقاطعه الحاد مع المملكة العربية السعودية ، ولكن بلحظة البرق انضم الى التحالف بحماس منقطع النظير، وتركيا التي تعتبر الغريم القوي السري للسعودية في زحمة الصراع على قيادة العالم الاسلامي مع السعودية وايران ، وابو مازن يصدح من بعيد بانه مع قرار السعودية في جراتها هذه فيما قدمت الجمهورية الاسلامية الايرانية الكثير للقضية الفلسطينية .

ان العلاقات الدولية محكومة بقاعدة المصلحة وليس بقاعدة الحق والباطل ، وهناك مصلحة مشتركة بين كل الاعضاء المشاركة في هذا الحلف ، وفي مقدمتها المساعدات المالية الضخمة التي تقدمها المملكة لهؤالاء الاعضاء ، كما ان الخوف من التغول الايراني في المنطقة هو الاخر عامل يدخل في حانة المصالح ، بل هو من اهم العوامل هنا.

النقطة التي قد يغفلها كثير من المحللين ان هذا التحالف قد يتحول الن محور تحالف عسكري شعبي ، وليس تحالفا عسكريا فحسب ، اي يكون نقطة تحالف سني اممي يشمل العسكر والناس والاقتصاد والنفط والجغرافية ، الامر الذي يستدعي موازيا بنفس النكهة من ايران وحليفاتها ، حيث تتحول الى نقطة تحالف شيعي اممي يشمل العسكر والناس والاقتصاد والجغرافية ...

ولكن ماذا بعد هذا ؟

 

كيف تفكر المملكة العربية السعودية؟

اعلن الملك السعودي ان عاصفة الحزم مستمرة حتى تؤدي اهدافها على حد قوله في خطابه في مؤتمر القمة العربية ، وفيما تستمر حملات الطائرات السعودية على الحوثيين أعلنت بعض المصادر السعودية ان المرحلة قد تتطلب تدخلا بريا ، والتدخل البري سيكون مصريا بالدرحة الاولى ، وكل هذه مؤشرات تؤكد ان الحرب في بدايتها ، والقابل اعظم واخطر .

هناك اكثر من مقترب يمكن ان نستفيده من هذه الانعطافة الخطيرة في المنطقة يمكن ادراج بعضها هنا

الاولى : ان السعودية بارعة في عملها وتخطيطها السري .

الثانية : ان سياسة السعودية الاعلامية الرسمية تقريبا هادئة ولكن اجندتها الاعلامية قوية وعنيفة وتشكيكية وتحريضية .

الثالثة : في الوقت الذي يكون للسعودية اليد في نصب حكومات وعزل حكومات عربية واسلامية لا تعلن عن ذلك ولا تتبجح ، وما تفصح عنه الا بعد عقود

الرابعة : ان المحرك الاساسي لاصطفاف مصر مع السعودية العامل المالي اولا ومواجهة الاخوان ثانيا

الخامسة : لوحظ ارتفاع لهجة تركيا ضد ايران بسرعة مريبة فما هي الاسباب الكامنة وراء هذا التسارع الغريب

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم