صحيفة المثقف

اشمئزاز من بقايا شعارات مزيفة !!

mohsin alafiفي الكلام والسياسة قيل ما قيل، أما عما يروج من صراعات بين ربوتي الكلام والسياسة، بات واضحا وضوح شمس النهار، كلمات من هنا، وأخرى من هناك، تؤثث لنِيَّات مبيتة، تسُرُّ الذين تبَنَّوها، وتُغضِب من لا يجد في ذلك ضَالتَه، كذلك كان البعض فرِحا بالماضي وما حمل، حين كان له أن فعل ما أراد حيث عبث ودمَّر، وعاث فسادا في كل شيء، هكذا يأتي يوم على كل إنسان ليذيقه مما ذاقه الآخرون من المستضعفين والمظلومين، هؤلاء هم من داس على رقابهم ممثلوهم، بعد أن كان لهم الفضل في اختيارهم لتحمل المسؤولية نيابة عنهم، لينظروا في شؤونهم وليقوموا بواجبهم تجاههم على أحسن وجه، كما أشاروا في شعاراتهم وهتافاتهم أيام اضطرِارهم لقول ما قيل من عذب الكلام المكتوب بمداد من سراب، كانت كل وعودهم لنا تدعوهم ليشتغلوا ويكدوا ويجتهدوا، وتدعونا لنجدد الثقة بهم، لكن لاشيء من هذا ولا من ذاك، سوى:"parole ,parole"، وفي اعتقادهم أن ما يفعلونه، هو من أجل كل خير يبتغيه الناس لأنفسهم ولوطنهم، .لكن المفاجأة كانت، أن جاءنا منهم ما لم يكن في الحسبان، حين تغيروا، رغم أننا كنا دروعا تقي مسارهم من كل انسياق نحو مبتغى آخر، إلى حين وصولهم لأهدافهم ومطامعهم .

تنكروا !!جعلوا بيننا وبينهم سدودا منيعة، هم هناك يرتعون ويفعلون ما يحلو لهم، ونحن هنا نمشي رفقة قرارات تمخر أجسادها الخيبة ، يملأ قلوبنا البؤس والتذمر واليأس، هكذا وككل مرة نسير مع التيار الجارف، بعد أن كان السكون والهدوء يعلو طليعة جباههم ومحياهم ويميز حياتنا الماضية، ولكنهم الآن بما تهافتوا عليه، أنأى ما يكون الإنسان لأخيه الإنسان .

باعونا في سوق لم نكن ننوي أن نساق إليها والسياط تدمي أكتافنا وأضلعنا، لعلنا لم نستسغ الطريقة التي اقتادونا بها هذه المرة!!، حين كانت في ظاهرها تميل كل الميل لكل جميل، ولكن باطن كل الشعارات كان من قِبَله العذاب، بخلاف ما يبدو من ظاهرها تماما .

كنا كل مرة نحاول أن نجدد الثقة فيمن اخترناهم لخدمة مصالحنا والدفاع عن مكتسباتنا ونسامحُهم، ولكننا وجدنا فيهم كل الجحود، وكل الاشمئزاز من حالنا مع توالي السنين، خالونا قطيعا مسلوب الإرادة، عديم القدرة على تغيير حاله، وسخَّروا تواجدنا لتحقيق منفعتهم ومطامعهم واعتباراتهم ، ولكننا رغم كل شيء، لن نبتلع طعما آخر مهما حاولوا .

وصل السيل الزبى في سنوات بات فيها كل شيء ظاهرا للعيان، لا يخفى فيه شيء من كل كبيرة ولا صغيرة .

أحسوا أننا وصلنا إلى طريق الخلاص بانكشاف الغطاء عنهم، وبحركاتهم ورقصاتهم الحائرة، حاولوا أن يتابعوا خطواتنا .

نظرنا إليهم نظرة ازدراء فتركونا، وتركنا سنتهم التي استنوها لإيقاعنا في الشرك أول مرة، فمشينا على خط آخر غير خطهم، لعل عزمنا هذه المرة ينسينا ما فعلوا بنا يوم عنونوا حياتهم بكل جميل، و ما كان من كلماتنا عنهم وما يفعلون، سوى اشمئزاز من بقايا شعارات مزيفة !! .

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم