صحيفة المثقف

العرب .. كفاكم ظلماً يا ذوي القربى

sadiq alsafiحكمة قالها -كارل ماركس- التأريخ يعيد نفسه مرتين،في المرة الأولى كمأساة، وفي المرة الثانية كمهزلة .

وهكذا قال الشاعر طرفة بن العبد بكلام ملئ بالحكمة والعبرة في معلقته الشهيرة في القرن السادس الميلادي،عن مرارة الخذلان والنكران وكلاهما ظلم كبير،وما أعمق خيباتنا نحن العرب منذ قديم الزمان -كأخوان يوسف- و تجددت في هذا الزمن الذي كثرت فيه المكائد والقطيعة والحروب والهجران، وتفيض البغضاء والأحقاد كالبراكين الهائجة .

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة -- على المرءِ من وقعِ الحسام المهند

أرى الموت أعداد النفوس ولا أرى -- بعيداً غداً ماأقرب اليوم من غدِ

ستبدي لك الأيام ماكنت جاهلاً -- ويأتيك بالأخبار مالم تزودِ

وتأتيك بالأخبار من لم تبعّ له -- بتاتاً ولم تضرب له وقت موعد

نرى تشابك الأحداث المؤلمة والتعقيد في حال كل بلد عربي،من سوء العلاقة والتشكيك والاتهام والتآمرو الأعتداء المباشر او بالواسطة والتي لم تعد خافية .! من الأمر الذي يحتاج الى تأمل وتفكير وأهمية لمناقشة تلك الأحداث المؤلمة التي قطعت أوصال العرب المسلمين فيما بينهم،وأدت الى تنامى العداء والتشتت والفتك بالآخر في الحروب الداخلية والخارجية بلسان الحكومات وأنظمة الهزائم الثورية كمشروع سياسي - بأسم- النضال الوطني المخادع الكاذب،أن تكريس العداء بين الشعوب دليل لغياب العقل المركزي العربي،وأن التفنن بأبتكار الصراعات قد أضعف الوحدة الوطنية،وهدد التعايش السلمي بين الطوائف والأقليات والأديان وقضى على الحريات المدنية و الدينية وزاد من حالات التوتر الطائفي وبروز جهات تمارس التشدد والتكفير المتطرف الذي شوه صورة الدين بأعتباره خطرا اقليميا عابرا للحدود كمنظمات أرهابية، وزاد من التشرد والتهجير والفقر لأبناء الدول العربية في ظل سياسات غبية لأنظمة الحكم الأنتهازية

كفاكم

تخيلوا مرارة وقسوة الظلم العربي على النفس العربية وظلم ذوي القربى أشد مضاضة - - وكما قال شاعر-

عليَّ نحت القوافي من معادنها -- وما عليَّ أذا لم تفهم البقرُ .!؟ -- أو البشر.!!؟

قال تعالى

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

 

كاتب و أعلامي - ناشط مدني

مقيم في النرويج

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم