صحيفة المثقف

شجرة القصيدة

saad yassinyousufأطفيءُ جمرَ الموقدِ

وألوذُ ببردةِ صمتي

 


 

شجرة القصيدة / د. سعد ياسين يوسف

 

هيَ تلكَ المتواريةُ

وسطَ كثافةِ اشجاري

تلوِّحُ لي

من نافذةِ الروحِ

وتهربُ ..

تُوقِظني ملسوعاً

خلفَ خطوطِ الزّمن ِ

بحثاً عن قدمي ّ، كفي

عن عينيَّ المأخوذة ِ

برهبتِها،

رهبةَ أن تفلتَ من بينِ يديَّ

وهي القادمةُ من أقصى المدنِ

فأخبئُها تحتَ قميصي

جمرةَ نارٍ تتآكَلُني

تُبخرني غيمةَ عطرٍ

على ساريةٍ تبكي ألوانَ رفيفٍ شاحبْ

تذروني رمالاً

غادرها البحرُ

أخوضُ ببزتِها كلَّ حروبي

واقاتلُ جنرالاتِ الموت ِ..

سُراقَ وجوهِ الاشجارِ الضاحكة ِ بالوردِ .

.... ...

بعصاها ...

أشقُّ بحارَ الظلمة ِ

كي تعبرَ - نحوَ الضَّفةِ الأخرى -

أحلامٌ عافتها اشرعةُ السفنِ

حتى شاختْ وأبيضتْ عيناها

وأعرّي زيفَ "الخنزيرِ" اللاهث ِ

خلفَ بقايا حُلمٍ لوّثهُ .. يومَ اندسَّ

بغابةِ أشجاري ...

...... ......

هيَ الغيثُ النازلُ فوقَ يبابِ الأرضِ

ينبتُ اكواناً من سحرٍ

ومواسمَ أعيادِ الأرضِ

هي حزني المتفجّرُ صمتاً ببريقِ عيوني

وصهيلِ خيولي النافرةِ من برزخ ِصدري

لسماواتٍ سابعة ٍ.. .. ..

خلفَ سنابِكها نُثْارُ نجومِ الدهشة ِ

تَمْوّجُ اوراقِ الآياتِ الأولى

وهي تحلقُ عائدةً

لتحطَّ على أشجارِ حديقتيَّ المسكونةِ

برفيفٍ لا أعرفُ سره ...

هيَ منفايَ لأصقاع ٍ باردة ٍ ..

وحدي تتركُني وطقوسي السريةَ

أستحضرُها .. فلا تأتي

أطفيءُ جمرَ الموقدِ

وألوذُ ببردةِ صمتي

أنفضُ عني

رَمادَ ترقُّبِها

أطفيءُ جرحي

أحضنُ غصنَ الحنّاءِ

المرسومِ على ذاكرتي

يومَ أرتني سرتَها الأرضُ

أغفو ..

...........

.....

فتطلُّ

تُضيء جدارَ الوحشة ِبعضُ ملامحِها ...

تُؤججنني ثانية ً

أصرخُ فيها :

أينك ... أينكِ ... أين

أيَّتُها اللاهيةُ

أعرفُ أَنكِ حتفي

وبريقُ نجومي

بروحي الطفلة ِ

وهي تدورُ على كعبة ِ

شمسِكِ ...

....   ....

هيَ حتفي...

-        " ألستَ القائل "

هيَ حتفي

حينَ ابوحُ بأحرفِها السريةِ لليلِ ...

لكني سأبوحُ بأحرفِها كاملةً

قبلَ أن تغرسوا سكاكينَ الظنِ

بصدري

.... ....

"

"

هي َ

هي القصيدة ...

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم