صحيفة المثقف

ذكريات مفرحة مؤلمة

rafed alkozaiهل الذكريات هي ملك حصري للبشر او الشعوب نفرضها على انفسنا وعلى اجيالنا حيث في بعض الاحيان تهاجمنا الذكريات الحزينة وتخض مضاجعنا وتجعلنا نتقلب في الفراش وعيوننا يسكنها السهاد كما تقلبنا المواجع فهنالك ذكريات مولمة لاتنسى مثل فقدان الاحبة ونبقى حينها نردد اعزاز والله اعزاز او في حالة الهروب والانكسار وفي حالة الفشل في الامتحان او بالمقابلة لحظات مولمة تهاجمننا دوما نهرب منها بمعاقرة الخمرة او الادمان لحبوب الكبسلة والمهدئة التي تبث فينا الفرح الكاذب والبهجة المدفوعة الثمن او التحليق عاليا مع المخدرات والافيون او التقهقر خلف الثوب الديني والعزلة تحت شعار التوبة وطلب الرحمة ونحن نحلم بالملائكة تمسح عنا الاهاءات والذكريات الحزينة او الانغماس في الافكار الشيطانية والانحلال والالحاد وهكذا نغني في بعض الاحيان مع ميادة الحناوي نعمة النسيان نعم حقا النسيان نعمة في ازاحة الذكريات المؤلمة ولكن هو نسيان وقتي لانها ستطفو في لحظة الى ساحل الوعي فتثير فينا الكابة والحزن.

وهكذا جاهدوا علماء النفس والطب في العلوم العصبية والنفسية في ايجاد سبل ازاحة الذاكرة المؤلمة الحزينة واستبدالها بذكريات مرسومة مسبقا تشيع الفرح والبهجة.

نجحت تجربة حديثة في التحكم بنوعية الذكريات التي تسيطر علي أدمغة فئران تجارب أثناء النوم، وقال علماء أنه من الممكن تفعيل تلك التقنية علي العقل البشري.

نجحت تجربة حديثة في التحكم بنوعية الذكريات التي تسيطر علي أدمغة فئران تجارب أثناء النوم، وقال علماء أنه من الممكن تفعيل تلك التقنية علي العقل البشري. وقال علماء الأعصاب بـ (المركز الوطنى الفرنسى للبحث العلمى CNRS) أن تجربة لاستبدال ذكريات مؤلمة فى عقل الفئران النائمة نجحت، حيث وضعوا أقطاب كهربائية فى أدمغة الفئران النائمة ومن خلالها قاموا بتنشيط الجزء الخاص بالذكريات فى العقل، ومنه استطاعوا تغيير طريقة عمله، وفى صباح اليوم التالى توجهت الفئران نحو المناطق الإيجابية التى تحمل ذكريات سعيدة.

تغيير الذكريات: قال عالم الأعصاب "كريم بينشنانى" القائم على الدراسة وأحد العلماء فى CNRS وانها للمصادفة ان يكون كريم ينساني على راس فريق البحث قائلا: إن التجربة اعتمدت على تغيير توجهات العقل وتغيير القيمة العاطفية فى المواقع المختلفة فى الدماغ أثناء النوم، لأنه فى هذا الوقت يكون العقل ثابتا بشكل يمكن التحكم فيه بسهولة.

تفعيل ذلك على العقل البشري: وبحسب موقع TIME الأمريكى، فان هذا الاختراق الذى نجح العلماء فى تنفيذه على عقل الفئران، سيتم تفعيله على العقل البشرى قريباً ويأمل العلماء أن يغيروا الذكريات والمشاعر الحزينة إلى أخرى سعيدة للأشخاص الذين يريدون ذلك.نجاح تجربة لاستبدال الذكريات المؤلمة بأخري سعيدة

ان التاريخ والذكريات المؤلمة هي من تحدد مسار المجتمعات الشرقية وتنغض معيشتها فهي الشباك السهل نحو الحروب والمناكفات الطائفية والعرقية فهل تنجح التجربة لكي نتمكن من ازاحة التاريخ القاسي المؤلم من عقولنا لنفكر في المستقبل فقط ونترك وسخ الماضي كما فعل كمال اتاتورك بتغير اللغة التركية وحروفها من الحروف العربية الشرقية الى الحروف الانكليزية ليطمر تاريخ وماضي عثماني يحاول اعادته الان اردوغان بقوة حالما بالسلطان والجواري والغلمان وقيادة العرب والعجم بالقوة تحت شعار ال عثمان وكما يفكر فيه من العجم بعقلية ابو مسلم الخرساني لقيادة العرب والترك وهكذا هم العرب فقدوا بوصلة القيادة ليتروكوا سحوهم لمعركة بالنيابة تحت شعار الحزم والانقياد وهكذا تصريح الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي قال فيه بالحرف الواحد(إن الخطر الأكبر الذي تواجهه الدول الخليجية العربية السنيّة هو تحديات داخلية وليس خطر التعرض لهجوم إيراني) نعم ان الخطر الذي نعيشه هو التاريخ الذي يكبل عقولنا بفقدان الثقة اونحمل انفسنا اخطاء التاريخ ورموزه علينا السعي بكل مثابرة وقوة من اجل ايجاد طرق تربوية تزيح الذكريات المؤلمة من عقول الاجيال القادمة لكي يعيشوا المستقبل نعم المستقبل فقط الذي سيفتح عليهم بوابة التنمية المستدامة والرفاهية والازدهار

 

الدكتور رافد علاء الخزاعي

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم