صحيفة المثقف

المعارك خاسرة مادامت القيادات والوسائل نفسها

safaa alhindiيبدو انه لا أحد يتّعض او حتى يريد ان يتّعض، لا من الساسة التي تحكم البلاد ولا من الرموز الدينية والاجتماعية الاخرى التي تتحكّم بالعباد ولا من الشعب ضحيّة هاتان الحكومتان، لا يأخذوا العضة والعبرة لا من التجارب التي مرّت وتمرّ بهم ولا الارشادات والنصائح التي تُعطى لهم، ويبدو ان الجميع في غفلة في نومة عميقة رغم العواصف الفتن والويلات والدمار والخراب الذي حلّ بساحتهم وعصف ببلدهم، وكأن الجميع مخدّرون او واقعون تحت ضغط سلطة اخرى سلطة من عالِم آخر غير سلطة الانسان. ولا نعرف متى يصحو وينتبهوا من غفلتهم ونومتهم؟.

منذ اثني عشر سنة والعراق لا يكاد يخرج من أزمة حتى يقع بأزمة ومصيبة أخرى أعظم واكبر وأفتك من سابقتها، ولا من حلول. والسبب الذي يعرفه الجميع جميع الناس ويعرفه حتى هم انفسهم المتحكّمون بالبلاد والعباد، انهم هم السبب الساسة والرموز الدينية والعناوين الاجتماعية في كل المصائب والويلات التي حلّت بالعراق وعلى شعب العراق.

الهموم والمصائب والأزمات السياسية والأجتماعية والفكرية والأخلاقية كثيرة وكبيرة وفي تراكم مستمر لسنا هنا بصدد تناولها رغم اننا سبق ونبّهنا شعوبنا في وقتها بجلّها ان لم يكن كلّها، وسبق وسجّلنا المواقف الوطنية المشرّفة في الساحة الاجتماعية والتاريخية العراقية، بما لم يسجّله أي فكر او توجّه او أطروحة اخرى تدّعي الوطنية صدقا وعدلا غيرنا، حتى أننا في إحدى المراحل من السنين السابقة من اجل توعية شعوبنا، توسّلنا الناس وطرقنا الابواب وقبّلنا الأيدي والأرجل ونبهناهم الى ضرورة اذا كنّا فعلا نتمنى أنقاذ العراق والسير به نحو الافضل علينا ان نسعى لتحقيقه بأتّخاذ السلوك والمنهج الوطني والانساني الشرعي الصحيح ولابد من التغيير الجذري الحقيقي تغيير الوجوه التي تسلّطت علينا، ولن يكون ذلك إلّا بأختيار الاصلح، لكن مامن فائدة ترجى، وعاد الشعب مرة اخرى و وقع ضحية الاعلام والفتاوى.. وأنتخب نفس الوجوه وسلّطها على نفسه من جديد. (الشعب الذي ينتخب الفاسدين والإنتهازيين والمحتالين والناهبين والخونة لا يعتبر ضحية، بل شريكا في الجريمة) (جورج اورويل).

الآن في هذه المرحلة الحرجة والخطرة التي تعصف بالعراق لازالت شعوبنا التي بيدها التغيير والتي سبق وضيّعت اكثر من فرصة من فرص التغيير لازالت منبطحة كليّا لنفس الاسباب والى نفس المسبّبين، بل ازدادت خضوعا وانبطاحا لهم اكثر من السابق. وللاسف، هاهم يساقون كالاضاحي الى حتوفهم وقد سُخّرت الفتوى والماكنة الاعلامية السياسية والدينية ولعِبَت بهم وبعقولهم.

بسبب السياسات الفاسدة والقراءات الخاطئة السقيمة للمتسلّطين المتحكّمين بمقدّرات العراق وبشعوبه، مازالت الفتن ومنذ ما يقرب العام (داعش) و الارهاب والمنهج الطائفي التسلّطي الفكري والسلوكي العنصري و التكفيري منتحل (التشيّع و التسنّن) على السواء يضرب العراق ويسفك دماء ابنائه، وايضا يُقاد ويُشحن من نفس الوجوه ومن نفس القيادات و بنفس الوسائل. حتى بات أمر معالجة هذا الموضوع او هذه القضية أمرا شائكا، وصار ايجاد و وضع الحلول الناجعة في هذه المرحلة والحال المتأزّم الذي وصلت له أمرا قد يكون شبه مستحيلا او مستعصيا في أقل التقادير. وتأتي أستحالة او صعوبة أيجاد الحلول الصائبة الناجعة لتلافي والخروج من هذه الأزمة بسبب انها تُدار وتُقاد ويُخطّط لها من قبل نفس الشخوص و بنفس الوسائل، من هنا كانت ولازالت وستبقى المعارك التي يديرها هؤلاء ضد داعش خاسرة.

وقد اجاب السيّد الصرخي الحسني حول هذه القضية وأشار لها في استفتاء قُدّم له بتاريخ 17/4/2015 حمل عنوان: (تكريت وايران، هزيمة او هزيمتان)، قائلا: (المعارك كانت ولاتزال خاسرة وستبقى خاسرة مادامت نفس الوسائل والمخطّطات والأفكار والقيادات موجودة، ومادام المنهج هو نفس المنهج الطائفي العنصري التكفيري).

 

صفاء الهندي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم