صحيفة المثقف

مؤسسة الورشة الثقافية تقيم أصبوحتها تحت عنوان (مصححون):

ahmad fadel"الرمزية في شعر النثر" وفلاح الشابندر أكبر الشعراء الرمزيين يزيدها من ألقه ورمزيته الكثير

استقطبت "مؤسسة الورشة الثقافية" هذه الجمعة اهتمامنا حيث نظمت أصبوحة ثقافية جميلة حملت عنوان (مصححون) " الرمزية في شعر النثر "، وهي من الموضوعات المهمة التي باتت تطرح نفسها بكثرة في الآونة الأخيرة .

الأصبوحة انطلقت في الساعة الحادية عشرة من صباح الجمعة 1 أيار في المركز الثقافي البغدادي ومن على قاعة خالدة الذكر الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة، وقد ضمت الأساتذة الناقد والشاعر مهند طالب هاشم الذي أدار جلستها والأستاذ حسين رحمن الفيلي مديرا ومقررا لها والناقد عمر مصلح والكاتب والمترجم أحمد فاضل وضيفها الشاعر الرمز الأستاذ فلاح الشابندر والشاعر كريم علوان والشاعر بسام التركي، الجلسة بدأت بتقديم السادة الكتاب والشعراء ثم قدم الناقد هاشم ورقته المتضمنة تقريرا عن تعريف الرمز وخصائصه تاركا المايكروفون بعد ذلك للشابندر الذي عقب بكلمة قيمة عن ماهية الرمز وإلقاء بعض قصائده الدالة عليه ثم قام السيد حسين رحمن بتوجيه أربعة أسئلة لنا تخللت الجلسة عقب كل كلمة أو قصيدة من لدن الحضور هذا نصها:

725-falah 

1 هل للرمزية في الشعر جمالية مميزة ؟

إذا أخذنا برأي الدكتور نعيم اليافي المتوفى في حلب عام 2003 وهو من كبار النقاد العرب الأكاديميين والذي يرى أن للرمز الفني سبع خصائص هي : الأصالة والابتكار والحرية الكاملة غير المقيدة والطبيعة الحسية والكيفية التجريدية والرؤية الحدسية والنسقية وثنائية الدلالة لعرفنا القيمة الحقيقية لهذه الرمزية في الشعر، وقد يبدو أن هذا المنطلق الجمالي ينسجم مع ما ذهب إليه الكاتب والأديب الروسي فيكتور شكلوفسكي من أن: " الفن – والذي يقصده هنا جميع ما يدخله الشاعر على شعره ومنها الرمزية – هو أحد طرق المعايشة الفنية للموضوع، أما الموضوع فليس بذي أهمية، وقد نختلف معه في هذا الجانب الأخير من مقولته لأن الموضوع هو أحد قطبي العلاقة الجمالية ومن دونه لا يكون ثمة معايشة أو علاقة وبالتالي فالرمزية في الشعر لها جماليتها المميزة هذا إذا ما أخذنا بأقوال كثيرة أخرى .

 

2 - ما هو التصحيح المناسب لمن لا يعرف الرمزية؟

بما أن الرمزية مذهب أدبي فلسفي يعبر عن التجارب الأدبية والفلسفية المختلفة بوساطة الرمز أو الإشارة أو التلميح، فهو في معناه الإيحاء أي التعبير غير المباشر عن الأحوال المستترة التي لا تقوى اللغة على أدائها، أو لا يُراد التعبير عنها مباشرة، فهو إذن غير خاضع للتصحيح حتى مع من لا يعرفه .

 

3 - هل وصل الشعر الآن لمرحلة المقبولية عموما؟

نعم، فهو مع الرواية يكون قد حاز على المقبولية في الشارع الثقافي ومن لدن متلقيه، هذا إذا ما لمسنا حجم من يقول الشعر وما يصدر عنه على الرغم من كل الصعوبات التي تعترضه سواء عن طريق نشره أو الحصار المفروض على بعض أتباعه من الأسماء التي لا تتجاوز عقلية البعض ممن بيدهم مفاتيح المرور إلى المهرجانات الشعرية الكبيرة المقامة سواء بالداخل أم الخارج .

 

4 كيف تجد النقد في الشارع الأدبي العراقي؟

عن هذا الموضوع بالذات قيل الكثير، لكن الذي أعجبني حقا ما قاله الكاتب والناقد حيدر عبد الرضا بأن كل ما نقرأه الآن من مقالات ودراسات من على ثقافية الصحف اليومية والأسبوعية ما هي إلا (عروض صحفية) أو هي أشبه ما تكون عليه ثقافة (أدب المقاهي) وثقافة (أدب المجالس الحميمة)، من هنا يجب تصحيح هذا المسار بالرجوع إلى النقد الحازم والبناء بنفس الوقت والتخلص من حالة المجاملة والأخوانية حتى لا تصبح هذه العملية برأي الناقد عبد الرضا (فعلا مقموعاً) .

قام بعدها الناقد مصلح بتقديمه مداخلة قيمة على هذا الموضوع مع قراءة لأحد نصوصه، الشاعران كريم علوان وبسام التركي شاركا بتقديمهما بعضا من نصوصهما الجديدة لاقت استحسان الحاضرين، وعند انتصاف النهار أغلقت الورشة أبوابها لنعود أنا والشابندر إلى قيصرية حنش في المتنبي حيث التقينا بالروائي والقاص المبدع عبد الفتاح المطلبي ليدور حديثا آخر فاجأنا فيه القاص المبدع عبد الكريم الساعدي بإهدائنا مجموعته القصصية الجديدة (ما بعد الخريف) الصادرة عن دار نشر أمل الجديدة في سورية قمت بعدها مودعا الجميع فقد تعامدت الشمس فوق رؤوسنا ولم يعد بالإمكان تحملها .

شكر خاص لمن شارك فرحنا هذا بصوره الجميلة لنا :

الشاعر كامل الزهيري

الأديب والشاعر سيد ناصر

الشاعر كريم علوان

 

كتابة / أحمد فاضل

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم