صحيفة المثقف

الى صديقي غالب الشابندر العلوي في زمن تفشي التدين الأموي

abduljabar alrifaiحين تلقيت نبأ استشهاد عمار هجم عليّ الحزن واليأس والمرارة والفزع. داهمني الصداع فجأة فلم تطق عيني الرقاد .. المرحوم الشهيد عمار الشابندر عرفته مبكرا في فتوته، لفتني اهتمامه بالقراءة والسياحة في عوالم الكتب، وهو لما يزل تلميذا في المتوسطة .. يتقن عمار ٤ لغات، صحفي محترف، مدير معهد الصحافة والسلام ببغداد منذ ١٠ سنوات تقريبا. شاب موهوب، قليل أمثاله في وطني المنكوب العراق.

والده غالب الشابندر مفكر حر في زمن العبودية، ثائر في زمن الخنوع، علوي في زمن تفشي التدين الأموي، انسان في زمن موت الانسان داخل الانسان .. مفكر تفوق على جيله بشغفه في المطالعة واكتشاف كنوز المعرفة ..

أبو عمار متفوق في جيل؛ يكتب من دون أن يقرأ، يخطب من دون أن يتعلم، يتسيد زعيما من دون أن يتبصر بالسياسة ويتوغل في دروبها.. يغار من غالب الشابندر معظم جيله، ذلك أنه تفوق عليهم؛ بغزارة انتاجه الفكري وتنوعه، وزهده في الحطام الذي تهافت عليه الكثير من جيله، وصدقه، وشجاعته، وحريته التي لا يحدها إلاّ تضامنه مع الضحابا، وصداقاته العميقة مع البؤساء والفقراء والمهمشين والمنبوذين .. أتمنى أن ينصف العراقيون هذا المفكر الحر عاشق الله والانسان والوطن، الذي مازال مهملا مغمورا في وطنه العراق.

 

عبدالجبار الرفاعي

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم