صحيفة المثقف

نخلة وفسيلتان

saad yassinyousufوالملاذاتُ زنازينُ لا تملأُ

وجهَ اللوحةِ بالنخيل ِ

 


 

نخلة وفسيلتان / سعد ياسين يوسف

 

النخلةُ التي أُختطفتْ

من صدرِ نهرِ حلمِها الطفولي

بفسيلتيها

تاركةً آثارَ لوعتِها

على طينِ التشكلِ ..

طينها الحرّيّ  ..

شرايين المسرة ِالمضمرة ِ

وكما الجنونُ  طافتْ بها المدنُ

الطرقاتُ المقفرةُ إلا من صبارِها الناتيء

من بين ِصخورِ الغربة ِ

تهزُ بجذعِها

وتلقي برطب ِدمعِها

على طولِ الطريقِ

لا... لا ...

ليست الارضُ ....

كانت الاعذاقُ تصرخ ُ

والمشاهدُ تترى

رغمَ ضباب ِ زجاجِ نافذةِ الترقبِ ،

وجوهُ التوسل ِ...

يدان من عرق ٍتَفصدَ على جبينِ السنين

تشيرُ لها بالرجوع ِ ... صريرُ الابواب ِ

ليسَ ما بين حمرةِ هذهِ الارضِ

وخضرةِ الصباحاتِ

ما ترسمهُ كختمٍ اسطواني

على سمرة ِالرغيفِ

وليس هناكَ ،

ما يبعثُ على اجتراح ِنافذةٍ

بسعة ِماتهدمَ من جدارِ الماءِ

الذي احاطَ المدينةَ الاولى ..

-        كيفَ تنامُ اليماماتُ التي ألِفتْ ظلَها

وهديلَها المؤرَقَ  تَفَتَحَ نهارات ٍ من سبي

لم تشهدْ مثلَهُ بابلُ الملثمةُ

إتقاءَ غبار الموتِ ...

مرةً أخرى

في صحراء ٍ

وراحلةٍ لا تُؤتمنُ قوائمُها

وظلٍ تهرأ ما أن وطأتْ

قدماهُ نورَ المدنِ

الوامضة ِ بالدهشةِ .

حينها ...مزَّقَ آخرَ ما تبقى

من لونِ وجههِا ، عينيِها

حارقاً ما تبقى

من سعفِها ..

ليدفيءَ بردَ هشاشته ِ

متناسياً بردَها المحيق بها

حتى آخر العمر ..

 

الفسيلة - (1)

عندما لم يعدْ لها

سوى لونِ سمرةِ جذعِها

بكتْ ....

غير ان َصفرتَها

تشي ...

بضياعِ الُرُقم التي

لجأت اليها

وهي تبحثُ عن جذورٍ

لم تعدْ تُطلقُ موجَ رغبتِها

في بحرِ رملٍ ترسمُ الريحُ

له ملامحَ وجهٍ لا يشبهُ

ذلكَ الرغيفَ ...

ولذا ستظلُ تبحثُ

تبحث ُ

حدَّ الضياع ِ...

 

الفسيلة - (2)

كادَ ان يَفنى

بين وريقاتِ اسئلةِ التفتحِ

وانطلاقِ الموجِ في نسغه ِ .

لغةُ انشطارهِ المرة ُ

بين جذرينِ من حجرٍ وماء .

آه ايتها السماء

لانجومَ ...

هي المدنُ القصيةُ الموحشة ُبالضجيج ِ

هي من قتلت صاحبيَ ،

الدفءَ ....

وألقتني في يمِ أحزاني

والملاذاتُ زنازينُ لا تملأُ

وجهَ اللوحةِ بالنخيل ِ

ولا الأكفَ المدلاة َمن الاعلى ،

كمانَها الممزقَ الاوتارِ

ولا اسماكَ الحديدِ الغائرةَ

في بحيراتِ الدهشة ِ

فآوِ الى رحمكَ ايها المعذبُ

كي تلدَكَ المسرة ُالتي أفتقدت َ

في مدنٍ لا تشبهكَ

حينها ...فقط تعرف ُ

من تكون ...

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم